عندما نعلم أن مهام الأمين العام في قضايا النزاعات الحدودية أو الترابية، تنحصر في إدارة عمليات حفظ السلام والتوسط لتسوية المنازعات الدولية، واستقصاء الاتجاهات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية وإعداد الدراسات عن حقوق الإنسان والتنمية المستدامة. ندرك حق الإدراك أن صاحبنا الكوري بان كيمون تجاوز مهامه، وتحول إلى بوق لخصوم الوحدة الترابية. وتبين أن النفط والغاز الجزائري الذي حرمت عائداته على الشعب الجزائري، أعطى مفعوله على ثامن أمين عام. بعد أن فشل في استمالة الأمناء العامين السابقين. عندما نعلم أن الأمين العام هو المسؤول الإداري الأول للمنظمة. والذي يتساوى في كونه دبلوماسيا وناشطا، مع كونه مُوفقا ومشجعا، ويعتبر لدى المجتمع العالمي رمزا للأمم المتحدة ذاتها. ندرك أن صاحبنا تنعدم لديه المسؤولية. وأن الدبلوماسية التي يتقنها هي دبلوماسية المال والجاه. في أفق ضمان تقاعد مريح. لأن الرجل يدرك أن أيامه أصبحت معدودة على رأس هذه المنظمة. وسيختفي كسابقيه.
عندما نعلم أن مهمة الأمين العام تحتاج إلى قدر كبير من النشاط والحساسية والخيال، وهي صفات يجب أن يضيف إليها الأمين العام إحساسا بالتفاؤل لا يتزعزع، و الإيمان بأن المثل العليا المعبر عنها في الميثاق الأممي يمكن أن تتحول إلى واقع ملموس. ندرك أن الدول الأعضاء في هذه الهيئة أخطئوا في شخصية وهوية الأمين العام الثامن. لأن صاحبنا يتصرف مثل الطفل الصغير، الذي تنتزع منه كرة أو (مصاصة) يغضب ويبدأ في تكسير كل ما وقع بين يديه. فبمجرد ما رفض المغرب زيارته غير المبررة إلى الأقاليم الجنوبية. وإصرار الحكومة على أن من يود زيارة المغرب أن يدخل عبر بوابته الإدارية (الرباط)، أولا ومن تم تنظيم زيارات لباقي العمالات والأقاليم المغربية… غضب الأمين العام، واكتفى بتنظيم زيارة لمخيمات العار، والجلوس مع العسكر الجزائري، الحاضن لتلك المخيمات. التي هي في الأصل سجون عارية لمغاربة وغير المغاربة. يتم استغلالهم من طرف جمهورية الوهم الصحراوي، من أجل الاسترزاق. ليس هذا فقط فطفلنا الكوري نسي وظيفته ومهامه. وبدأ يطبل للمراكشي وجبهته الوهمية، وللنظام العسكري. إلى درجة وصفه المغرب بالبلد المحتل.
الكل يعلم بحجم وعمق وخطورة الانتقادات التي وجهت للأمين العام الحالي من قبل العديد من السياسيين والمفكرين الموظفين الدوليين بسبب خرجاته وتسرعه في اتخاذ قرارات ليست من حقه. فمسؤولة مكتب خدمات المراقبة الداخلية المكلف بمكافحة الفساد في الأمم المتحدة إينغا بريت الينوس قدمت تقريرا اتهمت فيه الأمين العام بإعاقة عامة، وخاطبت الأمين بان كي مون بالقول بأن أعماله ليست مؤسفة فقط، بل تستحق العقاب. وانتقدته بشدة منظمة هيومان رايتس ووتش في تقريرها السنوي لعام 2010، واتهمته بالفشل في الدفاع عن حقوق الإنسان في الدول ذات “الأنظمة القمعية”، مما دفع مكتب الأمين العام للأمم المتحدة للدفاع عنه موضحاً أن بان كي مون “استخدم الدبلوماسية الهادئة كما أنه مارس ضغوطا من أجل وقف هذه الانتهاكات. فما رأي هذا المكتب وأعضاء المنظمة الدائمين في ما اقترفه من تجاوزات بمنطقة المغرب العربي ؟ .. وهل يحق له أن ينعت المغرب ب(البلد المحتل). علما أن ملف الصحراء المغربية يعرفه الخاص والعام داخل المنظمة. وأن الكل يسعى إلى إيجاد تسوية. وأن معظمهم متفقون على الاقتراح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي. وكيف لأمين عام أن يجالس إرهابيا اسمه عبد العزيز. وينصت إلى أكاذيبه التي لا تنتهي. ولا يأبه بانتقادات ما يعتبره عبد العزيز شعبه. والذين أمطروا الأمين العام بالحجارة. وكالوا له السب والقذف خلال زيارته الأخيرة… هؤلاء الذين يعانون المرض والجوع والتشرد. علما أن عدة دول تدعمهم سنويا بالمواد الغذائية والأدوية. كيف لم يفكر في الاستماع إلى أصوات الحق المبحوحة. ويخضع للنظام الجزائري وأذنابه الذين شكلوا جبهة البوليساريو من أجل قضاء مصالحهم الشخصية.
بان كيمون هذا الذي عين (ولم ينتخب كسابقيه) أمينا عاما للأمم المتحدة منذ فاتح يناير 2007، والذي سنتخلص منه بحول الله يوم فاتح يناير 2017، كان قبلها وزيرا للخارجية والتجارة في كوريا الجنوبية. وهي الحقيبة التي استغلها من أجل التقرب من الدول العظمى وكسب ودها. حيث عمل مستشار الرئيس الكوري للسياسة الخارجية والأمن الوطني. والمدير العام للشؤون الأمريكية. وتربطه بالأمم المتحدة روابط طويلة الأمد، تعود إلى عام 1975 حيث عمل في شعبة الأمم المتحدة لدى وزارة الخارجية. واتسع نطاق عمله هذا على مر السنين، بتعيينه سكرتيرا أول بالبعثة الدائمة لجمهورية كوريا لدى الأمم المتحدة، في نيويورك، فمديرا لشعبة الأمم المتحدة بمقر وزارة الخارجية في سول، فسفيرا لبلاده في فيينا.. فقد كان الحليف (الحلوف) الكوري الوحيد للدول الغربية، والذي تمكن من الدفع نحو اعتماد الإعلان المشترك التاريخي بشأن جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة لا نووية. كما قام بصفته وزيرا للخارجية، بدور قيادي في تحقيق اتفاق تاريخي آخر يهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، بفضل ما تم في المحادثات السداسية من اعتماد البيان المشترك بشأن تسوية المسألة النووية لكوريا الشمالية. فحتى مستواه التعليمي جد متوسط . ويرجع الفضل فيه لجامعة هارفرد أعرق الجامعات الأمريكية، التي منحته سنة 1985 درجة الماجستير في الإدارة العامة. وكان قبلها قد حصل على شهادة الباكالوريا في العلاقات الدولية من جامعة سول الوطنية في عام 1970. مما يعني أنه احتاج ل15 سنة من أجل الحصول على الشهادة الأمريكية. عوض السنوات العادية التي تتراوح ما بين خمس أو سبع سنوات.
لقد بصم هذا الرجل العجيب والغريب على فضيحة كبرى، بات من الواجب أن تؤدي إلى إقالته من منصبه. وإحالته على مجلس تأديبي. لتتم محاسبته. ليس فقط على اللعب بالنار في ملف أوشك الكل على تسويته. وليس على إهانة المغرب واتهامه بالبلد المحتل. ولكن لأن هذا الرجل المتعطش للمال والجاه، أهان كل الدول الأعضاء بالمنظمة. وتصرف بدون حياد. كما أنه قد حجر عليهم. ففي الوقت الذي قبلت كل الدول باقتراح المغرب. وبدأت تعد العدة من أجل إقرار نظام الحكم الذاتي بالصحراء المغربية تحت نظام الدولة المغربية. يطلع علينا بان كيمون بتصريحاته المهينة والمدلة للمنظمة….
فالرجل لا يعلم أن قضية الصحراء المغربية، ليست قضية حدود بالنسبة للمغاربة، ولكنها قضية وجود. وأن المغاربة يتنفسون الصحراء التي رويت بدماء أبنائهم وآبائهم وأجداهم.
لا يعلم صاحبنا أن المغاربة غير راضون حتى على مقترح الحكم الذاتي. ويعتبرونه تنازلا عن قضية هي من حقهم. ولا يحتاجون لإضفاء الشرعية عليها من طرف الأمم المتحدة أو غير من المنظمات أو الأنظمة. ولكنهم قبلوا بمقترح الحكم الذاتي فقد لإنهاء عذاب ومآسي إخوانهم وأخواتهم المحتجزين بأرض العار (تيندوف)… لا يعلم صاحبنا أننا لا نهاب أن ندخل في حرب من أجل الدفاع عن وحدتنا الترابية. ولا ترعبنا شطحات خصومنا ولا خرجات الموالين لهم أمثاله… لأننا نؤمن بمقولة مغربية صرفة: المغربي يموت على بلادو وعلى ولادو…
وفي الختام يجب على الكل أن يعلم أن الصحراء مغربية. وأن الحكم الذاتي الذي اقترحه المغاربة قد يرفضونه مستقبلا.