الرئيسية / بديل ثقافي / بالمحمدية: الاتحاد المغربي للثقافات المحلية يناقش مشروع أرضيته الثقافية

بالمحمدية: الاتحاد المغربي للثقافات المحلية يناقش مشروع أرضيته الثقافية

نظم الاتحاد المغربي للثقافات المحلية لقاء تواصليا تحت شعار” ثقافة محلية… تنمية وطنية ” أطره الدكتور سعيد يقطين بحضور مجموعة من الأساتذة الباحثين والفنانين والفاعلين الجمعويين، وذلك لمناقشة مشروع أرضية الاتحاد الثقافية من أجل تفعيلها، والمساهمة في توسيع دائرة البحث حول الثقافة الشعبية في بعدها المحلي وأفقها الكوني.
وأجمع الحاضرون على أهمية هذا المشروع لكونه مشروعا متكاملا يستدعي البحث عن السبل الكفيلة بتفعيله، والخروج به إلى أرض الواقع.

 

 

افتتح اللقاء رئيس الهيئة الاستشارية الدكتور سعيد يقطين بكلمة أشاد فيها بمشروع الاتحاد مشيرا إلى اللقاءات التشاورية التي سبقت هذا القاء التواصلي الأول، والمجهودات التي بذلها أعضاء المكتب الإداري، مركزا على أهمية المشروع وراهنيته استجابة للظرف التاريخي الحالي، والذي يحتم ضرورة النهوض بالثقافة الشعبية وإغنائها، كما أكد أن الغاية من تأسيس هذا الاتحاد تأتي من كونه ينبغي أن يكون إضافة نوعية في المشهد الثقافي المغربي، ليعطي بعد ذلك الكلمة للسيد محمد مومر رئيس الاتحاد المغربي للثقافات المحلية، الذي أبان بدوره على أهمية المشروع، وضرورة تفعيله بانخراط جل الغيورين على كنوز ثقافاثنا المحلية بعيدا عن كل شوفينية ضيقة أو دوغمائية قصيرة المدى، وأكد على وجوب تأسيس صرح ثقافي ينهض على البحث العلمي الرصين لبناء ثقافة شعبية جادة .

 

بعد ذلك تناول الأستاذ عبد الإلاه رابحي الكاتب العام، الكلمة لتلاوة مشروع الأرضية الثقافية للاتحاد المغربي للثقافات المحلية، والتي تناولت خصوصية المشروع في آفاقه الثقافية من خلال التركيز على مفهوم الخصوصية المنفتحة والتأكيد المستمر على توظيف الجهوية الموسعة، وطبعها بطابع الخصوصية انطلاقا من طبيعتها الجغرافية، مرورا بلهجاتها، ووصولا إلى عاداتها وتقاليدها في أفق بناء مشروع تنموي عام.
على هذه الأرضية الثقافية الصلبة، أكدت الأرضية تبنى غايات ومرامي الاتحاد المغربي للثقافات المحلية، والتي تأخذ بعين الاعتبار ضرورة تناغم وتفاعل أضلاع المربع الثقافي من المؤسسة العمومية إلى القطاع الخاص إلى القطاع الإعلامي إلى مكونات المجتمع المدني، وفي كل ذلك تحدوها الرغبة في أن تقدم مشروعا متكاملا يستثمر الحاضر ويفتحه على آفاق واعدة .

بعده تناول الدكتور سعيد يقطين الكلمة مفصلا القول في مشروع الاتحاد، بما هو بحث في تاريخ الثقافة الشعبية وبلورة الوجه المادي واللامادي لثقافة الذاكرة، والتي أصبحت تتعرض باستمرار للتآكل والنسيان، الأمر الذي يستدعى ،في نظره ضرورة انخراط الباحثين، كل من زاوية اختصاصه، في هذا المشروع الكبير والجاد من خلال البحث المنهجي في مقومات الثقافة المحلية، وذلك بتفعيل البرامج الثقافية الذي يتضمنها كتيب خاص للاتحاد المغربي للثقافات المحلية، والتي يمكن اختزالها في إقامة ندوات ومحاضرات وموائد مستديرة وأيام دراسية تنهض على بحوث ميدانية تستفيد من الرسائل الجامعية والأطاريح الأكاديمية حول موضوع الثقافات المحلية، كم دعا إلى ضرورة الانفتاح على المؤسسات ذات الاهتمام المشترك، وطنيا، عربيا ودوليا، بعقد شراكات وإنجاز برامج ثقافية مشتركة. ثم خصص الحيز الأكبر من مداخلته على التفصيل في مسألة جوهرية تتمثل في عزم الاتحاد المغربي للثقافات المحلية إصدار مجلة متخصصة في الثقافة الشعبية المغربية، وتحمل نفس العنوان، وذكّر في هذا السياق، بالحاجة الملحة لهذا المنبر الثقافي، إذ لا يعقل في مغرب يزخر بروافد مختلفة ومتنوعة ألا يتوفر على مجلة تعنى بالشأن الشعبي، ومن هنا جاء إصراره على العمل في هذا الاتجاه حيث فصّل في طابعها الخاص، وهيئتها التحريرية ومواضيع اهتمامها … كما دعا إلى إرفاقها بمرفقات تعنى بالرواد، وتوفر مادة للبحث والتحصيل عبر التوثيق البيبليوغرافي لكل نمط من أنماط هذه الثقافة، حسب المناطق والجهات، الأمر الذي يستدعي تضافر الجهود عبر تشكيل فرق للبحث توفر المادّة وتقوم في الآن نفسه بتحليلها حتى تقدّم في حلّة جمالية تستحقها ثقافتنا الشعبية. وختم الدكتور سعيد يقطين بأهمية هذا المشروع وجديته وقدرته على تعميق الاهتمام بالمخزون الثقافي المغربي العميق.

بعد ذلك فتح باب النقاش لتتوالى المداخلات، حيث أشار الدكتور شعيب حليفي إلى أن هذه المبادرة الهامة تأتي استجابة للشرط التاريخي عبر الحاجة الملحة إلى مؤسّسة قائمة بذاتها نظرا لما حصل مؤخرا من اهتمام حقيقي بالثقافة الشعبية، لتجاوز المناسباتية التي تطبع التعامل معها، كما دعا إلى ضرورة الخروج إلى معاقل هذه الثقافة والاتصال بالمشتغلين بها ميدانيا، وإقامة أنشطة في عين المكان، وهو الأمر الذي يحصل معه اكتشاف قضايا متعددة، ومتخصصين مغمورين في مناحي شتى من أشكال الثقافة الشعبية، ودراسات صادرة بلغات متعددة وفي مواضيع دقيقة، الآمر الذي يستدعي فرقا للبحث متخصصة في جانب واحد على أـساس التكامل بينها، وأكد على تخصيص سنة ثقافية للتركيز على عنصر واحد من عناصر الثقافة الشعبية اعتمادا على التدرج بين العناصر، كما دعا إلى الاهتمام بالدراسات الكولونيالية لما تزخر به من اهتمام خاص بالثقافة الشعبية، وختم الدكتور حليفي مداخلته بالتأكيد على ضرورة توسيع قاعدة المنخرطين لتوزيع المهام نظرا لثقل المشروع وأهميته.

أما الأستاذة مليكة الفد، وبعد التعبير عن أهمية المشروع وراهنيته، أكدت على استحالة تغطية جميع المناطق المغربية، وركزت على اتخاد مدينة المحمدية والنواحي نموذجا أوليا لاختبار المشروع أولا، والاستفادة من نقط قوته وضعفه، كما ألحت على وجوب الاهتمام بالشباب كفئة مستهدفة من المشروع، على اعتبار أن المحمدية تعتبر خزانا طلابيا لما تتوفر عليه من جامعات وكليات ومدارس عليا، وأشارت بهذا الصدد إلى ضرورة الاستفادة من الشراكات التي عقدها المجلس البلدي مع الجامعات بالمدينة، كما دعت إلى تضافر الجهود للترافع على بعض المشاريع الثقافية بالمدينة، وتهييئ بعض الساحات والمركبات لاحتضان مثل هذه المشاريع، وختمت مداخلتها بضرورة توفير الموارد البشرية للنهوض بهذا المشروع الجاد والمتكامل .

أما الدكتور حسن بحراوي، فركز على ضرورة التوفر على الموارد المادية لتسهيل عملية إنجاز المجلة والتي يراها من بين أهم ماجاء في المشروع، وذلك لأنها ستكون مصدرا علميا سيستفيد من كل الكتابات المسكوت عنها في موضوع ثقافتنا الشعبية، خصوصا تلك التي خلّفتها الكتابات الكولونيالية والتي تهتم بأدق التفاصيل فيها مما لا يمكن أن يخطر على الأذهان، وسيساهم بالانفتاح على الكثير مما لا نعرفه عن ثقافتنا الشعبية .

أما الدكتور حسن حبيبي فدعا إلى ضرورة تجاوز عملية الجمع إلى عملية التوثيق، وهي عملية تستدعي مأسسة التجربة وتقديرها لما يتطلبه التوثيق من مجهودات، كما أن المجلة تستدعي حاملا الكترونيا لتجنيبها التلف والضياع، نظرا لما يعرفه التطور التكنولوجي في هذا الباب من سرعة وتجاوز. كما أشار إلى أن نفس الاهتمام أصبحت تعرفه ساحات الجامعة بإقامة ندوات في نفس المواضيع، ودعا إلى الاستفادة من تجارب غربية سبّاقة في هذا الباب، والتفكير في عقد شراكات مع مجلات تعنى بهذه التجارب جمعا ونشرا. كما ألح على ضرورة المتابعة الإعلامية للقاءات والمهرجانات والاستفادة من التقنيات العصرية دون المساس بصلب التجربة الشعبية أمام ما تتعرض له من تشويه بتقنيات عالية .

أما الدكتور الحبيب الناصري، فبعد أن ثمّن المشروع وأبرز أهميته، أشار إلى أهمية التوثيق أمام ضعف المراجع في البحث الثقافي الشعبي، وإيلاء الأهمية للموضوع أكثر من الاهتمام فقط بالشكل، وتخصيص جوائز للشباب، كما يمكن أن يخصص برنامج للفيلم الوثائقي الذي يعنى بالثقافة الشعبية، وأكد أنه هو أيضا نوع من التوثيق وأنه حفظ للذاكرة كما توثيق المهرجانات واللقاءات، إلى جانب المجلة، وهي كلها مصادر للبحث من شأنها أن تساهم بقسط وافر في مساعدة الطلبة والباحثين في الثقافة الشعبية، كما أكد على عقد شراكات لتوفير الموارد المالية لأنه بدونها يستعصي تحقيق مثل هذه المشاريع الهامة.

أما الأستاذ لبيب فدعا بعد التعبير عن إعجابه بالمشروع، إلى التحصين المنهجي وفق رؤية منهجية علمية حتى نتجنب الرؤية الفلكلورية السطحية، كما دعا إلى منح المثقف المحلي الفرصة للاشتغال على تراث منطقته قبل تجميع التراث الوطني باعتباره مثقفا شعبيا، والاهتمام بالبعد الأنتروبولوجي في البحث لأهميته في هذا الباب كما البحث عن قنوات جمالية لتصريف هذا المخزون الشعبي.

أما الأستاذ سعيد عاهد فذكّر بأهمية الموارد البشرية، خصوصا في هيأة تحرير المجلّة التي ينبغي أن تكون قارة ومتابعة، وركز على ضرورة البحث عن الدعم المالي للنهوض بمثل هذه المشاريع الجادة، والتفكير في موقع الكتروني، وتقليص المشاريع في أربعة مشاريع مهمة كخطوة أولية حتى لا يحصل التشتت بين المشاريع، والتفكير في يوم وطني للثقافات المحلية. وتخصيص جناح للثقافة المحلية في مكتبة دار الثقافة .

أما الدكتور يوسف توفيق فبعد تأييده اللامشروط للمشروع، أثار الانتباه إلى الثقافة الشعبية الأمازيغية وما تحبل به من مظاهر شعبية جديرة بالاهتمام، كما أكد على ضرورة اعتماد مقاربات علمية، واعتماد قاعدة معطيات، والاهتمام أيضا بالباحثين في هذا الميدان، وذلك عن طريق بيبليوغرافيا كدليل للباحثين والمبدعين في هذا المجال الواسع، كما أكد على عقد شراكات مع مؤسسات من شأنها أن تساهم في التخفيف من الثقل المادي الذي يتهدد مثل هذه المشاريع الوازنة .

أما الأستاذ سعد الله عبد المجيد فأشار إلى ضرورة الحاجة إلى الموارد المادية أمام غنى الروافد الشعبية
ودعا إلى اعتماد الحفريات لتطوير البحث في الثقافة الشعبية مذكرا بتجارب سابقة.

بعد ذلك أخذ الكلمة السيد الرئيس مومر وأخبر الجميع أن مسألة دعم المجلة شبه متوفر نظرا للنسبة الكبيرة التي ستساهم بها المطبعة، وطمأن الجميع أن المكتب الإداري للاتحاد عازم على تحدي الكثير من الصعوبات لإنجاز برامجه الطموحة بإرادة قوية وعمل دؤوب وبحث دائم عن شركاء وممولين من بينهم وزارة الثقافة فيما يخص طبع الكتب والدراسات الفكرية والعلمية.

كما تناول الكلمة أمين مال الاتحاد السيد عزيز غالي وعبر عن اعتزازه بحضور نخبة من الأساتذة الباحثين في الثقافة الشعبية، وثمن ما قاله السيد مومر بخصوص البحث عن موارد مالية كفيلة بتغطية نفقات مؤسستنا الفتية، وأشار إلى بعض العناوين العريضة لمشاريع الاتحاد خلال هذه السنة، وبشر الحاضرين بمشروع *الذاكرة والموروث الشعبي* الذي سيمول من طرف جهة الدار البيضاء سطات والذي سيغطي جميع تكاليف المشروع دون السقوط في أي عجز مادي، كما أكد أن الخطوات الأولى جارية لتفعيل *مشروع المتحف الشعبي* الذي يود الاتحاد المغربي للثقافات المحلية إنشاءه بمدينة سطات بدوار الصواكة.

في الأخير ختم الدكتور سعيد يقطين اللقاء بضرورة التفكير الجماعي في الخطوة الموالية…

 

 

 

كلمة السيد محمد مومر رئيس المكتب الإداري للاتحاد المغربي للثقافات المحلية
بسم الله الرحمان الرحيم

السيدات و السادة الأساتذة الباحثون،

تحية ثقافية وبعد
يسرنا جدا، في إطار هذا اللقاء التواصلي الذي ينظمه الاتحاد المغربي للثقافات المحلية، أن نجتمع بنخبة من الأساتذة الباحثين اللذين، بمختلف تخصصاتهم، أبانوا عن مقدرات خاصة، في البحث والتنقيب داخل موروثنا الثقافي بشكل عام، وداخل الثقافة الشعبية بشكل خاص، هذه الأخيرة التي يوليها اتحادنا أهمية قصوى، ويعتبر البحث فيها بالتحصيل والتدوين من أولوية أولوياته، وذلك لما تزخر به ثقافتنا الشعبية المغربية من كنوز لازالت مطمورة تستدعي تضافر الجهود للكشف عنها من جهة، وتقديمها في حلّة جمالية من جهة أخرى. فكما لا يخفى عليكم أيها السادة، إن ثيار العولمة الهادف إلى تنميط الثقافات العالمية يكتسح مشهدنا الثقافي يوما بعد يوم، ويغزو باستمرار كل مناحي حياتنا اليومية، ويجعلنا في أحسن أحوالنا كائنات تابعة لمركز ثقافي، بدون خصوصية ولا هوية ذاتية. هذا مع أننا وبالنظر إلى طبيعة ثقافاتنا المحلية المتعددة والمتنوعة والزاخرة بكل أشكال التعبير الثقافية والجمالية لقادرون على جعلها إضافة نوعية وحلقة نموذجية ضمن فسيفساء المشهد الثقافي الكوني. ففي الوقت الذي يشهد فيه العالم تدافعا ثقافيا تتنافس فيه الشعوب على الحفاظ على طابعها الخاص، وتفرّدها المتميز بصيانة بصمتها التاريخية عبر العمل على تأبيد موروثها وتحديثه والدخول به غمار التنافس الثقافي العالمي، لازال التلكؤ والتردد يطبع إطاراتنا الثقافية عبر الدخول في مزايدات لا تعمل إلا على تكديس الخيبات، وتدفع بالمثقف الجاد إلى الانزواء والابتعاد عما يشوش على مشروعه الثقافي الرصين الذي يبتغي من خلاله تحصين الثقافة المغربية التي تتمتع بتاريخ مشهود، وبكل تأكيد لها مستقبل واعد إن هي آمنت بتضافر الجهود وتركيزها على البحث العلمي الرصين الذي، بقدر ما يستفيد من منجزات العلم المعاصر بقدر ما يوظفها لخذمة الثقافة المحلية إذ لا كونية في تقديرنا، دون الغوص في المحلية .
السيدات و السادة المحترمون
إننا إذ تحدونا الرغبة والعزيمة على تهييئ وتحضير فضاء يليق بالبحث والتنقيب، تفكيرا وإبداعا، نتوسم من حضوركم الرزين المساهمة، كل من زاوية اهتمامه، في بناء هذا الإطار الذي نريده صرحا ثقافيا ينهض على العلم والمعرفة، وكلنا حماس لبناء ثقافة شعبية جادة أمام ما تتعرّض له اليوم من تشويه و ابتذال تم فيه اقصاء المثقف الجاد وإتاحة الفرصة لمن لا علاقة له بالعلم والمعرفة. كما أننا لا نطمح في أن نكون إطارا بديلا بقدر ما نرغب فقط في المساهمة من جهتنا على الدفاع والمرافعة على ثقافتنا الشعبية الرصين.
إن الاتحاد المغربي للثقافات المحلية، وهو ينظم هذا اللقاء التواصلي بحضوركم إنما يهدف أول ما يهدف إلى جعله منبرا حرّا، بعيدا كل البعد عن كل شوفينية ضيقة أو نزعات دوغمائية قصيرة المدى، أو مظاهر فلكلوركية تعنى بالسطح وتهمل أعماق الثقافة الشعبية المحلية الجادة الحاملة في ثناياها أصالة الانتماء للمغرب الأقصى بتعدد روافده وتنوع مشاربه ، والتي لولاها لما كانت له الاستمرارية والديمومة ، ولما كنا اليوم مجتمعين لتداول آفاقه المستقبلية …..
شكرا لكم جميعا على تلبية دعوتنا وعلى حضوركم الوازن.. ونتمنى أن يسدد الله خطانا بالتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *