صحيح أننا نحن المغاربة لم نوفق بعد في رسم معالم طريق التنمية، وصحيح أننا غير قادرين على التكتل والتحالف والصمود في وجه الفساد والمفسدين الذي عشعش في إداراتنا وعقول البعض منا، وترسخ في ذواتهم إلى درجة أن قلوبهم صارت تنبض خبثا وتعفنا…. لكن المستقبل يبشر بالخير والنماء، والمبادرات الشبابية تبرز يوما بعد يوم، على أن الآتي سيكون أفضل وأرقة للبلاد والعباد بهذا الوطن الحبيب. والأمل كل الأمل فيما في أطفالنا وشبابنا… هؤلاء الذين تشبعوا بأخلاق الحميدة للآباء والأجداد، وتمكنوا من اكتساب المناعة ضد كل الأوبئة التي تفشت وانتشرت داخل مجتمعنا…. إن مبادرة التضامن مع فاعل جمعوي، سخر جزء من حياته لقضاء حوائج الناس وحماية حقوقهم… هي مبادرة راقية من شباب راقي…. دعم شاب كتب عليه أن يفقد وسيلة تنقله الوحيدة (دراجة هوائية)، بعد أن تمت سرقتها من طرف لص أو شخص مسخر للتضييق على نضالاته… سرقت منه، بعد أن تركها ودخل قاعة الإجتماعات ببلدية بوزنيقة من أجل الحضور وتتبع أشغال إحدى دورات المجلس البلدي…. هو دعم نفسي وأخلاقي وتأكيد على الغيرة الوطنية والمحبة الصداقة في صفوف الشعب المغربي الطيب… أكثر منه دعم مادي… ومبادرة الاكتتاب من أجل اقتناء دراجة هواية، لفاعل جمعوي مياوم، حملت شباب بوزنيقة، إلى أعلى مراتب التفوق الأخلاقي والمجد الإنساني والتميز والاستثناء الذي يعرف به المغاربة أبا عن جد…
لم يعد مصطفى غريب أحد مؤسسي الحركة التصحيحية ببوزنيقة إلى جانب ثلة من الشباب ذكورا وإناثا… غريبا ولا معزولا في صموده ونضاله… بعد أن بسط الشباب الطيب أياديهم، وفتحوا قلوبهم وعقولهم من أجل إرسال رسائل واضحة وصريحة، تؤكد أن هناك العشرات والمئات، وربما الآلاف من الجيل الجديد مستعدون لترسيخ بديل لما نعيشه من فوضى وعشوائية وانتهازية وأنانية و… وأنهم قادمون بخطى ثابتة من أجل التغيير والإصلاح … هنيئا لك أخي غريب… فأنت الآن أغلى حبيب … ولتعلم أخي أن سارق دراجتك الهوائية هو اليوم في أسوء حاله… هو الآن مهان ومحبط وعرق الخجل يصب من كل أنحاء جسده… ولتعلم أن السارق إن كان لصا، فإنه سيتوب على يديك، وسيبكي الأيام والليالي لأنه سرق من يقضي الأيام والليالي في العمل من أجل تحسين وضعيته. وإن كان مسخرا من خصم أو عدو، فإنه يفكر ليلا ونهارا في سبيل لتصفح عنه. وأنه ومن سخروه قد يفكرون حتى الانتحار وهم يرون أنك حصلت على دراجة هوائية مباركة شارك في ثمنها أحباء ومخلصين للعهد والوعد. وأن جريمتهم تحولت إلى نصر لك ولقضيتك… فهنيئا لك مصطفى الحبيب وهنيئا لكل شباب بوزنيقة الغيورين والصامدين. وأختم كلامي بهاذين البيتين الشعريين اللذين كتبتهما في بداية شبابي :
سمة العقل الشرف … إن غاب عنه انحرف
ذبل الحق وانجرف … وعاش الباطل في ترف