الرئيسية / نبض الشارع / تفاصيل المرض الغامض الذي قتل شقيقتين بابن سليمان وأحال الثالثة على قسم الإنعاش بالرباط ….. أخ الضحايا ل(الأخبار): أول إصابة ظهرت بالدار البيضاء وعائلتي مهددة بالعدوى والموت

تفاصيل المرض الغامض الذي قتل شقيقتين بابن سليمان وأحال الثالثة على قسم الإنعاش بالرباط ….. أخ الضحايا ل(الأخبار): أول إصابة ظهرت بالدار البيضاء وعائلتي مهددة بالعدوى والموت

طالب هلال لباردي أخ نساء ابن سليمان الثلاثة، ضحايا المرض الغريب الذي فتك باثنتين منهن، وأحال الثالثة على قسم الإنعاش، بضرورة الاهتداء إلى نوعية هذا المرض أو الوباء، أو السم الذي أصاب شقيقاته العازبات. وقال في تصريح للأخبار التي زارت منزله أول أمس السبت بدوار أولاد صالح أولاد سيدي أحمد، بالجماعة القروية مليلة إقليم ابن سليمان، إن الرعب والترقب يخيمان على أسرته بضواحي ابن سليمان، بعد أن لف الغموض هذا المرض أو الوباء، الذي ظهر لأول مرة بمدينة الدار البيضاء. وعدم جدية وزارة الصحة في التعامل مع الكارثة الصحية، التي قد تحصد أرواحا أخرى بمنطقة ليساسفة وجماعة مليلة. في إشارة إلى أفراد أسرته، الذين لم تبادر الوزارة إلى متابعة أوضاعهم الصحية عن قرب، ولم تتخذ أية احتياطات أو ضمانات لتفادي انتشار الداء،في صفوف أفراد العائلة والضيوف من أقارب وأصدقاء، الذين ضلوا يتوافدون على منزل الأسرة، منذ حدوث أول إصابة، وإلى يومنا هذا (أول أمس السبت). وانتقد شقيق الضحايا المبادرات الخجولة لفرق طبية حلت بعين المكان، وكذا عند التحاقهم بقسم المستعجلات بمستشفى ابن سليمان. وتساءل كيف تمت طمأنتهم بأنهم في مأمن من المرض، علما أنه لم يتم إخضاعهم لأية فحوصات دقيقة، ولا تحاليل مخبرية، ولم يمدهوم بأية أدوية أو حقن للعلاج أو الحماية. بل إنهم تركوا ليلقوا مصيرهم داخل منزلهم المتواجد وسط أرض فلاحية معزولة بالجماعة القروية مليلة على بعد حوالي 30 كلم من مدينة ابن سليمان. وليس لها أي طريق معبد، باستثناء مسلك (مريرة) وحيد، يضطر مستعمله إلى الغوص في الوحل (التيرس) للعبور عبره. وأكد أن بعض أفراد الأسرة مصابون بالكحة والحمى وهي أعراض شبيهة بأعراض الضحايا.  

 

أول إصابة ظهرت بمنطقة ليساسفة بالبيضاء مست طالبة جامعية

برزت أعراض المرض الغريب يوم 23 دجنبر من سنة 2014، لدى الضحية نعيمة لبار (43 سنة)، الطالبة المجازة في شعبة القانون العام، التي كانت تناضل ضمن جمعية المعطلين حملة الشواهد العليا، والتي كانت تقيم رفقة شقيقتها عزيزة لبار (35 سنة) في منزل للكراء بحي ليسافسفة بالبيضاء. عشر أيام من الصراع مع نزلة البرد والحمى والهبوط المفاجئ للضغط، بالإضافة إلى آلام في الجبين والقفا والكتف. لم تنفع معها أدوية طبيب (الطب العام) محليا، الذي زارته صحبة شقيقتها. علمت أسرتها بمرضها فأرسلت شقيقتها الكبرى عائشة، لرعايتها والعودة بها إلى المنزل القروي، حيث الهواء النقي والتغذية البيئية. لكن الضحية ضلت في تدهور مستمر، مع السعال الديكي. فتم نقلها إلى مدينة الكارة، حيث تم فحصها من جديد من طرف طبيب خاص (الطب العام). رأى ما رآه زميله السابق، وطلب تحاليل تخص كبد الضحية. إلا أن تدهور حالة المريضة، عجلت بوفاتها بعد خمسة أيام من عودتها لمنزل والديها. وتم دفنها دون أدنى استشارة طبية.  إلا أن شقيقتها الكبرى التي تكلفت برعايتها طيلة فترة مرضها. لم تستسغ وفاتها، فحزنت عليها حزنا كبيرا،   

بعد إصابة الشقيقة الكبرى المرض يقتل أختها الصغرى

فجأة بدأت أعراض مرض الضحية المتوفاة، تصيب شقيقتها الكبرى (عائشة لبار) تدريجيا. لكن الكل كان يرى أنها مصابة فقط باضطرابات نفسية، بسبب عدم قدرتها على استيعاب خبر وفاة شقيقتها. زاد مرضها، فاضطرت شقيقتها الصغرى (عزيزة لبار)، التي كانت مستخدمة في شركة بالبيضاء، إلى ترك عملها، والعودة إلى منزل أسرتها، لرعاية شقيقتها المريضة. بعد أن فقدت شقيقتها الوسطى التي كانت مؤنستها بالبيضاء. نقلت أختها المريضة إلى مستشفى ابن سينابالرباط، فطلب منها أن تحيلها على مستشفى مولاي يوسف لأنها مريضة بالأعصاب. إلا أن إدارة مولاي يوسف رفضتها، لتعود بها أسرتها من جديد إلى مستشفى ابن سينا، في الوقت الذي كانت فيه الشقيقة الصغرى، قد بدأت تتعرض لنفس الأعراض المرضية. وبعد أن اقتنع الطاقم الطبي لمستشفى الرباط بأن حالة الشقيقة الكبرى في تدهور، وعلم بأمر وفاة الشقيقة الوسطى (نعيمة)، تم وضعها بقسم الإنعاش، والإسراع في طلب الشقيقة الصغرى. التي ساءت فيما بعد حالتها، وبدأت تتقيأ دما. فألحقت بقسم الإنعاش إلى جانب شقيقتها الكبرى. لكن الضحية الصغرى توفيت ليلة الأحد الماضي. وسلم جثمانها إلى أسرتها، التي لم تتمكن من إلقاء النظرة الأخيرة عليها، بعد أن تعذر دخول سيارة نقل الأموات إلى حيث منزلها بمليلة. كما أن الوفاة الثانية، جعلت الطاقم الطبي، يأخذ عينات من جسد الضحية، لتحليله في المختبر العلمين ومحاولة معرفة هذا المرض أو السم أو الوباء الذي قتل الشقيقتين. علما أن كشف لصورة الصدر (بلاكة الصدر)، بينت حسب شقيقة الضحية الثانية، أن سحابة تكسو الكبد.

 

مرض يهدد حياة المقربين من الضحايا

في الوقت الذي لم تتوصل فيه وزارة الصحة إلى حقيقة مرض الشقيقات، وما إن كان مرض معدي أم لا. وتستمر الضحية الثالثة في غيبوبتها، نجد أن العشرات من الأسر بمنطقة ليساسفة وجماعة مليلة، يتخفون من احتمال انتقال العدوى إليهم. ويتعلق الأمر بالأشخاص الذين كانوا مقربين من الضحيتين المتوفيتين، على مستوى الشركة التي كانت تعمل بها الضحية العاملة، أو زملاء الطالبة الجامعية. كما لم يتم إلى حدود أمس الأحد زيارة مسكن الفتاتين بالبيضاء، المكان الذي أصيبت داخله الضحية الأولى. إضافة إلى أفراد أسرة الضحايا وأقاربهم وجيرانهم وغيرهم ممن تم معهم الاحتكاك. بما فيه (الأخبار) التي انتقلت إلى منزل الضحايا وجالست كافة أسرتهن، وتناولت رفقتهن الشاي والخبز والزبدة والعسل والزيت. وتتكون الأسرة من الوالدين وشقيقين متزوجين، ولهما أطفال، وشقيقة صغرى لها ابنة، بالإضافة إلى بعض أقاربهم الذين حلوا لزيارتهم والوقوف إلى جانبهم.  وتنقل الأخبار غضب واستياء أفراد الأسرة على المسؤولين عن قطاع الصحة إقليميا وجهويا ووطنيا، لعدم حمايتهم واحتضانهم. الاستياء طال حتى القناة الثانية (دوزيم)، التي تحدث عن الحادث دون تحديد واضح لمكان سكن الضحايا. حيث تم الإشارة إلى أن أسرة الضحايا تقطن بمدينة الكارة بإقليم ابن سليمان. علما أن الكارة تابعة لإقليم برشيد، وأن الأسرة تسكن بالجماعة القروية مليلة التابعة لإقليم ابن سليمان، وبالتحديد بدوار أولاد صالح أولاد سيدي أحمد. وهو ما خلق حالة استنفار ورعب في صفوف ساكنة الكارة.  

 

مرض يصيب الكبد ويتسبب في نزيف دموي

كل ما تمكن الأطباء من الإهتداء إليه بخصوص المرض الغريب، أنه وبعد أعراضه المشابهة لأعراض أمراض الحمى وغيرها من الأمراض العادية، تتحول الإصابة إلى الكبد، ويصاب المريض بالسعال، وينخفض ضغطه، ويتعرض لنزيف داخلي، ويدخل في غيبوبة، تنتهي بوفاته.  لكن سبب المرض وكيفية علاجه تضل غامضة إلى حين ظهور نتائج التشريح الطبي  لجثة الضحية الثانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *