سينظم المركز المغربي للتربية المدنية بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ومجلس جهة مراكش أسفي الدورة 33 للكونغرس العالمي من أجل فعالية المدرسة والارتقاء بها في مدينة مراكش خلال الفترة ما بين 6 و10 يناير 2020. وقد تم اختيار المغرب وجهة لتنظيم هذه التظاهرة التربوية العالمية الهامة وسط أجواء احتفالية كبرى في مدينة استافانكر Stavanger النرويجية التي اختتمت بها فعاليات الدورة 32 يوم السبت 12 يناير 2019.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر الدولي الذي سيعقد لأول مرة في بلد إفريقي وعربي يعتبر أحد أرقى الملتقيات الخاصة بالتربية والتكوين على المستوى العالمي، كما يعتبر فرصة لالتئام أعداد هائلة من الخبراء والباحثين والممارسين المختصين في المجال التربوي من القارات الخمس للتداول في مواضيع مرتبطة بواقع المنظومات التربوية وآفاقها وسبل الارتقاء بها تنظيرا وممارسة.
وتشكل هذه التظاهرة التي يرتقب أن يساهم في أشغالها أكثر من 800 مشارك ومشاركة ينتمون لأزيد من 85 دولة لحظة لاستكشاف نماذج عالمية متميزة في المجال التربوي والتعليمي والتفاعل معها، خاصة في الظرفية الراهنة التي تتزامن مع الشروع في تنزيل الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 الخاصة بإصلاح المنظومة التربوية المغربية، كما تشكل منطلقا لإشعاع دولي لما يكتنزه بلدنا من تراث حضاري وثقافي، ومناسبة سانحة لعقد شراكات دائمة مع تجارب دولية رائدة في مجال الإصلاح التربوي، وذلك في أفق تقوية أداء مؤسساتنا المدرسية والجامعية وتجويد ممارساتها التدبيرية والتدريسية.
ويمكن اعتبار تنظيم هذه التظاهرة على أرض المغرب صفحة جديدة في تاريخ العلاقات التربوية بين دول الشمال والجنوب، ومدخلا رياديا لبلدنا في الدفع بهذه العلاقات في اتجاهات إيجابية بين الدول العربية والإفريقية الناطقة باللغتين العربية والفرنسية من جهة، وبين مثيلاتها الناطقة باللغة الإنجليزية في دول الشمال.
هذا وقد وجه السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، في تسجيل مصور، خطابا ترحيبيا للمشاركين في الدورة الحالية أشار من خلاله إلى المكانة التي تضطلع بها بلادنا في التأسيس لحوار متميز ونوعي بين الدول الإفريقية والعربية من جهة، وبين باقي دول المعمور من جهة ثانية. كما ألقت نائبة رئيس مجلس جهة مراكش آسفي كلمة مماثلة باسم السيد الرئيس لكونها الجهة المضيفة لهذه التظاهرة. وتم أيضا عرض شرائط وثائقية مصورة تسلط الضوء على الموقع المتميز للمغرب، وكذا الإصلاحات التنموية التي انخرط فيها في العقود الأخيرة، فضلا عن شريط مصور حول مدينة مراكش، باعتبارها قبلة سياحية عالمية وموقعا تاريخيا وحضاريا ذائع الصيت.
