الرئيسية / جرائم و قضايا / حادث وفاة نزيل دار للا آمنة بابن سليمان يفتح باب التساؤل حول أهداف المؤسسات الخيرية .. متى يتم الإفراج عن (دار الفتاة) المحدثة داخل دار للا آمنة وإنصاف التلميذات القرويات

حادث وفاة نزيل دار للا آمنة بابن سليمان يفتح باب التساؤل حول أهداف المؤسسات الخيرية .. متى يتم الإفراج عن (دار الفتاة) المحدثة داخل دار للا آمنة وإنصاف التلميذات القرويات

فتح حادث وفاة نزيل دار للا آمنة بابن سليمان إثر تعرضه لحادث سير بضواحي المدينة، جدلا كبيرا حول دول المؤسسات الخيرية الحقيقي، ومسؤوليتها الأولى في كل ما يتعرض نزلاءها السابقين المطرودين بدون أدنى متابعة أو مصاحبة أو فرض إدماج.. فقد بات من الواجب البحث في مصير أطفال دار للا آمنة بابن سليمان وغيرها من المؤسسات الخيرية، التي تتكفل برعاية الأطفال اليتامي والمتخلى عنهم والذين يتواجدون في وضعيات صعبة.. أطفال يلجون تلك المؤسسات في سن مبكرة قد تبدأ من فترة الرضاعة أو الحبو.. يقضون عدة سنوات قد تصل زهاء العقدين تحت إشراف ورعاية تلك المؤسسات. ولا نجد لهم أثرا إلا في صفحات الحوادث والوفيات.. الحديث هنا عن الأطفال المتعثرين دراسيا والذين يساقون إلى الإدمان والإنحراف في غياب أدنى مراقبة أو وقاية أو علاج .. وتكتفي إدارة تلك المؤسسات بإبعادهم إلى مؤسسات خيرية أخرى أو طردهم بحجة أنهم تجاوزوا سن الرشد. علما أنه كان من الواجب أن يحظى هؤلاء بالمصاحبة النفسية والطبية والمتابعة الاجتماعية إلى حين ضمان إدماجهم في المجتمع. أليس النزيل هو ابن المؤسسة الذي رضع حليبها واكل خبزها واحتضن تحت سقفها وفوق فراشها.. أليس من الطبيعي أن تستمر الرعاية والمصاحبة.. فالطفل داخل الأسرة لا يمتلك فقط حق الرعاية بل إنه وريث وشريك في ممتلكات الأسرة.. يبلغ العدد الإجمالي للأطفال الذين استفادوا من خدمات هذه الدار منذ إحداثها سنة 1987 ما مجموعه 386 طفلا حسب إحصائيات 2015… أينهم هؤلاء الأطفال … بعد مرور كل هذه السنوات… وأخص بالذكر أطفال السنوات الأخيرة… والذي تم التخلص منهم، كل حسب سنه.. بنقلهم إلى مراكز أخرى أو مطالبتهم بالرحيل لأن سنهم تجاوز مرحلة الطفولة.
كلنا نتذكر الزيارة التي قامت بها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى٬ رئيسة مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان٬ يوم 22 ماي 2013، وكانت رفقة صاحبة السمو الأميرة للا زينب رئيسة العصبة المغربية لحماية الطفولة. حيث تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين هاتين المؤسستين. بموجب هذه الاتفاقية التي وقعتها السيدتان لطيفة العابدة الكاتبة العامة لمؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان وفاطمة حصار الرئيسة المنتدبة للعصبة المغربية لحماية الطفولة٬ تتكفل مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان بجميع الأطفال المحرومين من الأسرة والمصابين بداء السرطان بمختلف مؤسسات الاستقبال التابعة للعصبة بكافة مناطق المملكة… فعن أي أطفال تتحدثون.. والمقصود داخل مركز ابن سليمان.
المهم في هذا البلاغ الرسمي الذي صدر بعد الزيارة، والذي تحدث عن المركب الاجتماعي والتربوي للا آمنة بابن سليمان. وتحدث عن (دار الفتاة) التي تأوي الفتيات المنحدرات من الوسط القروي. أين هي الدار والعشرات من التلميذات تركوا الإعداديات والثانويات، لأن أسرهم لم يجدوا لهم مأوى بالمدينة. ذكر البلاغ أن “دار الفتاة” مؤسسة مخصصة للفتيات اللواتي يتابعن دراستهن بالإعداديات والثانويات العمومية ببن سليمان. وتنحدر المستفيدات المنحدرات من أسر معوزة تنتمي إلى الوسط القروي بمنطقة بن سليمان. وقد بلغ عدد المستفيدات من خدماتها منذ إنشائها سنة 2006 ما مجموعه 147 فتاة.

ألم يحن الوقت لإعادة فتح (دار الفتاة) المتواجدة بقلب دار للا آمنة بابن سليمان للتلميذات القرويات بالإقليم. واللواتي يجدن صعوبات في متابعة دراستهن بسبب عدم حصولهن على أسرة داخل داخليات ودور الطالبات. بعد أن حولتها إدارة الدار إلى جناح لبعض نزلائها ؟. مالا يفهمه السكان بإقليم ابن سليمان، كل هذا الاهتمام الزائد بهذا المركز الذي لم يعد يؤدي دوره في حماية الطفولة. بعد أن تخلصت إدارته من الأطفال الصغار إلى مركز (للا مريم) بالرباط. وإحالة آخرين على التكوين أو الدراسة بمدن أخرى (13 نزيل). ولم يتبق داخل المركز سوى بضعة مراهقين منهم تلاميذ بالتعليم الإعدادي والتأهيلي، ومرضى نفسانيا. كل نزيل فاق سنه 18 سنة يتم طرده بدون أدنى إدماج أو متابعة . عمالة ابن سليمان بادرت إلى بناء مركب سوسيو تربوي ممون من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كان بالإمكان أن تنجزه خارج أسوار المركز ليستفيد منه السلمانيين. كما تم بناء دار الفتاة لفائدة تلميذات العالم القروي، استقبلت تلك الدار فوج أو فوجين، وبعدها ثم الاستحواذ عليها من طرف إدارة المركز. كما نلاحظ اهتمام المنتخبين والسلطات الإقليمية بالمركز، وتنظيم الحفلات داخله… عوض الاهتمام بدور الطالب ومركز حماية الطفولة أو حتى بناء مركز للطفولة أو دار للعجزة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *