الرئيسية / تحقيقات / تحقيق… طقوس وعادات مولاي بوعزة … بركات أم خرافات ؟ … حمارة تحولت إلى بغلة وعملت ساعية البريد بين مولاي بوعزة ومولاي بوشعيب الصخرة والحصيرة جهازين للكشف عن (مسخوط) و(مرضي) الوالدين

تحقيق… طقوس وعادات مولاي بوعزة … بركات أم خرافات ؟ … حمارة تحولت إلى بغلة وعملت ساعية البريد بين مولاي بوعزة ومولاي بوشعيب الصخرة والحصيرة جهازين للكشف عن (مسخوط) و(مرضي) الوالدين

قبل أن تعقد العزم على زيارة موسم مولاي بوعزة بإقليم خنيفرة، وتبدأ رحلة (الركب) رفقة الأهل أو الأصدقاء إلى جبال الأطلس، من أجل الاستماع  بالطبيعة العذراء التي لم تطأها بعد أيادي ملوثي البيئة والحياة، تسلح بنصائح من سبقوك في الزيارة، وتذكر أن طبيعة جبال الأطلس، التي شاء القدر أن تحتضن قبر أحد أولياء الله الصالحين مولاي بوعزة (  أبي يعزى آل لنور بن ميمون)، داستها منذ القدم أقدام الخير والشر، وضلت تلك الأرض الطيبة مكانا للعبادة والذكر، وفي نفس الوقت مسرحا  ومستقرا لرموز الضلال والشعوذة والخرافات وأكلة الحوم النيئة والكؤوس والقنينات الزجاجية والأعمدة النيرانية والماء الحارق .امتزجت العبادة و الذكر وطلب التوبة والهداية والصحة من الله والدعوة للولي الصالح بالجنة، مع طقوس (الحضرة) و(الحيرة) وخرافات (العادة)، وعبادة الولي نفسه وتوجيه كل الطلبات إلى ضريحه. أو الاستعانة ببعض المشعوذين والدجالين من أجل تسريع تلبية الطلبات. تقام (العادات) أو (الهديات) كل يوم أربعاء من فترة موسم الحج، وما إن تطأ وفود القبائل (بني خيران، المذاكرة ، السهول، …)، أقدامها أرض الولي الصالح، حتى تبدأ في التحضير ل(الهدية) على بعد حوالي 600 متر وهو طول الشارع المؤدي إلى الضريح، ألبسة تقليدية وفق طابع وخصوصية كل منطقة، وأعلام بألوان مختلفة وعتاد الرقص والحيرة المشكل أساسا من (البنادر والطبول والمزامير العادية والنحاسية…)، ولكل وفد نجومه.

 

 

 

 

 

 

 

أكلة اللحوم النيئة

ولعل أهم ما يثير الزوار ويطرح أكثر من سؤال عن هوية ومصدر تلك العادات التي لازالت راسخة في أذهان العديد من الأسر المغربية رغم فظاعتها وبعدها الكامل عن عقيدة المغاربة. وجود نساء ورجال وشباب، بشر في صور ذئاب جائعة، يجدون متعتهم في أكل اللحوم النيئة.   

مشاهد مفزعة  عاينتها بديل بريس، لأشخاص أكلة اللحوم النيئة، كانوا رفقة وفد من قبيلة المذاكرة بإقليم ابن سليمان، ما إن انطلق موكب (العادة) تحت أنغام الطبل والمزمار (الغايطة)، على طول الطريق المؤدية نحو الضريح، حتى هم كبير الذئاب البشرية و أجشعهم  بذبح جدي أسود (عتروس كحل) بسكين كبير وسط صراخ مجموعة منهم ذكورا وإناثا، لم يكد ينفق الجدي حتى سكبوا دمائه، وبدئوا في اختطاف لحوم وجلد الجدي حتى قبل أن يطأ الأرض، وتمزيقه بأياديهم وأسنانهم… واستمر موكب أكلة اللحوم في الإثارة وذبح وأكل جدي آخر، وبدئوا يأكلون أمعاء الجديين  بشراسة ذئاب جائعة،ويتعاركون من أجل الظفر بأكبر جزء من الذبيحتين المهداتين من بعض الأشخاص من نفس القبيلة، بهدف قضاء أغراض في نفوسهم.

ينظرون إلى الجمهور العريض الذي انتشر بينهم وفوق سطوح المنازل والمحلات التجارية وفوق الجبال المقابلة للشارع والضريح. أزيد من عشرة آلاف مشاهد شدتهم شراسة أكلة اللحوم النيئة، أطلقوا العنان للصراخ والهتاف وترديد عبارات: طلب التسليم… الله يحفظ… اللهم صلي عليك آ رسول الله…  فيما عم الخوف نفوس الأطفال والنساء اللواتي أغلقت أعينهن وأدمعت أعين أطفالهن الراكبين فوق ظهورهن.

لكن ما شد نظر العديد ممن أغاظتهم تلك المشاهد المفزعة، جري هؤلاء أكلة اللحوم النيئة وراء النقود، فقد كانوا يأخذون النقود (البروك) أو (الفتوح) مقابل أن يضعوا أياديهم المتعفنة بالدماء  فوق رؤوس وأكتاف طالبي (البركة) و(التبرك) والذين كانوا يعدون بالعشرات. ولم تعترض تلك الذئاب على تصويرها، بعد أن تلقت مقابلا ماديا على التصوير.

التزود ببركة أكلة اللحوم النيئة، يتعدى المسح أو الضرب على الأكتاف والرؤوس، ليصل إلى البصق في وجوه وأفواه طالبي البركة. وقد كان  أحد الرفاق ضحية عملية البصق غير المنتظرة، فرفيقنا الذي لاحظ شرارات الغضب تلوح في وجه بعض هؤلاء الذئاب البشرية عند تصويرهم من طرف بديل بريس، عمد إلى إطفائها برمي النقود في اتجاههم من فئة خمسة وعشر دراهم، لكن أحدهم ضن أنه يريد (بركتهم)، فاقترب منه وقال له وهو يبصق في وجهه (ها بركة مولاي بوعزة… ما عمرك تخيب)، وعملية البصق حسب الروائيين والمؤرخين تأتي وفق ما قام به مولاي بوعزة وهو على فراش الموت، حيث طلب لقاء ابنه وبصق في وجهه ليسلمه بركاته، ويحكي الروائيين أن ابنه يعزى أصبح بعده وليا صالحا وانتقل إلى ضواحي مراكش حيت توفي ودفن هناك، ولازال قبره مجهولا عند سلالته. 

  

 

 

   

 

 

 

 

 

الكل يسير وفق الطريقة البوعزاوية

 

 

 

.

ينشط النقل السري بالمنطقة خلال موسم الحج، بسبب قلة سيارات الأجرة وصعوبة المسالك والطرق المؤدية إلى الضريح.  الدرك الملكي  والسلطات المحلية والقوات المساعدة  تدير أمن وسير وجولان الزوار راكبين ومترجلين ومستقرين داخل غرف للكراء أو بين أزقة وشوارع الجماعة على الطريقة البوعزاوية، واضعين صوب أعينهم ظرفية الفترة التي تمتد إلى حوالي شهر من كل سنة.  يغضون الطرف على النقل السري والعربات والشاحنات (البيكوبات) والحافلات و العربات المجرورة بالجرارات والبغال والخيول، والتي لا تقيم وزنا لحمولتها العادية ولا لعدد الركاب المسموح به، ولا حتى لإشارات المرور على مداخل الجماعة القروية، ويكتفون بتنظيم مرور تلك المواكب الهائجة التي تفرض نظامها الخاص في السير والجولان. حيث ما وجهت عينيك تجد الإنسان والحيوان والعتاد معا فوق وداخل وفي مؤخرة الحافلات والشاحنات، بل حتى فوق أسقف وجدران المنازل والمحلات التجارية وجوانب من الضريح يتابعون (الهديات) أو (العادات) أو (الحضرة) التي تشدهم بطقوسها المثيرة وبعض حركاتهم أو تصرفاتهم الخارقة أو المتوحشة … الكل يثق في كرامات وبركات الولي الذي يقصدونه، متأكدين أنه داخل منطقة الولي الصالح وتحت حمايته، يمكنهم المغامرة بحياتهم دون أن يلحقهم بهم أي أذى.

والسلطات المحلية تشترط على ساكنة الجماعة القروية مولاي بوعزة عدم استضافة الزوار الذين لا يمتلكون وثائق الهوية من بطاقات التعريف الوطنية وعقود الزواج. ومعظم الأسر  القاطنة بجوار الضريح، تركت أولادها داخل غرفة صغيرة أو مطبخ المنزل، لتستأجر باقي الغرف لضيوف وحجاج الضريح وخصوصا في هذه الفترة ما بين 15 مارس و15 أبريل، بأثمنة تتراوح بين 60 و100 درهم للغرفة كل ليلة. فالأسر فقيرة وليس لها دخل قار، وتعتمد على مداخيل الموسم السنوي. والقوات المساعدة تتابع عن كثب تحركات بعض الشباب (اللطيف منهم والخشن) معظمهم غرباء… تؤمن سير (العادة)… تهدد المتجاوزين وتنذرهم بالاعتقال… تتلف كلما يتم حجزه من كحول ومخدرات… شباب يأتون من مدن الدار البيضاء والرباط وسطات وخريبكة…. بهدف الاستمتاع بموسم الحج على طريقتهم الخاصة.  تحرشات جنسية بالنهار ورقص تقليدي مع كل الألوان الغنائية الأصيلة وغوص في طقوس الوافدين من مناطق مختلفة. تليها سهرات ليلية حمراء ممزوجة بكل أنواع الكحول والمخدرات والشيشا الوديعة.    

  

 

 

 

موسم مفتوح لطلب البركة والدعارة والشعوذة والتسول

 

تحج إلى ضريح  مولاي بوعزة وفود أو ما يسمى ب(الركب) قادمة من قبائل بأقاليم خريبكة وسطات ابن سليمان والجديدة  وقبائل الأطلس وضواحي الرباط … كما تزوره أسر وشباب من مختلف المدن والأقاليم بالمملكة، وتعرف المنطقة خلال النصف الثاني من مارس والنصف الأول من أبريل من كل سنة توافد الآلاف من الزوار والحجاج الذي يضافون إلى حوالي 12 ألف نسمة المكونة للجماعة القروية مولاي بوعزة، فتتضاعف الكثافة السكانية بالمنطقة وتزدهر خلالها التجارة وعمليات كراء المنازل والغرف التي تساهم في رفع مداخيل الأسر الفقيرة التي تعتمد أساسا على الفلاحة  وتربية المواشي. وإذا كان الحجاج يلجون المنطقة من مختلف مناطق المغرب، بهدف طلب البركة وتقديم الذبائح والهدايا للضريح والكشف على (مساخيط) الوالدين بينهم، والاستماع بطقوس وخرافات وابتهالات و أمداح ورقصات عيساوة وأكلة اللحوم النيئة والأعمدة النارية والمياه الحارقة والزجاج، فإن المنطقة يلجها كذلك زوار من نوع آخر، يساهمون في نشر وتوطيد الدعارة والشعوذة والتسول، والسطو على ممتلكات الحجاج.

الوفود التي تحج إلى الضريح من كل ناحية وصوب لا يمكن لجماعة الضريح إلا أن ترحب بها.  ولا دخل للطقوس والعادات والخرافات التي تقيمها تلك الوفود أثناء مقامها بالقرب من الضريح، كما أن مصاريف صيانة وتدبير شؤون الضريح ومرافقه تعتمد بالأساس على الهبات والذبائح التي تهديها وفود القبائل والأشخاص الذاتيين.   

 

 

 

كرامات أم خرافات  مولاي بوعزة  ؟؟؟

 

الرحى تطحن وحدها القمح

 

تعددت كرامات… أم خرافات…  مولاي بوعزة، واختلفت باختلاف روائييها ومؤرخيها، لكن معظمهم توافقوا على مجموعة منها، كانت سببا في ارتقائه لديهم إلى منصب الشريف الفاضل والشيخ الذي وإن مات، لازالت شرائح كبيرة من أحفاد وسلالات عدة قبائل زارها أو عايشها  تؤمن بقدرته على تحقيق مطالبها في الدنيا والآخرة من (عمل وزواج وصحة وإبطال السحر والثقاف وتحديد عاق الوالدين…). وقد خلص المؤرخ  أحمد التادلي الصومعي إلى تأليف كتاب عبارة عن تحقيق جمع فيه ما بلغه من كرامات مولاي بوعزة ويحمل عنوان (كتاب المعزى في مناقب الشيخ أبي يعزى)، والتي عددها حسب مسار حياة الولي الصالح.

كما أن مجموعة ممن التقتهم بديل بريس من  أعضاء بجماعة الضريح التي تتكون من 24 عضو موزعين على أربعة دواوير تعتبر نفسها من سلالة الولي الصالح، وهي دواوير (أيت لكناويين، أيت الشيخ، أيت عزوز، لعوالم)، يؤمنون بصحة الكرامات على أساس أنهم تناقلوها أبا عن جد. وأنها ليست خرافات. ولعل أولى كرامات الولي الصالح حسب مزاعمهم  أنه كان يعمل خادما لدى الولي الصالح مولاي بوشعيب الذي يوجد ضريحه بإقليم الجديدة، وأنه كان كلما دخل عليه سيده وجده يتعبد والرحى تطحن وحدها القمح، وهو ما جعل قبائل المنطقة بإقليم الجديدة وآزمور يحجون سنويا لزيارة ضريحه. كما أنه وحسب الروائيين وأعضاء من جماعة الضريح السلالية كان يرى جرائم وجنح الناس ويفضحهم حتى يعلنون توبتهم، وأنه حين طلب منه سيده مولاي بوشعيب الكف عن فضح الناس، أجابه بأنه عبدا مأمورا. 

  

بغلة  عملت ساعية البريد بين مولاي بوشعيب ومولاي بوعزة

 

ومن بين كرامات مولاي بوعزة وحسب الروائيين، أنه كان يمتلك حمارة، ولما غادر على متنها مسكن سيده مولاي بوشعيب، وانتقل للعيش بمكان عالي اسمه (ثاغيا)  قرب جبل ايروجان بإقليم خنيفرة حيث ضل يتعبد زاهدا عن شهوات الحياة. وجبل ايروجان يرتفع عن سطح البحر بأزيد 11000 متر. تحولت الحمارة إلى بغلة، وأصبحت البغلة معينه الأساسي في جلب الماء من أسفل الجبل، فيكفي أن يضع الناس فوقها (الركوتين) لتأتي بهما وحدها إلى صاحبها، قاطعة مسافات طويلة في مسالك جبلية وعرة، كما كانت تحمل رسائله إلى سيده مولاي بوشعيب  قاطعة مئات الكلمترات وتعود بعد أيام برسائل جديدة. كما يحكي بعض أعضاء جماعة الضريح أنه كان يطعم البغلة الثمر. وكانت (تركل) كل (مسخوط) قام بلمسها.

ولازلت كرامات (البغلة) حاضرة عند بعض القبائل ب(السهول) نواحي الرباط والتي تحج وفود منها كل سنتين خلال شهر أكتوبر، ومعها (بغلة) هدية للضريح، ويحكي الأعضاء أن تلك الوفود ما إن تعود إلى بلدها حتى تنتقي بغلة جديدة وتطلقها ترعى حرة مدللة داخل كل الضيعات، ولا أحد يضربها أو يستعين بها لقضاء أغراضه. ليتم جلبها بعد سنتين هدية للضريح وهكذا…

 

حجرة وحصيرة مولاي بوعزة لتحديد العاقين (المسخوط والمرضي)

 

المئات من الشباب والشيوخ والنساء ينتظرون دورهم للمرور تحت (السكانير) والكشف عن حقيقة وضعهم مع (الوالد والوالدة حايين ولا ميتين). سكانير مولاي بوعزة به جناحين للفحص الدقيق بأثمنه رمزية تغري كل زائر أو حاج بالاستفادة من الكشف.

ولشدة لهف الحجاج على معرفة وضعهم مع آبائهم وأمهاتهم يبادرون إلى الكشف مرتين.

فبداية بالصخرة المقعرة والتي بداخلها بعض الجزئيات الصخرية الحادة، تحرسها سيدة عجوز شريفة بوعزواية، يمنحها الحاج (اللي جاب الله) من درهم إلى خمسة دراهم لكل عملية كشف، يدخل الحاج عبر فج  الصخرة الأمامي زاحفا على يديه ورجليه محاولا تفادي الجزئيات الحادة والمتداخلة ، ويحاول الخروج منها بعض قطعه بضعة أمتار متمنيا أن لا تحول الصخرة (المباركة) دون خروجه. فكل من تعذر عليه الخروج اتهم بأنه عاق الوالدين(مسخوط) ووجبت عليه لعنة الحضور، ومصيره جهنم إلى أن يتدارك موقفه ويحصل على عفو الوالدين ورضاهم،  وتزداد مهمته صعوبة إذا كان الوالدين أو أحدهما قد فارق الحياة. وقد يصبح الحاج المسخوط مطالب بالعودة خلال الموسم الموالي لزيارة الضريح وإعادة الكشف. 

ينتقلون إلى (للة ميمونة الحصيرة) وهي عبارة عن صخرة سميت بالحصيرة التي يستعملها القرويون للجلوس جماعة، وتقول الرواية إن مولاي بوعزة كان يصلي فوقها كثيرا، وهي ذات مساحة كبيرة ومسطحة و منحدرة تشرف عليها سيدة أخرى تتقاضى درهمين لكل عملية كشف، حيث أن على الحاج أن ينام على الحصيرة الصخرة، ويبدأ في النزول إلى سفح الصخرة بالدوران حول جسده  دون الاستعانة بيديه، فإن كان نزوله مستقيما فإنه (مرضي الوالدين)، وإذا انحرف يمينا أو يسارا فعليه مراجعة أوراقه مع والديه، وسينال لعنة الجمهور الحاضر.

وبجانب الحصيرة تجد كوخا طينيا اسمه (الفقيرة ميمونة)،  ويبعد المكان عن الضريح بحوالي كلمترين. يحجونه الناس بعض زيارة مكان البغلة وصخرة مولاي بوعزة. 

 

 

 

 

 

إحياء بقرة بعد ذبحها وتحويلها إلى أشلاء

 

يحكي العديد من الناس بعدة قبائل عن مولاي بوعزة  وينعتونه ب(بوحمرية حمر التراب) نسبة إلى لون التربة الأحمر بالمنطقة التي يوجد بها الضريح والتي تبرزها المنازل المبنية ب(الآجور الأحمر) لتلك المنطقة، كما ينعتون الولي بلقب (منوض البقرة مكرعة)، وقال أحد أعضاء جماعة الضريح أن لهذا اللقب رواية أكد أنها حقيقية، حيث أكد أنه ذات يوم قام الناس بقبيلته بذبح بقرة وتوزيعها (كرع)، واقتسام لحمها فيما بينهم، وأن الولي الصالح لم ينل نصيبا منها، فعمد إلى الاقتراب من قطع اللحم الموزعة، وجعل البقرة تعيد لحمها وشحمها وعظامها وتحيى من جديد.

 

كوخ سيدي الكوش مقبرة لأفعى وأسد وفقيه

   قد يستغرب الحاج الوافد الجديد على المنطقة من تواجد داخل نفس الكوخ، ثلاثة مقابر لإنسان وحيوانين، لا يمكن بأي حال أن يجتمعوا أحياء داخل نفس الكوخ. لكن بعد سماعك لرواية أحد المنتسبين للولي الصالح تشعر بنفسك مرغما أو مقتنعا أو محاولا البحث عن جمل تهدئ بها راحة الراوي الذي يحاجيك وكله ثقة بما يقوله.

 قال الراوي  إن سيدي الكوش هو أحد رفقاء الولي الصالح في حياته الزاهدة، وبعد وفاته دفن قرب ضريح رفيقه، وعن قبر الأفعى، حكا الراوي للمساء أن مولاي بوعزة لما أراد الاستقرار بالمنطقة التي كانت غابوية، طلب من جميع الحيوانات إخلاء الغابة من أجل حرقها، وبناء مسكنه، لكن الأفعى لم تخرج وبقيت داخل الغابة التي احتقرت عن آخرها، وخرجت الأفعى سالمة، ولما سألها لماذا لم تغادر الغابة أجابته (اللهم حريق بلادي ولا  نعمر بلاد الناس). فضلت الأفعى إلى جوار الولي الصالح حتى نفقت ودفنها.

وعن قبر الأسد قال الراوي إن زوارا كانوا بالمنطقة يسبحون في الوادي تاركين ملابسهم وأمتعهم في بجوار الغابة، فجاءهم أسد  ونام فوق الأمتعة، وأن الولي الصالح الذي عاين الواقعة اقترب من الأسد ومسح على رأسه وطلب منه الانصراف فانصرف و أنقذ الزوار، وأضاف أن الأسد ضل يتردد على منزل الولي الصالح قبل نفوقه ولما نفق دفنه.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *