نبض الشارع

تكريم مستحق ل (سي علي لحبابي) .. رمز النضال الحقيقي والأخلاق النبيلة

بقلم : بوشعيب حمراوي

مبادرة  جد راقية وسامية تلك التي أقدم عليها فرع الهيئة المغربية لحقوق الإنسان بمدينة ابن سليمان بعد زوال ومساء يوم أمس السبت.. والمتمثلة في تكريم (سي علي لحبابي)، أحد رموز النضال والصمود والمثابرة بإقليم ابن سليمان والمغرب.. (خويا علي، سيدي علي، با علي، )، كما رددت إحدى السيدات عند تقديم شهادة حب وعرفان في حقه… فليسمح لي كل المشاركين في برنامج حفل يوم الأرض، لأنني لن أصب مقالتي إلا في عرين (علينا)، الذي عرفته أبا، وأستاذا، وإداريا تربويا، وسياسيا وحقوقيا، وكاتبا للرأي. أغنيت موقعي بديل بريس بالعشرات من مقالاته الفاضحة للفساد والاستعباد. كنت ولازلت أجده  الشخص المناسب في المكان المناسب، حاضنا وداعما للمظلومين والمغلوب على أمرهم ، جريئا ومتحديا وكاشفا للحقائق والوقائع،  ملما بكل ما يبادر إليه، واعيا ومقنعا، ورافضا لكل أساليب الظلم والاستغلال والابتزاز والاستعباد…

إنه  لحبابي.. النقابي والسياسي والحقوقي والتربوي والفاعل المدني وكاتب الرأي و.. المؤنس المتواضع وسط زملائه… أحبه عمال وعاملات الشركات، وأحبه التلاميذ والتلميذات، وأحبه الأساتذة والإداريون، وأحبه كل المستخدمين والموظفين الذي جاوروه أو حاوروه أو طلبوا دعمه أو استشاروه.. لم يكن يوما يسعى إلى التملق من أجل التألق، ولم يكن يوما يلهث وراء مجد أو كرسي.. لا على مستوى المهام السياسية والنقابية. ولا على مستوى خدمة الصالح العام..

إنه لحبابي الذي ضل لعقود محط إزعاج للسلطة والمنتخبين، وخصوصا الفاسدين منه.. كانت ولا زالت خطاباته خلال حفلات فاتح ماي، مصدر قلق  وتخوف.. تنتظرها كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.. الكل ينتظر ويترقب ماذا سيخرج من فاه هذا الرجل الذي لا يتعب ولا يمل من البحث عن الإنصاف.. كلمات وجملا  يرتجلها  بدون تحرير مسبق، عصارة ما يعانيه الأجير والموظف .. وما تفسده أيادي العبث داخل المرافق العمومية والخاصة محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا.. يلقي بها بكل ثقة وحزم وعزم، لتنزل كالقنابل على أصحابها.. تسقط كالمطارق فوق رؤوس الفساد والاستبداد والاستعباد..

ليس غريب أن تمتليء لأول مرة قاعة جمعية الزيادية، ليس فطق كما.. وكلن كيفا.. فالحضور لم يحج إلى القاعة من أجل اللهو والمرح … ولكن من أجل إلقاء التحية والجهر بالإجلال والتقدير لشخصية عاشت ولازلت تعيش من أجل خدمة الصالح العام. شخصية لن تتكرر.. جمعت بين الثقافة والتربية والسمو الأخلاقي والجرأة والتضحية والصمود.. شخصية جعلت من الوطن أسرتها الكبيرة. وفرضت مشاكل الناس على مشاكل وهموم ومطالب أسرتها الصغيرة.. بل إنها كانت تنغمس في خدمة الصالح العام وإنصاف ذوي الحقوق، وتغفل عن مطالب الأسرة الكريمة. تلك الأسرة التي اقتنعت أنها تقتسم (سي علي) مع آلاف المواطنين والمواطنات.. وأن عليها دعمه ومساندته ليبقى وفيا لعهده..

دمت في رعاية المولى، شافاك الله وعافاك وأسعدك وسط أسرتيك الصغيرة والكبيرة.

 

صور مختلفة من حفل التكريم …

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى