ارتأت بديل بريس أن تلعب اليوم دورا المحامي والمدافع على أسامة بنكيران ابن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. بخصوص ما تم الترويج له من أن أسامة تم توظيفه أستاذا بكلية الحقوق بعين السبع. وهو الحاصل على شهادة الماستر في شعبة (المالية الإسلامية). دفاع الموقع عن ابن رئيس الحكومة، لم يأت من فراغ. ولكن بعد التدقيق والتحري في الخبر(التهمة). لأنه لا يعقل أن يتم توظيف أي كان إلا في إطار ما يفرضه القانون، الذي يفرض التباري الشريف وتكافؤ الفرص… وجدنا أن ابن رئيس الحكومة يعمل فقط أستاذا زائرا (عرضيا) مقابل أجر لا يتعدى 200 درهم أسبوعيا.. لم يتلقى منه أي درهم إلى حدود كتابة هذه السطور. أسامة الحاصل على ماستر (المحاسبة المالية) سنة 2011 والحاصل على دبلوم (خبير مالي) في الزكاة، سبق ودرس بنفس الصفة (أستاذ زائر) في كلية الحقوق في السويسي، وكذلك في جامعة عبد المالك السعدي في تطوان، ولا أحد تحدث عنه..
أسامة لا يربطه أي رابط دائم بوزارة التعليم العالي ولا برئاسة جامعة الحسن الثاني، ولا بكلية الحقوق بعين السبع. بل له عقد مؤقت يربطه بالكلية حيث يشتغل أستاذا زائرا ليس إلا.
يدرس طلبة ماستر (المالية الإسلامية) ، لمدة ساعتين يوم الخميس من كل أسبوع. ويتقاضى مبلغ ما بين 120 درهم و200 درهم عن كل ساعة. مع خصم 17 في المائة لفائدة الدولة. يعني أنه سيتقاضى مبلغ ما بين 200 درهم و 400 درهم أسبوعيا. ليصل الأجر الشهري الذي لم يتلقاه إلى حد الآن، إلى ما بين 800 درهم و1800 درهم. انتهى الآن من تدريس الأسدس الأول للطلبة. ولم يدرس سوى 9 أسابيع. أي أنه سيتقاضى أجرا يتراوح بين 1800 درهم و3600 درهم. وينتظره خلال نهاية الشهر الجاري، الأسدس الثاني لهذا الموسم الدراسي الجامعي الذي سيجرى في شهرين ونصف على أبعد تقدير. ولكي نضع قراء بديل بريس في عمق ما يجري ويدور بخصوص هذه الفئة من الأساتذة الزائرين من خارج الأساتذة الجامعيين العموميين. والذين تلجأ إليهم إدارات الكليات والمعاهد من أجل سد الخصاص الحاصل لديها في بعض الشعب. وخصوصا تلك التي تستوجبها بعض التخصصات الجديدة (إجازة، ماستر، دكتوراه..)..يمكن أن تلجأ إليها بنسبة لا تتعدى 20 في المائة من الموارد البشرية لكل شعبة.. ويتقاضون أجورهم من مالية الكليات والمعاهد. باعتبار أن عميد الكلية أو مدير المعهد هو الآمر بالصرف. كما أن المبلغ الهزيل الذي يتقاضاه الأستاذ الزائر، هو أجر يصرف بناء على ما يتوفر عليه الأستاذ الزائر من شواهد عليا. وقد يرتفع إلى أزيد بقليل من 200 درهم للساعة مع ارتفاع مستوى الشواهد العليا المحصل عليها من طرف الأستاذ الزائر. الخلاصة أن نجل بنكيران ليس أستاذا معينا بكلية الحقوق. وأن وظيفته المؤقتة التي يتنقل إليها كل خميس من منزله بالرباط إلى الدار البيضاء، مرتبطة بحياة أو وفاة الماستر. وبرئيس الشعبة الذي قد يمدد عمله أو يستغني عليه. كما أن الأجر الشهري الهزيل يبرز بجلاء أنه لا توجد وظيفة أستاذ عمومية بالمغرب أجرها الشهر لا يتعدى 1800 درهم…
… عندما يتعلق الأمر بأخبار ومعلومات، تمس الأشخاص صغر أو كبر شأنهم داخل المجتمع. وجب توخي الدقة والحذر لكي لا نصيب هؤلاء الأشخاص بجهالة. ونندم بعدها على ما فعلناه… وجب ألا ننساق وراء من يهوى الركوب على الأحداث الوهمية والوقائع التي تنسج في الخفاء، وجب التحري وفرز ما هو حقيقي عن ما هو زائف.. لست راضيا على أداء رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران خلال الولاية السابقة، ولست راضيا على طريقة قيادته لعملية التشكيل الحكومي العالقة. لكن هذا لا يعني أنني أجيز وأزكي كل ما يطلق اتجاهه من رصاص ناري أو مطاطي..هناك انتقادات اعتبرها صحيحة. وهناك انتقادات تدخل في إطار الدعارة السياسية، التي لا يمكن أن تؤسس لأي عمل سياسي نقي وجاد… طبعا هذا لا يعني أن نوقف البحث والتنقيب ربما قد نكشف عن زلات واختلالات لها أسس.. وهذا من صميم عملنا..