تحول المرض النفسي الذي يصيب شبابنا، إلى سلاح فتاك يضرب الأصول قبل الأقارب والجيران. وتحولت حياة وعيشة أسر هذه الفئة من الشباب المضطرب عقليا إلى جحيم. لا يلبث أن ينتهي بارتكاب جرائم بشعة وتنكيل، غالبا ما يكون أولى ضحاياها الآباء والأمهات. هؤلاء الذين لا يترددون في تقديم المساعدة لأبنائهم المرضى، والاقتراب منهم أملا في أن تتحسن أوضاعهم النفسية.. علما أن المريض النفسي والمختل عقليا (المسطي) يجب أن يتم الاهتمام به من طرف الدولة. لأنه لا يمكن للأسر المغربية أن ترعى وتعالج وحدها مرضاها النفسانيين. ومن الواجب تدخل كل أجهزة الدولة من أجل إيجاد حلول بديلة وسريعة. كما أن السلطة المحلية مطالبة بالتدخل من أجل حماية المواطنين من المرضى النفسانيين. وطبعا حماية أفراد أسرهم من بطشهم لأنهم هم الأقرب إليهم. وهو المعرضون أكثر للعنف من طرفهم. وأظن أن القانون المغربي يحمل السلطات المحلية (قائد، باشا، رئيس دائرة، عامل، والي…)، مسؤولية التكفل بالمختلين عقليا. بإيقافهم، ونقلهم إلى المستشفيات المعنية. عوض تركهم يعبثون بأرواح المواطنين.
إن الجريمة النكراء التي وقعت اليوم بمنطقة عين القصب بجماعة عين تيزغة التابعة لإقليم ابن سليمان. لدليل قاطع على أن الظاهرة زادت استفحالا. حيث أقدم شاب مختل عقليا على قتل أمه وأبيه بساطور. والفرار بسيارة والده إلى منطقة غابوية بجماعة بني يخلف، حيث ضبط من طرف درك بني يخلف، وهو يقوم بحرق وثائق سيارة والده. وكانت الدماء تغطي سترته. وربما كان يعتزم حرق حتى السيارة. وبعد التحدث إليه، صرح بكل تلقائية أنه قتل والديه وحكا للدركيين ما جرى. دون أن تظهر على وجهه علامة الحزن أو الندم… وقبلها بأيام خيم الذعر والخوف على سكان مركز سيدي بطاش، بعد أن عربد شاب مختل عقليا. واختطف طفل صغيرا كاد أن يقتله، وقاد سيارات، وكاد أن يدهس المارة. كما عبث وخرب ممتلكات الناس. وكاد أن يقتل والده و… هذا الشاب الذي لازال يفرض أمنه الخاص بالمنطقة.
فلو بادر قائد سيدي بطاش، ومعه قائد الزيايدة إلى التدخل، بضبط الشابين، وطلب ترخيص من عامل الإقليم، من أجل إحالتهم على المستشفى لمدة لا تقل عن 6 أشهر. لتمكينهم من علاج دائم وطويل. لربما هدئا من عنفهما. فالشاب الذي قتل أمه وأباه سبق وأن عنف آخرين. قبل أن يفر إلى وجهة غير معلومة. ويعود من جديد. وبما أن حضني وقلبي الوالدين أكبر من كل الأحضان والقلوب. فإنهما ضما ابنهما إليهما رغم مرضه، أملا في أن يعافى. لكن ما حصل أن الشاب زاد غليانا وتحول إلى وحش لم يتردد في إيذاء أقرب الناس إليه.
إن الأسر لا تقدر لوحدها أن تتعايش مع المختلين عقليا والمرضى النفسانيين والمضطربين عقليا، ولا يمكن لأفرادها أن يسلموا من عنف هؤلاء وحماقاتهم. وبالتالي فإن المسؤولية تتحملها أجهزة الدولة. وفي مقدمتهم ممثلو السلطات المحلية ووزارة الصحة… وإلى أن يبادر هؤلاء إلى تحمل مسؤوليتهم… نأمل ألا تسيل دماء جديدة بسبب عنف ولا وعي هؤلاء المرضى… الذين نتمنى لهم الشفاء العاجل.. كما نتمنى لضحاياهم المغفرة وحسن المآل…
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
Je présente mes sincères condoléances à toute la famille des victimes
إنا لله وإنا إليه راجعون
يعتبر السبب الرئيسي وراء مثل هذه الجرائم هو المخدرات التي تذهب عقول شباب اتنا و تجعلهم مرضى نفسانيين فقبل زيرو ميكا زيرو كريسج نشوفو زروو قرقوبي