تضاربت الروايات حول أسباب حادث اصطدام قطار للمسافرين انحرف عن مساره، بآخر خاص بالبضائع كانت متوقفا بمحطة قطارات الشحن، بالقرب من محطة زناتة بالمحمدية، والذي خلف قتيلا وإصابة أزيد من 32 شخص بجروح مختلفة، ضمنهم مستخدمين في حالة خطيرة، وهما سائق قطار المسافرين ومساعده. ولو أن كل الحقائق الأولية، تشير إلى أن وراء الحادث رافعة محول السكك الحديدية، والمتحكمة بكابلات في سير وتغيير مسارات القطارات، وخصوصا قطارات البضائع التي تغير مساراتها في اتجاه المنطقة الصناعية عند المحطة اللوجيستيكية. علما أن تلك الرافعة كانت حينها في عهدة المستخدم الضحية الذي حوله حادث الاصطدام إلى أشلاء متناثرة. وتشير المعطيات الأولية إلى احتمال أن يكون الضحية كان قد نسي إعادة مسار السكة الحديدية إلى وجهتها المباشرة في اتجاه الرباط وفاس، بعد أن حولها في وقت سابق إلى السكك الحديدية الفرعية، حيث تتوقف قطارات نقل البضائع وتقوم بالإفراغ والشحن بمخازن الشركات. وأنه حاول تدارك الأمر، إلا أنه فشل بسبب سرعة قطار المسافرين القادم من مراكش، الذي دهسه واصطدم بقطار نقل الفحم الحجري، كان متوقفا بالمنطقة. إلا أن مصادر من داخل القطاع، كانت قد صرحت للأخبار، أن السبب يمكن أن يعود إلى عدم انتباه سائق قطار المسافرين للضوء الأحمر، الذي ينبهه عادة بالتوقف إلى حين إخلاء مسار السكة المناسبة له. كما لا تستبعد مصادرنا أن تكون عملية تحويل وجهة القطار من تدبير شخص مجهول، في غفلة من المستخدم الوصي. موضحة أن المنطقة معزولة، وأن العديد من الأشخاص يمرون بالمنطقة، من بينهم حتى الأطفال والمراهقين، الذين قد يبادرون إلى العبث بالرافعات لمجرد اللعب. وفي انتظار التحقيقات التي تباشرها فرقة أمنية ودركية وكذا تقنيي ومهندسي المكتب الوطني للسكك الحديدية، تبقى الأسباب الحقيقية مجهولة. ويذكر أن حادث الانحراف والاصطدام الذي وقع في حدود الساعة الواحدة والنصف من زوال أول أمس الأربعاء. روع المسافرين وساكنة المحمدية وعين حرودة، وكل مستعملي القطارات بالمنطقة. وأستنفر كل الأجهزة الأمنية والدركية والسلطات المحلية والإقليمية. فقوة الاصطدام وهول الخسائر المادية وشساعتها، جعلت البعض يضن أنها عمل إرهابي منظم. كما أن العشرات من النساء والأطفال انتابهم الخوف وأصيب بعضهم باضطرابات نفسية وحالات صرع، جعلت البعض يبادرون إلى تكسير زجاج النوافذ والأبواب، من أجل القفز إلى خارج عربات القطار، ومحاولات إبعاد أطفالهم. ولو أن قوة الاصطدام تأثر بها المسافرين في العربات الأولى، منهم من أصيب بشظايا الزجاج أو قطع الحديد والصلب. ونجا منها المسافرين بباقي العربات، خصوصا أن السائق تمكن من إيقاف القطار دون انقلابه. وهو ما خفف من عدد الإصابات وخطورتها. إلا أن الأخير أصيب بجروح خطيرة على مستوى الرأس، كما أصيب مساعده بجروح مختلقة. وقد تم نقل جثة الضحية ابن المنطقة إلى مستودع الأموات بمستشفى مولاي عبد الله، كما تم تسخير ثلاثة سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى قسم المستعجلات بنفس المستشفى، ضمنهم مصابين في حالة خطيرة تم نقلهما إلى مصحة خاصة. وقد تأخرت عملية الإغاثة بسبب بعد مكان الحادث عن مقر الوقاية المدنية بالمحمدية، وتدهور وضيق عرض الطريق المؤدية إلى محطة زناتة. وهو ما جعل بعض المسافرات يصبن بهيستيريا، إحداهن كالت وابل من الإهانة والتهديد لقائد بالمنطقة. ويخشى بعض أقارب الضحية، أن يتم الإجهاز على مستحقات أسرة الضحية الوحيد، بسبب ما تناقلته بعض المنابر الإعلامية، من احتمال أن يكون هو من تسبب في الحادث. مطالبين بإجراء تحقيق دقيق، من أجل التوصل إلى حقيقة ما وقع، والعمل على الإسراع بتأمين عيش أسرته الفقيرة والتخفيف عنها من هول الكارثة.
