فقدت ساحة العقلاء السياسيين بالمغرب، أحد أبرز أعمدتها. وأحد مهندسي المسار السياسي المغربي والعمود الفقري لحزب الاستقلال. عن سن 92 سنة، رحل إلى دار البقاء الفقيد محمد بوستة.. الحكيم والخبير السياسي والمحامي المتشبع بالقوانين والفطن لكل ما يجري ويدور بالساحتين الوطنية والدولية… خسر المغرب والمغاربة عقلا مدبرا وروحا وطنية خالصة..وإنسانا فرض شخصيته بالعلم والتواضع والجرأة والمبادرات الشجاعة.. والمواقف الصامدة والثابتة. ويكفي أن الراحل (بوستة) كان أول من دعا إلى وقف التفاوض مع جبهة الوهم (البويساريو). وأول من طالب بتنزيل مشروع الحكم الذاتي في الصحراء. وكان أول من فرض شخصيته القوية وطنيا ودوليا.. رحم الله حكيم الأصالة والمعاصرة (ديال بصح) بمفهومها الحقيقي. رحم الله الإنسان المخضرم، الذي عاش قياديا ومستشارا ومرجعا لكل المسؤولين المغاربة والعرب منذ فجر الاستقلال. عاش ناصحا ومدبرا لشؤون البلاد، حتى عندما أصبح لا يفارق فراش المرض.. ويكفيه فخرا زيارة الملك محمد السادس له وهو على فراش المرض.. ويكفيه فخرا أن يعرج لزيارته قياديين من داخل حزب الاستقلال الذي يعيش غليانا بعض قيادييه. ومن خارج الحزب.. أملا في أن يمنحهم وصفة لتذويب الخلافات وحل الأزمات. وأن يعالجهم مما أصابهم وأصاب السياسيين المغاربة من أمراض وأوبئة. جعلتهم يفقدون وطنيتهم وهويتهم المغربية، وأصبحوا مدمنين على جمع المال وكسب الجاه.. رحم الله الأمين العام الصادق. والوزير الخلوق والسياسي المحنك والإنسان المشبع بهويته المغربية وحبه لوطنه… مات الحكيم.. وعاشت حكامته..وأصبح بالمغرب كرسي شاغر .. فهل من عقلاء وحكماء لشغله ؟؟…
الرئيسية / من هنا وهناك / برحيل الحكيم بوستة… فقد المغرب أحد عقلائه..وبات كرسيه شاغرا .. فهل من عقل بديل ؟؟ …