بينما أفاد مصدر مسؤول لبديل بري أن الوضعية الصحية لركاب طائرة المواطنين المغاربة القادمة من مدينة ووهان الصينية، مطمئنة، وفق ما أقرته فحوص اولية لطاقم طبي أمريكي يرافق الركاب. أشعلت تعليمات متسرعة لمسؤول بالدرك الملكي نار الهلع والتخوف، بعد أن أمر بمنع ولوج ممثلي الإعلام الرقمي والمكتوب، من ولوج المطار، ولا حتى الاحياء السكنية المحيطة به. ومنع سيارات الاجرة والسيارات الخاصة من ولوج تلك الاحياء السكنية التي يقطن بها الآلاف من أسر العاملين بالمطار والمرافق التابعة له. وهو تجمع سكن مفتوح بعيد كل البعد عن المطار المحصن أمنيا. مما جعل السكان والزوار يصابون بالهلع المجاني الذي فرضته تعليمات غير محسوبة. بل إن السكان أرغموا على حمل أطفالهم ومشترياتهم اليومية من مواد غذائية واستهلاكية وغيرها على أكتافهم وقطع مئات الامتار من أجل الوضول إلى منازلهم.
بل إن عملية المنع لم تطبق بالشكل الصارم لا من طرف من أمروا بتنفيذ المنع، ولا بمن أمروهم بالامتثال. بل كانت عشوائية، وتنفذ بانتقائية وبغطاء (المحسبوية وباك صاحبي).
كما أن ممثلي المنابر الإعلامية الرقمية والورقية الذين حظوا بفرصة تجاوز جهاز المنع الأولي الغير المبرر. منعوا من ولوج المطار. ولم تكلف الجهات المعنية والمشرفة نفسها عناء تعيين ممثل لها، يبقى على اتصال بهؤلاء الإعلاميين. الذين ضلوا لعدة ساعات خارج أسوار المطار. ينتظرون التوصل بمعلومات دقيقة لتمكين قراءهم منها.
وقد حطت الطائرة كما كانت منتظرا في حدود الساعة الواحدة زوالا من اليوم الأحد، بمطار ابن سليمان. وعلى متنها 167 راكبا ،ضمنهم 53 إمرأة، وهي المجموعة التي أمر الملك محمد السادس بإرجاعها إلى وطنها المغرب، تخوفا من إصابة أحدهم بداء كورونا. مدينة ووهان بؤرة تفشي هذا الداء القاتل.
ومن المنتظر أن يتم نقلهم بعدها على متن أربع حافلات، معظمهم في اتجاه مدينة مكناس، وما تبقى في اتجاه الرباط . حيث مواقع استقبالهم بمستشفى سيدي سعيد بمكناس والمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط. و سيتم وضعهم تحت المراقبة الطبية الدقيقة لمدة 20 يوما من طرف فرق طبية وتمريضية مكونة ومدربة لهذا الغرض.
وحسب طاقم طبي امريكي كان يرافقهم، فهم يتمتعون بصحة جيدة. حسب التشخيصات والفحوصات الأولية، التي أكدت عدم تواجد أية أعراض مرضية. ولم تسجل بينهم،أية حالة إصابة بمرض كورونا. وأضاف أنه من المتوقع أن يستفيد ركاب الطائرة للفحوصات الدقيقة اللازمة بمستشفى مكناس. من أجل تأكيد الفحوصات الأولية الصادرة عن الطاقم الأمريكي الذي يرافقهم. قبل أن التحاقهم بأسرهم وذويهم.
وقد عرف مطار ابن سليمان منذ زوال يوم أمس السبت حالة استنفار أمني وصحي. استعدادا لاستقبال المواطنين المغاربة القادمين من مدينة ووهان الصينية. وهي المدينة الحاضنة لأكبر عدد من المصابين بداء كورونا القاتل. مصدر من داخل مطار ابن سليمان أكد أن كل الترتيبات اللازمة متوفرة. سواء على مستوى الصحة أو النقل أو راحة المسافرين. حيث تم تجنيد طاقم طبي مدني وآخر طبي عسكري. تواجد مكثف لممثلي السلطات المحلية والإقليمية والصحة والأمن والدرك الملكي، بقيادة سمير اليزيدي عامل إقليم ابن سليمان. حيث تم توفير كل التجهيزات اللوجيستيكية من سيارات إسعاف وحافلات وعتاد طبي وغذائي. كما حل بالمطار عدة فرق طبية، منها فرقة خاصة بالقضاء على الحشرات والجراثيم ، تحسبا لكل عدوى مرتقبة. في حالة تسجيل فيروس كورونا. كما تم تركيب كاميرات حرارية لرصد الحالات المشكوك فيها عن بعد.
وكان من المنتظر أن تصل الطائرة فجر اليوم الأحد ، إلا أنه تم تأخير رحلتها. في الوقت الذي تحدث فيه مصدر الجريدة، عن أن السلطات الروسية رفضت منح الإذن بتوقف الطائرة المغربية بمطاراتها. خوفا من تفشي الوباء. وفرض على ربان الطائرة الاستمرار في رحلته إلى المغرب مباشرة، في مدة زمنية تستغرق حوالي 13 ساعة.