شكلت نيابة التعليم بالمحمدية الخميس الماضي لجنة خاصة للبحث وتقصي الحقائق حول الاتهامات الخطيرة المتبادلة بين مجموعة من التلاميذ ومدرستهم، وبين هذه الأخيرة ومدير المدرسة التي التحقت بها خلال الموسم الدراسي الجاري. وهي الاتهامات التي أدت إلى تدخل عناصر الأمن الوطني مرتين. كانت الأولى بدعوى حماية الأستاذة من تلميذ يتابع دراسته في مستوى السادس ابتدائي، قالت إنه هددها بالقتل داخل الفصل. والثانية من أجل حماية المدير الذي استدعاهم على أساس أن الأستاذة اعتدت عليه لفظيا بكلام نابي وهددته بالتصفية. فقد تحولت المدرسة (المنظر الجميل) المعروفة حاليا بمدرسة البرغوث، خلال الأيام الأخيرة إلى ساحة معركة، غطت على ما عاشته الأطر التربوية والتلاميذ من معاناة بسبب حشرات (البرغوث) التي احتلت الأقسام وفضاء المؤسسة وطردتهم لعدة أيام. فقد عرفت المؤسسة احتجاجات مساندة لهذا الطرف أو ذاك. حيث تدفق في بداية الأمر، على المؤسسة، مجموعة من الأمهات والآباء الغاضبين من عنف وألفاظ الأستاذة في حق بعض التلاميذ. ونظمت وقفة احتجاجية لتلاميذ تضامنوا مع الأستاذة يوم الإضراب ضد المدير، ورفعوا لافتات وشعارات معادية لسلوكه، على اعتبار التهمة التي وجهتها إليه الأستاذة. ووجه بعض مجموعة من المدرسين رسالة استنكارية إلى نائب التعليم، نددوا من خلالها بما سمعوها وشاهدوا من سلوك عدائي للأستاذة ضد المدير وألفاظ نابية لها. وقال الجرموني النائب الإقليمي للتعليم في اتصال بالأخبار، إن التحري والبحث سيمكن من الوقوف على كل التجاوزات، ومعالجتها بالطريقة اللازمة، على أساس أن مصلحة التلاميذ والأسرة التعليمية وحرمة المؤسسة فوق كل اعتبار. مشيرا إلى أنه يتابع عن كثب ما يقع، وينتظر أن يتوصل رسميا برد كل طرف من أجل إنصاف المظلومين ومعاقبة المتجاوزين. وبدا النائب من خلال نبرة صوته، غير راض على ما يجري، وخصوصا إقحام التلاميذ في مواضيع لا تخصهم، والتسرع باستدعاء الأمن الوطني، قبل إخبار النيابة.
وكشفت مصادر الأخبار أن المواجهة انطلقت، بعد أن استدعت الأستاذة عناصر من الأمن الوطني إلى داخل الفصل الذي تشرف على تعليمه، وإلقاء القبض على تلميذ، قالت إنه يهددها بالقتل، كما قالت إن أشخاص آخرين يهددونها بالاعتداء عليها، وأنها لم تتعرض بالسوء لأي أحد. هذا في الوقت الذي يصر فيه مدير المدرسة على أن الأستاذة هي التي تعنف التلاميذ جسديا ولفظيا. وأنه توصل بعدة شكايات في الموضوع من طرف أولياء أمور الضحايا. إحدى الأمهات تعرضت للإهانة والاعتداء اللفظي بعد أن حلت بالمدرسة من أجل تقديم شكاية ضد الأستاذة، متهمة إياها باعتداءها على ابنتها. وهي الأم التي تقدمت بشكاية إلى وكيل الملك لدى ابتدائية المحمدية. إلى ذلك تحول الصراع بعد أيام إلى المدير والأستاذة التي اتهمته بالتحرش بها، في الوقت الذي يؤكد فيه المدير أن التهمة باطلة، وأن سببها يرجع إلى كونه رفع تقريرا صادقا حول ما ترتكبه الأستاذة من عنف في حق تلامذتها.