تلقى المنتخبان المغربيان السياسي والرياضي هزيمتين محبطتين مساء اليوم الاثنين. خلال المشاركة في المباراتين اللتان دارتا اتباعا بمقر البرلمان وبأحد ملاعب الغابون. نتيجة الغابون لم تكن ذات وقع كبير، والهزيمة أمام منتخب الكونغو بهدف يتيم، قد يجد اللاعبون وطاقم التدريب ما يبررونه بخصوصها، ولن تترك جرحا عميقا بداخلهم، باعتبار أن المغاربة يعرفون مسبقا أنهم لا يتوفرون على منتخب قادر على التنافس القاري. ولو أن المنتخب المغربي قدم عرضا طيبا خلال الشوط الأول، كانت تنقصه اللمسة الأخيرة والرجل أو الرأس التي تعرف كيف تغازل الشباك.. لكن إذا كان الشعب الرياضي يؤمن بمقولة (خيرها في غيرها). فإن الشعب السياسي ذاق درعا بسلسلة الإحباطات التي تلازم العمل السياسي بالبلاد. فبعد (البلوكاج) الحكومي الذي يشرف على شهره الرابع.. وبعد أن تبين أن المفاوضات التي يقودها رئيس الحكومة المعين من طرف الملك توقفت، وأن قائد المفاوضات، أشر على نهايتها ببلاغه الأخير، وجملة (انتهى الكلام).. عاش الجمهور السياسي مساء اليوم أشواط مباراة سياسية. نتيجتها محسومة قبل يومين.. حسم اللاعبون النتيجة لصالح الاتحادي لحبيب المالكي.. الذي فاز برئاسة مجلس النواب بالأغلبية المطلقة، وبدون منافس. بحصة 198 صوت، تعود لأحزاب الاتحاد الاشتراكي، والأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري وآخرون. فيما اختار حزب الاستقلال دعم المرشح بالانسحاب من المنافسة والتصويت، كما اختار حزب العدالة والتنمية بدوره دعم النتيجة بالتصويت بأوراق بيضاء. ولكل من الحزبين تبريراته سواء بالتصويت لصالح المرشح، أو الانسحاب أو التصويت بأوراق بيضاء. كما غاب عن المباراة 53 برلماني… وبغض النظر عن الشخصية التي فازت برئاسة مجلس النواب. فإن اللاعبين داخل قبة البرلمان لم يكونوا في الموعد لا سياسيا ولا أخلاقيا. وأن أطوار تلك المباراة أبانت على أن المغرب لا يتوفر على لاعبين في مستوى الممارسة السياسية المفروض أن يتسموا بها…أسئلة كثيرة يطرحها الشارع المغربي.. من قبيل أين الأغلبية وأين المعارضة؟.. لمن عاد البرلمان للأغلبية أو للمعارضة؟..لمن عادت رئاسة البرلمان للأغلبية أو للمعارضة؟ …وهل سيستمر التحالف الذي تم داخل قبة البرلمان من أجل انتخاب رئيس مجلس النواب.. أم أنه تحالف ظرفي..أو تحالف مصالح ؟؟ .. فمجرد الإمعان في عدد الأصوات التي حصل عليها لحبيب المالكي والمحدد في 198 صوت من أصل 395. يتبين أن عبد الإله بن كيران لن يحصل على الأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة والحصول على ثقة البرلمان. لأنه لم يتبقى له سوى 197 مقعد برلماني خارج التحالف البرلماني..إن استطاع أن يلمها قبل أن تلتحق بقافلة أنصار المالكي..
اخي الحمراوي تعودنا داءما بتحاليلك الجيدة .اما سياستنا فهي كرجالاتها مريضة بالفساد ولا يرجى منها شيءا .الله الموفق