نظمت جمعية أصدقاء البيئة بمدينة بنسليمان الأحد المنصرم 8 يونيو، ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للبيئة تحت شعار "الوضعية البيئية بالمغرب، الواقع والتحديات المستقبلية"، وشارك فيها مجموعة من الدكاترة والطلبة الباحثين من عدة جامعات (كجامعة الحسن الثاني المحمدية وجامعة محمد الخامس بالرباط ثم جامعة ابن طفيل بالقنيطرة) ومعاهد وطنية ( كالمدرسة المحمدية للمهندسين والمعهد الوطني للزراعة والبيطرة بالرباط ثم المعهد الوطني للبحث الزراعي بالقنيطرة)بالإضافة إلى الجسم الصحفي المتمثل في الأستاذ و الصحفي بوشعيب حمراوي،والذين أغنوا هذه التظاهرة البيئية بمداخلات علمية قيمة عن الوضع البيئي بالمغرب الذي ينذر بمستقبل مقلق يهدد الموارد الطبيعية خاصة منها المتعلقة بالمياه شريان حياة البشرية جمعاء، كما يهدد السكانية خاصة بالمناطق الصناعية التي تخلف ملوثات كيماوية خطيرة على البلاد والعباد، وكذا بالمنظومات الواحية ذات الموارد الطبيعية الهشة والمحدودة وجد الحساسة من جراء التأثيرات المناخية القاسية وكذا البشرية العشوائية. وقد عرفت هذه التظاهرة تنظيم ثلاث جلسات علمية متنوعة.
الجلسة الأولى برئاسة الدكتور مصطفى ندراوي أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية.
افتتحت هذه الجلسة بمداخلة للدكتور عبد المجيد السامي تحت عنوان الوضع البيئي بالمغرب، وقد أبرز من خلالها الوضعية البيئية بالمغرب التي أضحت تعرف خللا واضحا في توازناتها البيئية بجل ربوع المملكة، وركز على تحليل عنصر الماء كمورد حيوي واستراتيجي تهدده الملوثات الكيماوية والنفايات الصلبة، كما وقف عند تحليل بعض القوانين البيئية التي لازالت تحتاج إلى تفعيل وتطبيق اجرائي منها (قانون الماء 95-10 وقانون مكافحة التلوث 03-13).
أردفتها مداخلة الأستاذ والصحفي البيئي بوشعيب.حمراوي حول أهمية الإعلام في حماية البيئة بالمغرب، نموذج تشخيص واقع الحالة البيئية ببنسليمان. من خلال تأثير المقالع على المنظومة البيئية و على صحة الانسان السليماني، وكذلك ابرز بعض مظاهر التلوث المائي خصوصا بمنطقة تصفية المياه العادمة و اعتماد على السقي بمياه ( الواد الحار) لبعض السكان المجاورين للمحطة. كما تطرق (الأستاذ) فيها إلى تقديم تجربته الصحفية في الدفاع عن البيئة خاصة بمنطقة المحمدية التي ترتكز بها أضخم محطة لتكرير البترول بالمغرب ( لاسمير) ما يلوث بيئة هذه المدينة التي تحولت من مدينة تنبث الزهور إلى مدينة تلوث محضور، ثم بمنطقة بنسليمان من حيث تأثير المقالع الاستخراجية على البيئة بهذا المجال الذي بدأ يعاني ويلات التلوث.
وتطرقت المداخلة الأخيرة في هذه الجلسة لكل من الأستاذ عبد الحكيم الفيلالي والدكتور عبد المالك السلوى، إلى موضوع دينامية ساحل القنيطرة-الجديدة باستعمال نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد بمقاربة جغرافية، بينت تحول الوضع البيئي بهذا الشريط الساحلي بسبب ظاهرة التمدين او الزحف العمراني على المجالات الطبيعية والساحلية …
واختتمت هذه الجلسة بنقاش حاد بين المتدخلين والمشاركين الذين ساهموا في اغناء هذه الجلسة بأسئلة وتساؤلات عدة زادت من القيمة التحسيسية والعلمية للمشاركين بهذه الجلسة الصباحية.
الجلسة الثانية برئاسة الدكتور عبد المجيد السامي (أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية).
عرفت هذه الجلسة نقاشا مستفيضا حول الوضعية البيئية بالعديد من المجالات خاصة بالمجالات الصحراوية وشبه الصحراوية (جهة سوس ماسة درعة وتانسيفت الحوز)، حيث ساهم العديد من الطلبة الباحثين بمداخلات قيمة أكاديمية مقتبسة من دراسات ميدانية تخص مشاريعهم البحثية بسلك الدكتوراه وأخص بالذكر هنا:
الطالبين الباحثين الخليفي عبد اللطيف ومصطفى داد بجامعة الحسن المحمدية اللذين قدما مداخلتين همت الوضعية البيئية بالمنظومات الواحية التي أضحت تعرف خللا واضحا على مستوى نظمها البيئية وتوازناتها الإيكولوجية، بسبب تظافر عوامل عدة طبيعية متمثلة في قساوة الظروف المناخية وتفشى ظاهرتي زحف الرمال ومرض البيوض، وعومل بشرية كامنة في الأنشطة البشرية غير المستديمة خاصة تلك المتعلقة بالقطاع السياحي الذي يؤثر سلبا على الموارد المائية، وكذا القطاع الفلاحي البديل المتمثل في الزراعات العصرية (فاكهة البطيخ) الذي يستهلك كميات مستنزفة للفرشات المائية الباطنية.
وأردفتها ثلاث مداخلات قيمة، الأولى للطالب الباحث المعطاوي ياسين بكلية العلوم بالرباط والثانية للطالبة الباحثة الملوكي كوثر ثم الأخيرة للطالب الباحث عليتارفاس بالمدرسة المحمدية للمهندسين، وقد حاول الثلاثة أن يقدموا لنا صورة الوضعية البيئية بالمناطق شبه الجافة من خلال دراسات بمقاربة علمية مخبرية تحليلية لجودة المياه السطحية والباطنية لمنطقة تانسيفت بمراكش ومنطقة سوس ماسة، وقد برهنوا على أن هناك تغير ملحوظ في جودة المياه بسبب التدخلات البشريةالمتمثلة أساسا في ( مياه الصرف الصحي والأسمدة الكيماوية وحتى النفايات الصلبة كذلك…).
الجلسة الثالثة برئاسة الدكتور عبد المجيد السامي (جامعة الحسن الثاني المحمدية).
أبرزت هذه الجلسة الأخيرة التي عرفت خمسة تدخلات علمية لعدة طلبة باحثين همت تأثير الأنشطة البشرية (الصناعية والسياحيةبالأساس) على التوازنات البيئية بالشريط الساحلي الجديدة – مولاي بوسلهام.
عالجت المداخلة الأولى للطالب الباحث سعيد مواق، الوضع البيئي والصحي بمدينة المحمدية بسبب تأثيرات الأنشطة الصناعية الملوثة باستعمال تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد،وقد بين من خلالها على أن هناك ارتباط وثيق بين الأنشطة الصناعية وبين التدهور البيئي والتأثير الخطير على صحة الساكنة المتواجدة بالقرب من المراكز الصناعية.
أما المداخلة الثانيةلكل من الطالبة الباحثة حماني السعدية والأستاذ أحمد الراجي، فحاولت أن تبين آثر الأنشطة السياحية على التوازنات البيئية التي تعرف خللا ملحوظا يزداد تدهورا كلما ازدادت المؤسسات السياحية والطلب السياحي.
وتفضلت الطالبة الباحثة رشيدة حدو بمداخلة همت منطقة المرجة الزرقاء بمولاي بوسلهام المصنفة كمنطقة رطبة ضمن لائحة رامسار، أبرزت فيها على أن الأنشطة الاقتصادية لها يد سيطول تأثيرها السلبي مستقبلا.
بينما تطرقت مداخلة الطالب الباحث زكريا محرر إلى تبيان أهم الاختلالات البيئية ذات الأصل البشري بغابة حوض النفيفيخ بالمحمدية، التي أضحت هي الأخرى تعاني نتيجة التدخلات البشرية العشوائية وكذا الزحف العمراني الذي يبتلع مجالاتها الخضراء سنة بعد أخرى.
وبالإضافة إلى جل هذه المدخلات فقد عرفت هذه التظاهرة أنشطة موازية من قبيل عرض ملصقات علمية غنية عبرت عن الوضع البيئي بالمغرب الذي يزداد تدهورا في ضل محدودية تدخل الجهات الوصية وغياب الثقافة البيئية، ما يستدعى تدخلا ناجعا يعمل على تفعيل القوانين والمواثيق البيئية التي تهم قانون الساحل، قانون الماء ثم قانون مكافحة ثلوث الهواء…
كما تم تكريم ابن مدينة بنسليمان الطالب الباحث محمد الركوبي بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في المناخ التطبيقي بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية.
وقد اختتم رئيس الجمعية لحسن ايت ناصر بكلمة شكرا لجميع المتدخلين والمشاركين المساهمين في إنجاح هذه التظاهرة العلمية، وعبر فيها عن مدى امتنانه وافتخاره بكل الغيورين للدفاع عن البيئة والعيش السليم راجيا أن يساهم كل من موقعه في تحسيس العباد لإصلاح بيئة البلاد.
السلام عليكم . لقد تم اهمال مشاركة جامعة مولاي اسماعيل مكناس .و دلك بتقديم عرض حول دور نظم المعلومات الجغرافية في الحفاظ على الموار البيئية و المساهمة في اختيار مطرح النفايات-خنيفرة نمودجا- من تقديم الطالب الباحث اشليف ايوب. و التدخل التاني بعرض ملصق حول تثمين المواد المستخرجة من المقالع -مكناس تافيلالت نمودجا- من طرف هشام بن بقال و اشليف ايوب.