للتذكير فما ينشر أسفله هو جزء من تحقيق نشره بوشعيب حمراوي شهر غشت 2006 بجريدة الصحراء المغربية :
بمدينة الزهور التقت الصحراء المغربية منذ أزيد من 12 سنة الراحل بوشعيب خلوق رئيس جمعية محبي شباب المحمدية والملقب بالرداد. لم يكن خلوق نجما رياضيا ولا مدربا محنكا ولا رئيسا قاد ناديه لإحراز البطولات… انطلق خلوق الذي ترك مستقبله جانبا ليتكفل بكل ما يستلزم نهضة الشباب بالمدينة، شق مسيرته مع الشباب كلاعب فمشجع ومِؤطر ومسير ومدلك ومكلف بالأمتعة… مرض الرداد وانشغل بأبنائه فقل جمهور الشباب، وسقط الرداد مريضا طريح فراشه لمدة كانت كافية لسقوط شباب المحمدية إلى الدوري المغربي الثاني … تمر السنين ويزداد شغفه بشباب المحمدية والمنتخب المغربي، يتحدى المرض والشيخوخة ويأبى إلى أن يتابع مسيرته في التشجيع والتحفيز قال الرداد: أقسم بالله أن أعيد الشباب إلى مقعده ضمن فرق الصفوة وأعيد الجماهير إلى ملعب البشير وأقف بالمرصاد لكل من سولت له نفسه التلاعب بسمعته .
من أجمل ما قال الراحل …
قال خلوق: مرضت منذ حوالي سنة وكنت خلالها طريح الفراش هو ما جعلني لم أتمكن من تنظيم بطولة الأحياء ودوريات الشاطئ خلال الموسم الحالي، وأؤكد لكم أنني سأعمل من أجل إنعاش الفضاء الكروي لمدينة المحمدية داخل مختلف الأحياء وسأجعل شبابها وأطفالها يتكلمون لغة واحدة هي لغة كرة القدم والله الموفق.
سأحارب مرتزقة كرة القدم أينما كانوا وسأجعل من هدفي لذا الموسم المقبل هو عودة شباب المحمدية، بتعاون مع اتحاد المحمدية، فباتفاقهما معا سيعودان معا لتشريف مدينة الزهور.
ترعرع داخل نادي شباب المحمدية عبر كل المستويات، خدم مكلفا بالأمتعة لسنين عديدة، كانت المرحومة أمه تقوم بتصبين الملابس الرياضية والأمتعة الخاصة بالنادي، كان خلوق يحملها فرحا مسرورا لينشرها ويجففها ويعرضها يوم الأحد ذات روائح طيبة للاعبين، تدرج حتى عمل ممرضا فمسير، حمل هموم شباب المحمدية في وقت الأزمات وجمع شمل الفريق أكثر من مرة، ومن فرط محبته للشباب، أضاع مستقبله وضل عاطلا عن العمل، يكفي الإشارة إلى أنه عرف السجن بسبب حبه لشباب المحمدية، ولازالت مخلفات معاناته داخل السجن بادية على صحته.
لم يفكر يوما أن يبحث عن عمل بعيدا عن النادي، كان همه الوحيد هو العمل من أجل نظافة قميص شباب المحمدية، يعيش الآن داخل أسرته الصغيرة أبا وأما بعد وفاة زوجته التي عرفته محبا للشباب فقدرت له ذلك الحب وتركته يعيش وراء الكرة بقدر ما تجري يجري وراءها، فحلوق بدون كرة لا يعرفه حتى أبنائه إلا غاضبا وقلقا.
خدم الفريق على مستوى الجمهور حيث أسس جمعية محبي وأنصار شباب المحمدية، وكانت صيحاته تملأ المدرجات، لكن الزمن نال من صحته، فشكل جمعية سهرت على تأطير الجماهير الغفيرة التي كانت تحج إلى ملعب البشير، وتسافر عبر مختلف المدن المغربية لنصرة الفريق.
ويكفي التذكير بالمسيرة الاحتفالية التي قادها خلوق داخل أزقة وشوارع المحمدية انطلاقا من ملعب البشير، بعد إحرازنا البطولة الوطنية لموسم 1979/1980، في الوقت الذي منعنا فيه من طرف السلطات المحلية من التعبير عن فرحتنا.
ونهاية كأس العرش موسم 78/79 التي أجراها النادي أمام الوداد البيضاوي بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء عرفت إقبالا جماهيريا منقطع النظير كان يقوده خلوق.
وفي موسم 74/75 حين نال شباب المحمدية كأس العرش بنفس الملعب أمام اتحاد سيدي قاسم، عمل قبلها خلوق لأزيد من شهر في التحضير لإعداد لافتات وطقوس الفرجة الخاصة بالمباراة.
أسس جمعية لتأطير فرق الأحياء لكرة القدم، ونظم بطولات ودوريات فوق الملاعب الفضالية وعلى طول شواطئ المحمدية.
وكانت تربطه علاقة حميمية بأحمد فرس امتدت لعدة عقود، فمنذ بداية السبعينات وخلوق كان ملازما لفرس، حين كان يرحل فرس عبر الأدغال الإفريقية لحصد النتائج الإيجابية، كان خلوق يمكث في البيت يتابع عن قرب حالة أسرة فرس، ويتابع عبر المذياع والصحف أخبار فرس، توطدت علاقتهما حتى أصبح عضوا من أسرة فرس.
يذكر أن بوشعيب خلوق حظي بداية الموسم الحالي بحفل تكريم بملعب البشير حضره قدماء لاعبي المنتخب الوطني وفنانون وصحافيون حجوا من مدن مختلفة.
رحم الله الفقيد وألهم أسرته الصبر والسلوان..