بدأت أصوات بعض ممثلي الجمعيات البيئية وخبراء الصحة ترتفع بخصوص تزايد استعمال الإطارات (العجلات) المطاطية والقناني البلاستكية المستعملة في التزيين داخل المؤسسات التعليمية. وطالبوا بوقف إدخالها ضمن المبادرات والمشاريع الخاصة بالمحافظة على البيئة. حيث يتم استعمالها كمزهريات أو استخدامها بديلاً عن بعض قطع الأثاث، كالطاولات والمقاعد خصوصاً بالحدائق بعد تزينها وتلوينها بألوان جذابة تتناسق مع الديكور العام. دون الاهتمام بخطورة ما تحتويه من مواد سامة وكيماوية.. وما تنفثه من مواد غازية مع ارتفاع درجات الحرارة، وما يتسرب منها من سيول سامة وملوثة إلى الأرض، عند تهاطل الأمطار أو عند سقيها الأغراس من طرف التلامذة. وكذا ما قد يتعرض له التلامذة من أمراض وأوبئة بسبب الاحتكاك بها، أو التعرض لتلك الغازات أو السيول المنبعثة منها. وتساءل هؤلاء عن سبب صمت المسؤولين ورضاهم على تلك المبادرات وتشجيعها رغم خطورتها على البيئة والحياة. حيث أن هناك مجموعة من المدارس الإيكولوجية التي حصلت مؤخرا على شارات اللواء الأخضر والشهادات الفضية والبرونزية لسنة 2017. تستعمل تلك الإطارات المطاطية والقناني البلاستيكية المستعملة في حدائقها البيئية وعلى طول المسالك والأزقة داخلها..
لا أحد ينكر أن الإطارات المطاطية باتت تشكل خطرا على البيئة. يتزايد عددها سنويا مع صعوبة التخلص منها. ولا أحد ينكر صعوبة وخطورة إعادة تدوير تلك المتلاشيات المطاطية والقناني البلاستيكة وغيرها من الأجهزة البلاستيكة المتلاشية، أو إتلافها. لكن هذا لا يبرر إعادة استعمالها داخل أوساط بيئية، ومع أطفال ضعاف المناعة الجسمانية. حيث يصبحون مهددين يوميا بالتلوث والتسمم. وحيث يتم ترسيخ مفاهيم خاطئة لحماية البيئة في أذهانهم.
وسبق لمجموعة من الشباب أن بادروا إلى اختراع طرق علمية لإعادة تدوير تلك المتلاشيات البلاستيكية والانتفاع منها بطرق أقل تلوثا. ربما لو تم الاهتمام باختراعات الموظف البسيط في قطاع التجهيز والنقل الشاب مصطفى زهوان، لتم الاهتداء إلى وسيلة من أجل التخلص من الإطارات المطاطية والبلاستيك. فقد توصل زهوان الذي لم يتجاوز تحصيله الدراسي الخامس ابتدائي سنة 2007 إلى اختراع يمكن من التخلص من البلاستيك وتحويله إلى سائل نافع. قال في تصريح للجريدة إن خمسين في المائة من السائل الناتج عنها يضاف إليه خمسين في المائة من مواد أخرى، يمكن من الحصول على مواد صباغة ذات جودة عالية، تستعمل مثلا في تحديد الخط الأبيض الذي يحدد السير في الطرقات إلى شطرين وكذا يمكنه استعماله بدل الإشارات الضوئية الطرقية (الحجرات الحمراء والخضراء…) وكذا صباغة الأرصفة. وهي تقاوم الرطوبة والحرارة وتصلح للشوارع والطرقات التي توجد في المناطق الصحراوية والشاطئية. وليس لها أية تأثيرات ملوثة. كما يمكن تحويلها إلى (الزفت)(الكودرون) ليزيده تماسكا. أكد أنه يضاف من 10 الى15 في المائة منه إلى الزفت، فيمنع الطرقات من التصدع، ولا أن يطفو الزفت إلى السطح، ويزيد الطريق صلابة. ويؤدي دورا مهما أكثر في المناطق التي بها حرارة عالية، كما يمنع تسرب الأمطار.
تم اختراع الإطارات المطاطية سنة 1888م، من طرف طبيب بيطري إنجليزي يدعى جورج دانلوب، بدلا من الإطارات الحديدية والخشبية. في كل سنة يتم التخلص من ملايير الإطارات بالعالم. وبالمغرب، نجد تلك الإطارات ملقاة بالغابات والوديان والسهول، وقبالة ورشات إصلاح السيارات والعربات. علما أن الإطار المطاطي مكون من 20 مادة كيميائية على الأقل. وتشمل هذه المواد المطاط الطبيعي والصناعي والبوليستر والنايلون والكبريت وسواد الكربون والزيوت والأصماغ، إضافة إلى الألياف والأسلاك المعدنية، والهدف من هذا الخليط هو جمع القوة والمتانة إلى المرونة اللازمة للثبات على الطرق مهما كانت العوامل الطبيعية.وفي المراحل الأخيرة من صناعة الإطار تتضاف مادة الكبريت إلى الخليط السائل، فيتجمد ويصبح قاسياً خلال عشرين دقيقة، والتفاعل الكيميائي الناتج عن إضافة الكبريت هو ما يعقّد إعادة تفكيك الإطار إلى مكوناته الأصلية. قد يلجا البعض إلى حرقها. واستعمالها كوقود لدى معامل الاسمنت مثلا، لكن عملية الحرق تفرز سموما تضر بالبيئة والإنسان. فالمطاط يحتوي على مواد مسببة للسرطان وأخرى لإحداث تغييرات في التركيبات الجينية. لذلك فإن المواد الكيماوية المنبعثة جراء الاحتراق ستكون ذات عواقب بيئية وصحية سيئة. وقد يلجأ البعض إلى طمرها في باطن الأرض، إلا أن هذه العملية أشد خطورة على المياه والتربة.