الرئيسية / السياسية / حصيلة انعقاد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة لليوم الخميس 04 يناير 2018

حصيلة انعقاد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة لليوم الخميس 04 يناير 2018

انعقد يوم الخميس 16 ربيع الآخر 1439 الموافق لـ 04 يناير 2018، الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، تحت رئاسة السيد رئيس الحكومة، خصص للمدارسة والمصادقة على عدد من النصوص القانونية والتنظيمية، والتعيين في مناصب عليا.

 

كلمة السيد رئيس الحكومة

 

في بداية الاجتماع استهل السيد رئيس الحكومة كلمته بحمد الله والثناء عليه، ليتطرق بعد ذلك إلى مشروع قانون الإطار الخاص بالتربية والتكوين والبحث العلمي الذي عرض للمناقشة أمام المجلس الحكومي، في انتظار عرضه للمصادقة على المجلس الوزاري، واعتبره السيد رئيس الحكومة من النصوص القانونية التي طال انتظارها، منوها بأنه لأول مرة سيكون لبلادنا قانون إطار في هذا المجال؛ يتضمن العديد من الأمور الأساسية والمهمة، كما أنه مبني على حوار ساهم فيه المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بجزء وجهد كبير وذلك بالتشارك مع مختلف القوى الوطنية من أحزاب سياسية وخبراء ونقابات ومجتمع مدني ومهنيي التعليم الذين شاركوا في إعداد الرؤية التي تم تقديمها لجلالة الملك والتي أمر حفظه الله بتحويلها إلى قانون ملزم.

وبعدما نبه السيد رئيس الحكومة إلى ما يروجه البعض من إشاعات حول مشروع القانون الإطار المذكور من كونه يتضمن تراجعا عن مجانية التعليم، أكد على أن ذلك غير صحيح بالمرة، موضحا أن النص المعروض للمناقشة يتحدث عن رسوم التسجيل للأسر الميسورة بهدف تحقيق تكافؤ الفرص مبرزا أن هذا الإجراء لا يعني بتاتا الطبقات الهشة والفقيرة والمتوسطة، كما أن تطبيقه سيسند لنص تنظيمي يخضع للحوار والدراسة.

 وأوضح السيد رئيس الحكومة أنه ستكون هناك خطة تواصلية حول النص النهائي لهذا القانون بعد المصادقة عليه بالمجلس الوزاري وذلك لعرض مضامينه على المواطنين.

من جهة أخرى توقف السيد رئيس الحكومة عند الحدث المأساوي الذي عرفته مدينة جرادة بوفاة مواطنين رحمهما الله بمنجم قديم للفحم، واعتبره حدثا مأساويا تأثرنا به، وعملنا منذ حدوثه على متابعته والتفاعل معه والتواصل المستمر مع السلطات الإقليمية والجهوية والمصالح الخارجية لمختلف الوزارات، كما تم عقد عدة اجتماعات متتالية، مؤكدا أن منهج الحكومة الأساسي، سواء خلال هذا الحدث أو غيره، هو الإنصات، وأي مطلب مشروع للمواطنات والمواطنين من واجب الحكومة الاستجابة له في إطار ما هو ممكن، وخلال الزمن الممكن، ولكن الواجب يقتضي من الحكومة الإنصات والعمل من أجل الاستجابة للمطالب.

وأبرز السيد رئيس الحكومة أن الحوار انطلق منذ البداية، حيث قامت السلطات الإقليمية والولائية وممثلو الإدارات جهويا ومحليا بجهد في هذا الصدد، كما أن السيد وزير الطاقة والمعادن حل بجرادة منذ أول أمس وعقد حوارا مع مختلف الأطراف ومع ممثلي الشباب، وتتم الآن دراسة عدد من المطالب. كما ذكر بأنه يجب الاعتراف بأن هناك مناطق، بحكم التاريخ وبحكم عدد من الظروف لم تعرف تطورا اقتصاديا على غرار مناطق أخرى وهناك تأخر في استفادتها من ثمار التنمية في بلادنا، مؤكدا على أن الحكومة واعية بذلك وتحاول حصر هذه المناطق التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام وهو ما تعتزم الحكومة القيام به بجرادة من خلال استكمال تنفيذ برامج سابقة لم تجد طريقها إلى الإنجاز الكامل على أرض الواقع أو تنفيذ خطط وبرامج تنموية جديدة ليتمكن أبناء المنطقة من إيجاد فرص الشغل والعمل وإمكانية تحقيق ظروف العيش الكريم.

كما أبرز السيد رئيس الحكومة بالمناسبة أن قطاع المعادن يعرف عددا من الإشكالات حيث تم وضع قانون جديد لتنظيم هذا القطاع في عهد الحكومة السابقة وبدأ تنفيذه، كما أن الحكومة على وعي بالإشكالات التي تطرحها عدد من الرخص لأن الحاصلين عليها لم يلتزموا بالشروط القانونية سواء في احترام دفاتر التحملات أو في احترام مساطر الترخيص أو احترام حقوق اليد العاملة، لذلك تم خلال المرحلة الأخيرة إلغاء 1400 رخصة على المستوى الوطني، وتحرص الحكومة على إعطاء رخص أخرى بدلها لمن يمكنه استغلالها وفقا للمقتضيات القانونية والتزامات دفاتر التحملات واحترام حقوق اليد العاملة سواء في جرادة أو في غيرها.

 

مشروع قانون إطار منظومة التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي

 

إثر ذلك تدارس المجلس وأخذ بعين الاعتبار عددا من الملاحظات المتعلقة بمشروع قانون إطار رقم 51.17 يتعلق بمنظومة التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي، في أفق عرضه على مجلس وزاري مقبل، تقدم به السيد وزير الثقافة والاتصال، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة، مع عرض للتطور التاريخي الذي قطعه هذا المشروع تقدم به السيد كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي، حيث أشار إلى أن العمل بهذا المشروع جاء منذ تنصيب المجلس الأعلى للتربية التكوين من طرف جلالة الملك نصره الله في يوليوز 2014، وكان أول عمل قام به هو تقييم مرحلة تطبيق الميثاق 2000-2013، وعلى اثر هذا التقييم تمت بلورة رؤية استراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي في إطار يحافظ على المكتسبات، وعدم القطيعة وضمان الاستمرارية في العلاقة مع الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وفي الوقت نفسه الوقوف على الانتظارات والاشكالات والتطورات التي ينبغي إدراجها في مشروع الرؤية الاستراتيجية، كما عقدت لقاءات موسعة للتشاور واشتغل المجلس طيلة سنة ليتم تقديم مشروع الرؤية إلى جلالة الملك في ماي 2015، حيث دعا حفظه الله إلى تحويلها إلى قانون إطار يضمن استدامة هذا الإصلاح ويكرس إلزاميته.

ويهدف مشروع هذا القانون الإطار إلى إصلاح منظومة التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي على أساس تحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص والجودة والارتقاء بالفرد وتقدم المجتمع، وإلى ضمان استدامته، وكذا إلى وضع قواعد لإطار تعاقدي وطني ملزم للدولة ولباقي الفاعلين والشركاء المعنيين في هذا المجال.

ويستند مشروع القانون إلى مجموعة من الرافعات أهمها، تعميم تعليم دامج وتضامني لفائدة جميع الأطفال دون تمييز، وجعل التعليم الأولي إلزاميا بالنسبة للدولة والأسر، وتخويل تمييز إيجابي لفائدة الأطفال في المناطق القروية وشبه الحضرية، فضلا عن المناطق التي تشكو من العجز أو الخصاص، وتأمين الحق في ولوج التربية والتعليم والتكوين لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة أو في وضعية خاصة، ومكافحة الهدر المدرسي والقضاء على الأمية.

كما ينص المشروع على ما يلي:

* ضمان تعليم ذي جودة للجميع، وما يتطلبه من تجديد مناهج التدريس والتكوين والتدبير وإعادة التنظيم وهيكلة منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وإقامة الجسور وإصلاح التعليم العالي والبحث العلمي.

* تحديد أهداف الإصلاح وعلى رأسها ترسيخ ثوابت الأمة المنصوص عليها في الدستور، واعتبارها مرجعا أساسيا في النموذج البيداغوجي المعتمد في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي من أجل جعل المتعلم متشبثا بروح الانتماء للوطن متشبعا بقيم المواطنة ومتحليا بروح المبادرة.

* أن اصلاح التعليم أولوية وطنية ملحة ومسؤولية مشتركة بين الدولة والأسرة هيئات المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وغيرهم من الفاعلين في مجالات الثقافة والاعلام والاتصال.

* أن الدولة تضمن مجانية التعليم الإلزامي، الذي يشمل التعليم الأولي للأطفال المتراوحة أعمارهم بين 4 و6 سنوات، والتعليم الابتدائي والتعليم الاعدادي، ولا يحرم أحد من متابعة الدراسة بعد التعليم الالزامي لأسباب مادية محضة.

* يتم بموجب قانون المالية تحديث صندوق خاص لدعم عمليات تعميم التعليم الالزامي وتحسين جودته، يتم تمويله من طرف الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات والمقاولات العمومية ومساهمات القطاع الخاص وباقي الشركاء، كما أن إقرار رسوم للتسجيل بمؤسسات التعليم يهم الأسر الميسورة فقط وسيكون وفق نص تنظيمي يأخذ بعين الاعتبار مستوى الدخل والقدرة على الأداء.

* تعزيز وتوسيع نطاق تطبيق أنظمة التغطية الاجتماعية لفائدة المتعلمين من ذوي الاحتياج قصد تمكينهم من الاستفادة من خدمات اجتماعية تساعدهم وتحفزهم على متابعة دراستهم في ظروف مناسبة وملائمة واطلاق نظام للدعم الاجتماعي لفائدة الأسر المعوزة، ولا سيما من أجل ضمان تمدرس أبنائها.

* تسهر الدولة على تمكين المتعلمين من الاستفادة من الخدمات الاجتماعية  وفق مبادئ الاستحقاق وتكافو الفرص والشفافية ويشمل كل من خدمات الايواء لذوي الاحتياج، ونظام للتغطية الصحية لفائدة المتعلمين غير المستفيدين برسم أي نظام آخر، ونظام للمنح الدراسية لفائدة المتعلمين المستحقة الذين يوجد آباؤهم أو أولياؤهم أو المتكفلون بهم في وضعية اجتماعية هشة، ونظام للقروض الدراسية لفائدة المتعلمين الذين يرغبون في الاستفادة من هذه القروض قصد متابعة دراستهم العليا.

*كما ينص مشروع القانون على أن مؤسسات التربية والتعليم التابعة للقطاع الخاص، تلتزم التقيد بمبادئ المرفق العمومي في تقديم خدماتها، والاسهام في توفير التربية والتعليم والتكوين لأبناء الأسر المعوزة وللأشخاص في وضعية إعاقة وكذا الموجودين في وضعية خاصة، وذلك مقابل وضع نظام جبائي تحفيزي لتمكينها من المساهمة على وجه الخصوص في مجهود تعميم التعليم الالزامي.

* كما ينص المشروع على اقرار هندسة لغوية جديدة لإتقان اللغتين الرسميتين والتمكن من اللغات الأجنبية؛

* إرساء منظومة جديدة للبحث العلمي وإحداث مجلس وطني له؛

* كما ينص على حكامة فعالة لمنظومة التعليم تقوم على اللامركزية واللاتمركز والتعاقد والشراكة والتكامل، وعلى تصور جديد لتدبير الموارد البشرية وتطوير نظام التقييم والامتحانات ونظام التوجيه والإرشاد.

* ومن أجل النجاح في تنزيل هذا الإصلاح نص المشروع على إحداث لجنة وطنية للتتبع ومواكبة إصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي تندمج فيها مختلف القطاعات الحكومية المعنية، تحت إشراف السيد رئيس الحكومة.

 

مشروعا مرسومين:

بعد ذلك تدارس المجلس وصادق على نصي مشروعي مرسومين:

 النص الأول يهم مشروع مرسوم رقم 2.17.786 بتغيير وتتميم المرسوم رقم 2.85.891 الصادر في 18 من ربيع الآخر 1406 (31 دجنبر1985) المحددة بموجبه إجراءات توزيع الإعانة المالية التي تمنحها الدولة من أجل تكثيف الإنتاج الفلاحي، تقدم به السيد كاتب الدولة في التنمية القروية نيابة عن السيد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. ويهدف مشروع هذا المرسوم إلى إيجاد وسيلة أخرى لاستخلاص ديون "صندوق التنمية الفلاحية" المترتبة على المستفيدين من إعانة الدولة في إطار الصندوق المذكور في حالة عدم تقيدهم بالالتزامات والشروط المقررة في النصوص التنظيمية الجاري بها العمل، بعد أن تحول الصندوق الوطني للقرض الفلاحي، الذي كان مكلفا بمهمة تحصيل تلك الديون، إلى شركة مساهمة تسمى "القرض الفلاحي للمغرب" مع صدور القانون رقم 99-15 المتضمن إصلاح القرض الفلاحي لسنة 2003، إذ أصبحت ديون هذه المؤسسة تكتسي طابعا تجاريا، لا تتوفر على محاسب عمومي مكلف بالتحصيل، ولم تعد، بالتالي، تتمتع بصلاحية التحصيل الجبري للديون العمومية حسب مقتضيات المادة الثانية من القانون 97-15 بمثابة مدونة التحصيل الديون العمومية. وهو الأمر الذي أصبح معه ملحا اقتراح اتخاذ إجراء تكليف محاسب من الخزينة للقيام بمهمة تحصيل ديون الصندوق السالف الذكر، عوضا عن مؤسسة "القرض الفلاحي للمغرب".

النص الثاني يهم مشروع مرسوم رقم 2.17.642 بتغيير وتتميم المرسوم رقم 2.03.199 الصادر في 20 من ربيع الأول 1424 (22 ماي 2003) بتطبيق القانون رقم 46.02 المتعلق بنظام التبغ الخام والتبغ المصنع، تقدم به السيد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة ويهدف مشروع هذا المرسوم إلى مراجعة مسطرة المصادقة على أسعار التبغ المصنع الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2013، بغاية إصلاح نقائص منظومة المصادقة في المرسوم رقم 2.03.199 كما تم تغييره وتتميمه.

التعيين في مناصب عليا:

 

وفي نهاية أشغاله، صادق المجلس، طبقا لأحكام الفصل 92 من الدستور، على مقترحات تعيينات في مناصب عليا، حيث تم التعيين بوزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي كل من:

–         السيد يوسف فضيل في منصب مدير الصناعات الغذائية

–         السيد هشام كديرة في منصب مدير الأنشطة الصناعية المختلفة

–         السيد رشيد البوعزاوي في منصب مدير التكوين في مهن الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي وفي مجال المبادرة المقاولاتية.

 

الرئيسية / السياسية / حصيلة انعقاد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة ليوم الخميس 23 نونبر 2017

حصيلة انعقاد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة ليوم الخميس 23 نونبر 2017

انعقد يوم الخميس 04 ربيع الأول 1439 الموافق لـ 23 نونبر 2017، الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، تحت رئاسة السيد رئيس الحكومة، خصص للمدارسة والمصادقة والموافقة على عدد من النصوص القانونية والتنظيمية، وتقديم عرض حول مشاركة الوفد المغربي في الدورة 23 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيير المناخ(COP23).

 

كلمة السيد رئيس الحكومة

 

استهل السيد رئيس الحكومة كلمته بتقديم التعازي مرة أخرى لأسر جميع ضحايا فاجعة إقليم الصويرة متمنيا الشفاء العاجل للنساء الجريحات، وأشار إلى أنه تابع الحدث وهو في سفر خارج أرض الوطن وظل في اتصال مستمر مع السيد وزير الداخلية، وأن جلالة الملك محمد السادس نصره الله أعطى توجيهاته وتكفل بضحايا هذه الفاجعة.

وأكد السيد رئيس الحكومة على ثلاثة أمور بخصوص هذه الفاجعة:

أولها: وجود تحقيق إداري وبحث قضائي جاريان وسيعلن عن نتائجهما للرأي العام الوطني بمجرد التوصل بها وسيتم استخلاص الدروس الضرورية في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة؛

وثانيها تتعلق بالعمل الإحساني والعمل الطوعي والإغاثي في بلادنا، والذي هو عمل متأصل ومتجذر ببلادنا وجدير بالاعتزاز به كما أكد ذلك جلالة الملك، وحيا السيد رئيس الحكومة جميع جمعيات المجتمع المدني وجميع كفاءات الوطن التي تشتغل في هذا المجال، مشيرا إلى أن هذا العمل الإحساني وجد ببلادنا باستمرار، وهو متجذر منذ عقود من الزمن، ولم يسبق أن وقعت مثل هذه الفاجعة مما يستوجب تحديد المسؤولين والبحث عن الأخطاء التي ارتكبت للإصلاح ولتفادي تكرارها، كما لا ينبغي اتخاذ هذه الفاجعة التي وقعت مبررا أو سببا لتحميل المسؤولية للعمل الإحساني والإغاثي، بل بالعكس يجب المحافظة عليه بالطريقة التي تضمن كرامة المواطن وأمنه، وأنه لن يكون هناك أي حد أو تقليص أو تضييق على هذا العمل.

ثالثا: لابد من تنظيم العمل الإحساني بالطريقة اللائقة التي تحقق أهدافه بدون أن يؤدي إلى فواجع أو نتائج سلبية؛ وذكر السيد رئيس الحكومة بانعقاد اجتماع للجنة وزارية بحضور السيد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والسيد وزير الداخلية والسيد وزير العدل والسيدة وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية والسيد الأمين العام للحكومة والسيد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، لمدارسة كيفية تنظيم العمل الإحساني من الناحية القانونية بالطريقة الإيجابية، وتوجد الآن لدى الأمانة العامة للحكومة لجنة تقنية منبثقة عن هذه اللجنة الوزارية تشتغل على هذا الموضوع .

وقد أكد السيد رئيس الحكومة اعتزازه بالعمل الإحساني الذي سيستمر في أداء رسالته وأنه سيتم تنظيمه بطرقة أفضل. كما أشار أيضا إلى أن الحكومة بصدد إعداد دراسة حول جميع البرامج الاجتماعية للحكومة من أجل تحقيق أعلى درجات الالتقائية والتنسيق والفعالية والنجاعة والتأثير الإيجابي لمختلف البرامج الاجتماعية وضمان حسن توجيهها وبلوغها للفئات والشرائح المستهدفة؛ وأعلن أن هذه الدراسة قطعت شوطا مهما وستصل في القريب العاجل بمشيئة الله إلى نتيجتها.

 

عرض السيدة كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة المكلفة بالتنمية المستدامة حول مشاركة الوفد المغربي في الدورة 23 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيير المناخ(COP23)

 

بعد ذلك استمع المجلس إلى عرض للسيدة كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة المكلفة بالتنمية المستدامة حول مشاركة الوفد المغربي في الدورة 23 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيير المناخ(COP23) المنظمة في الفترة ما بين 06 و17 نونبر 2017 بمدينة بون الألمانية، والتي كان من عناصر هذه المشاركة تعزيز الاشعاع المغربي في هذا المجال حيث ترأس الوفد المغربي صاحبة السمو الملكي الاميرة للا حسناء التي قامت بتمثيل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في مراسيم افتتاح الشق الرفيع المستوى للدورة 23، مع وفد وزاري هام، وهو ما يدل على الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب الجلالة لمواجهة إشكالية التغير المناخي والمحافظة على البيئة.

  وأشارت السيد كاتبة الدولة الى أن المؤتمر شكل فرصة لعرض التقدم المحرز في تفعيل بعض المبادرات التي تم إطلاقها خلال مؤتمر مراكش من طرف المؤسسات الوطنية، كمبادرة تكيف الفلاحة بإفريقيا، ومبادرة الماء من أجل إفريقيا. وقد تمت، خلال المشاورات الوزارية الإفريقية استعدادا للاجتماع رفيع المستوى، الإشادة بالدور الذي يلعبه المغرب داخل هذه اللجان، خاصة عبر الدعم الذي يقدمه مركز كفاءات التغير المناخي (4C Maroc) كما تم الإعلان خلال هذا الاجتماع على أن المبادرة المغربية حول تكيف الفلاحة مع المناخ "3A" تمت المصادقة عليها من طرف الاتحاد الإفريقي.

وأبرزت السيد كاتبة الدولة أنه تم من خلال الرواق المغربي عرض المجهودات المبذولة من طرف كل الفاعلين الوطنيين فيما يخص التقدم المحرز في مجال تغير المناخ بما يعزز الإشعاع المغربي والدور الريادي لبلادنا في مجال البيئة والتنمية المستدامة على الصعيد العالمي؛ كما شهد الرواق تنظيم 33 حدثا موازيا على مدى أسبوعين تم خلالها تناول مواضيع مختلفة تتعلق بتغير المناخ، مثل التكيف والتمويل والمياه والزراعة والطاقة والتعليم من أجل التنمية المستدامة، والتأمين ضد الكوارث الطبيعية والمعارف التقليدية والملكية الفكرية والهجرة ومقاربة النوع.

 

إفادة حول مؤتمر وزراء العدل الأفارقة

 

كما استمع المجلس إلى عرض للسيد وزير العدل حول المشاركة في الاجتماع الأخير ب "أديس أبابا" لوزراء العدل الأفارقة حيث أخبر فيه المجلس بإيداع الوثائق المرتبطة بالبروتوكول المحدث لمجلس السلم والأمن بإفريقيا.

 

تقرير عمل اللجنة المكلفة بإصلاح قانون الإحسان العمومي

 

واسمع المجلس، أيضا، إلى تقرير عن نتائج اللجنة التقنية التي اشتغلت على موضوع تأطير الإحسان العمومي، قدمه السيد الأمين العام للحكومة، على ضوء توجيهات اللجنة الوزارية التي اجتمعت يوم الثلاثاء، حيث تم الوقوف على جوانب النقص الموجودة في الإطار القانوني الحالي الذي صدر في 12 أكتوبر 1971، والذي لم يصدر المرسوم الخاص به إلا في 10 يناير 2005، وكان الاتفاق على ضرورة تعزيز وتأطير العمل الإحساني وتوزيع المساعدات على المحتاجين على ضوء مبادئ تصون تقاليد التكافل وتحمي الإحسان والتضامن المحمود والمتجذر لدى المغاربة، وفي نفس الوقت تأطيره وتنظيمه، وهكذا سيتم الاشتغال على القواعد المالية والمحاسباتية الواجب أن تؤطر عملية جمع التبرعات وتوزيعها، بما يضمن كرامة المواطن وأمنه وسلامته، وبما يضمن وصول المساعدات إلى المستحقين، وكذا الأخذ بعين الاعتبار المقتضيات التي ينبغي أن تدبر عملية التبرعات في إطار مبادئ حقوق الإنسان دون تضييق للخناق على التماس الإحسان العمومي، وإعمال قواعد الحكامة الجيدة المرتبطة به مع التوقف عند التجارب العالمية في هذا المجال وأيضا توصيات الحوار الوطني حول المجتمع المدني.

 

 

مشاريع مراسيم:

إثر ذلك تدارس المجلس وصادق على أربعة مشاريع مراسيم:

النص الأول يهم مشروع مرسوم رقم 696-17-2 بتحديد كيفيات سير مرصد آجال الأداء وتأليفه، تقدم به السيد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات نيابة عن وزير الاقتصاد والمالية، ويهدف مشروع هذا المرسوم إلى تطبيق أحكام المادة الخامسة من القانون رقم 15-49 بتغيير وتتميم القانون رقم 95-15 المتعلق بمدونة التجارة وبسن أحكام خاصة تتعلق بآجال الأداء، وهو المرصد المكلف ـ بطلب من السلطات الحكومية المختصة ـ بمهمة القيام بالتحاليل والدراسات المبنية على الملاحظات الإحصائية المتعلقة بممارسات المقاولات في مجال آجال الأداء، وكذا بإبداء الرأي للسلطات المذكورة بشأن كافة المسائل المرتبطة بآجال الأداء بين المقاولات، كما ينص مشروع المرسوم على أن يعد المرصد تقريرا سنويا يعرض على الخصوص حصيلة تطور ممارسات المقاولات في مجال آجال الأداء.

النص الثاني يهم مشروع مرسوم رقم 556-17-2 بتحديد لائحة الإجازات والشروط اللازمة لممارسة مهام القيادة ومهام ضابط على متن سفن الصيد البحري، تطبيقا للفصلان 54 و 55 من الظهير الشريف الصادر في 28 جمادى الآخرة 1337 (31 مارس 1919) بمثابة مدونة التجارة البحرية كما تم تعديله وتتميمه، تقدم به السيد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ويهدف مشروع هذا المرسوم إلى تحديد لائحة الإجازات والشروط اللازمة لممارسة مهام القيادة ومهام ضابط على متن سفن الصيد البحري تطبيقا لأحكام الفصلين 54 و 55 من الظهير الشريف السالف الذكر، مع مراعات الاتفاقية الدولية لعام 1995 لمعايير التدريب والإجازة والخفارة للعاملين على متن سفن الصيد. وذلك بغاية تعزيز سلامة الأرواح والممتلكات في البحر وحماية البيئة البحرية.

النص الثالث يهم مشروع مرسوم رقم 672-17-2 بإحداث وتنظيم معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بوجدة، تقدم به السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة، ويأتي مشروع هذا المرسوم في سياق مواكبة الاستراتيجية الوطنية للطاقة بهدف تلبية الطلب المتنامي للمغرب على الطاقة، وتنفيذا لبنود اتفاقية إحداث معاهد للتكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بوجدة، والتي أسند تدبيرها في إطار الشراكة بين القطاع العام والخاص، إلى شركة "IFMEREE-SA".، ويهدف مشروع هذا المرسوم بالإضافة لإحداث هذا المعهد إلى  تمكينه من إطار قانوني يحدد تنظيمه، في أفق تنمية التكوين المهني في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وتوفير الحاجيات من اليد العاملة والكفاءات المؤهلة في هذا المجال.

 

النص الرابع يهم مشروع مرسوم رقم 369-17-2 بتطبيق مقتضيات القانون رقم 13-27 المتعلق بالمقالع الصادر في 2015 والذي ألغى قانون 1914 تقدم به السيد وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، ويهدف مشروع هذا المرسوم، إلى تحديد كيفية الإعداد والتصديق على مشروع مخطط تدبير المقالع وكذا الوثائق التي يتضمنها، وذلك بغاية تنظيم وعقلنة استغلال المقالع في إطار من الشفافية والمسؤولية، وبما يراعي حاجيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدنا.

ويتضمن هذا المشروع عدة مقتضيات تهدف إلى تحديد الكيفية والشروط التطبيقية للقانون منها:

–         مخططات تدبير المقالع حيث تقدم مشاريعها من طرف السلطة الحكومية المكلفة بالتجهيز إلى لجنة جهوية خاصة يرأسها والي الجهة المعنية؛

–         اعتماد نظام التصريح بالاستغلال والحصول على وصل التصريح؛

–         الضمانات المالية بحيث يقوم المستغل الكفالة لضمان إعادة تهيئة موقع المقلع جزئيا أو كليا؛

–         مراقبة استغلال المقالع ومعاينة المخالفات والمساهمة في المحافظة على البيئة، واستعمال أدوات قياس أو أجهزة تقنية تعمل بطريقة آلية لمراقبة المقالع.

 

اتفقيات دولية:

 

إثر ذلك تدارس المجلس ووافق على مشروع قانون رقم 80.17 يوافق بموجبه على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي في ميدان الضرائب على الدخل بين حكومة المملكة المغربية وحكومة جمهورية زامبيا. موقعة بلوساكا في 11 أكتوبر 2017، تقدم بهما السيد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ويأتي ذلك في إطار رغبة حكومة المملكة المغربية وحكومة جمهورية زامبيا في تطوير وتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بينهما، ويهدف مشروع القانون إلى الموافقة على هذه الاتفاقية، بعد التوقيع عليها بين البلدين والهادفة إلى تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي في ميدان الضرائب على الدخل، وفقا لمقتضيات الاتفاقية، وعلى أساس المنفعة العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *