تزايد الفضاليين المجندين ضمن تنظيمي القاعدة وداعش وزوجان نفذا عمليتين انتحاريتين بسوريا

تزايد عدد أبناء المحمدية، الملتحقين بتنظيمي القاعدة وداعش، في الفترة الأخيرة، سواء عبر مطار محمد الخامس في اتجاه تركيا، أو بمساعدة وسطاء مدنيين وعسكريين جزائريين. فقد بلغ عدد الأشخاص الذين غادروا المغرب جوا في الفترة ما بين النصف الثاني من السنة الماضية والسنة الجارية، 14 فردا كلهم ذكور، ضمنهم متزوجون وأغلبهم عازبين. ثمانية منهم يقطنون الأحياء الهامشية بمدينة المحمدية، وستة من ساكنة دور الصفيح بالجماعتين القرويتين بني يخلف وسيدي موسى بن علي. فيما أكدت مصادر الأخبار أن مجموعة من الشباب والرجال اختفوا، واحتمال أن يكونوا قد تمكنوا من الهجرة السرية برا. مشيرة إلى أن المنفذ البري الوحيد، هو عبر التراب الجزائري، وأن العديد ممن تمكنوا من الانسلال عبر التراب الجزائري، يجدون بعض الجزائريين المتواطئين مع الشبكة المكلفة بتهجيرهم واحتضانهم، والذين يسهلون لهم عملية الهجرة السرية، مقابل مبالغ مالية يتلقونها من الجهة الحاضنة للمرحلين. وطالبت فعاليات جمعوية وحقوقية بضرورة تكثيف الجهود بين كل الأجهزة الأمنية وفعاليات المجتمع، من أجل التصدي لظاهرة الهجرة السرية في اتجاه التنظيمين المصنفين ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية. موضحين أن كل هؤلاء الذين تمكنوا من الالتحاق بهما، هم شباب وأزواج فقراء، تم استغلال فقرهم من أجل إقناعهم بالهجرة والجهاد والتضحية بالنفس. وأنهم كانوا على اتصال ببعض أفراد التنظيمين، الذين خططوا لهجرتهم جوا أو برا، ووفروا لهم كل الحاجيات المادية والوثائق الإدارية اللازمة سواء داخل المغرب أو خارجه. وعلمت الأخبار أن المسافرين عبر الطائرة إلى تركيا، يمكنهم الالتحاق بقاعدة مصر أو دواعش العراق. ومن تم الدخول ضمن ترسانة هذين التنظيمين. والانخراط في الحرب التي يشنونها، أو تنفيذ عمليات انتحارية. وتوصلت الأخبار بمعلومات أكيدة تفيد أن من بين المهاجرين عبر مطار محمد الخامس، زوجين تمكنا من ولوج التراب السوري والمشاركة في الحرب الأهلية. كما أنهما توفيا بعد أن نفذ كل واحد منهما عملية انتحارية. فقد ترك الأول زوجته القادمة من فاس رفقة ابنه الوحيد لدى أسرته بالمحمدية، وغادر المغرب نهاية شهر ماي من سنة 2013، وانتحر يوم فاتح نونبر من سنة 2014. بينما كان الثاني قد عاد للتو من فرنسا حيث كان يعيش، وترك زوجته وأطفاله الثلاثة لدى أسرته بدوار بمنطقة سيدي موسى بن علي، قبل أن يغادر التراب الوطني يوم 12 فبراير 2014، وينفذ عملية انتحارية يوم 17 يوليوز الأخير. تاركا أسرته معلقة، لا هي تملك الوثائق اللازمة للعودة إلى فرنسا، ولا هي تملك المال اللازم لتدبير مصاريفها. كما أن هناك شاب عازب كان قد سافر شهر يوليوز من سنة 2013، وعاد بعدها بشهرين. حيث تم اعتقاله، وإحالته على سجن الزاكي بسلا. وبقراءة بسيطة لعناوين سكن هذه الفئة يتضح أن الفقر والتهميش وانعدام السكن اللائق، من بين الأسباب الحقيقية وراء انتفاضتها، وانخراطها في مثل تلك التنظيمات. فمن بين هؤلاء، ثلاثة أشخاص ينحدرون من دوار (الصحراوية) ، وهو تجمع عشوائي منعزل بالجماعة القروية سيدي موسى بن علي، وثلاثة من دوار الشحاوطة والجماعة القروية بني يخلف، وثلاثة من حي الحسنية بالمحمدية. إضافة إلى المنحدرين من أحياء (رياض السلام، النصر، وادي الذهب…).