شهدتْ الأسابيع الأخيرة، حركة تضامن عالميّة واسعة مع الشعب الفلسطيني وموجة جديدة من تأييد حملة المقاطعة لإسرائيل في أعقاب الأحداث السياسيّة التي شهدتها الاراضي الفلسطينية المحتلة في الذكرى السبعين للنكبة وافتتاح السفارة الأميركيّة في القدس المحتلّة، والقمع المتواصل لمسيرات العودة السلميّة في قطاع غزّة التي ذهب ضحيتها لغاية الان أكثر من 135 شهيدا وأكثر من 15 ألف جريحا
وكان ابرز النجاحات التي حققتها حملة المقاطعة قرار الاتحاد الارجنتيني لكرة القدم الغاء مباراته التي كانت مقرره مع منتخب إسرائيل في التاسع من الشهر الجاري على أرض القدس ، وذلك نتيجة جهود الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بمساعدة اتحادات إقليمية ودولية، والتي اثارت غضبا عارما لدى حكومة الاحتلال الاسرائيلي التي تداعت وزيرة الثقافة فيها ميري ريغيف الى عقد مؤتمر صحفي تتهم فيه الفلسطينيين بممارسة “الإرهاب الكروي”،
وعلى صعيد آخر جاءت مصادقة برلمان مدينة برشلونة الإسبانية وبأغلبية ساحقة من أعضائه على مقاطعة إسرائيل و”الدعوة لفرض حظر عسكري عليها” لتشكل محطة جديدة في مسيرة حملة المقاطعة وفرض العقوبات على دولة الاحتلال الاسرائيلي . وأيدت خمسة من أصل سبعة أحزاب سياسية في مجلس مدينة برشلونة القرار، وهي: التجمع اليساري “برشلونة المشتركة” اليسار الجمهوري لكتالونيا الحزب الإشتراكي لكتالونيا، والحزب الديمقراطي لكتالونيا وقائمة اتحاد الشعب بالإضافة إلى عضو المجلس المستقل جيرارد أردانوي. وقد تم إرسال إعلان القرار، المعزز من رئيسة بلدية برشلونة أدا كولاو، إلى حكومة إسبانيا والاتحاد الأوروبي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا
وامتدت حملة المقاطعة واصبحت جزءا من معركة انتخابات الرئاسة في البرازيل ، حيث أكد حزب الاشتراكية والحرية البرازيلي التزامه بتكثيف جهوده لفرض حظر عسكري على إسرائيل ضمن الحملة الرئاسية التي يقودها في البلاد، حيث تعتبر البرازيل خامس مستورد للأسلحة الإسرائيلية، وذلك بعد اطلاعه على الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني عن كثب خلال رحلته إلى فلسطين، واستجابةً لنداء حركة المقاطعة ، حيث أكد المرشح الرئاسي البرازيلي، جيليرمو بولس، نية حزب الاشتراكية والحرية البرازيلي (PSOL) تكثيف جهوده لفرض حظر عسكري على إسرائيل وذلك ضمن الحملة الانتخابية التي يقودها الحزب .
وكان المرشح الرئاسي، جيليرمو بولس قد زار مؤخرا الأراضي المحتلة عام 1967 واكد في ضوء تلك الزيارة بإن الوضع أسوأ بكثير مما كنّا نتخيل . عمدنا أن تكون فلسطين أولى رحلاتنا الدولية في الحملة الانتخابية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني. في هذه الأيام القليلة، رأيت عن كثب نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) الذي تبنته إسرائيل: الجدران، والهدم غير القانوني، وتقييد الحركة الفلسطينية، والقوانين العنصرية التمييزية. صدمتُ بشكلٍ خاص بما رأيته في الخليل.
وفي إيطاليا وافق مجلس مدينة بولونيا ، وهي سابع أكبر مدينة في إيطاليا، على اقتراح لدعم اتخاذ إجراءات ملموسة لإخضاع إسرائيل للمساءلة عن انتهاكات حقوق الشعب الفلسطيني، كما هو منصوص عليه في القانون الدولي. ويحثّ الاقتراح الحكومة الإيطاليّة والمؤسسات الأوروبيّة على “الالتزام بتعليق إمدادات الأسلحة والمعدات العسكريّة التي تدعو إليها منظّمة العفو الدوليّة”، وتم تمرير الاقتراح مع تصويت 23 لصالحه وامتناع ستة عن التصويت. فيما وافق مجلس مدينة سان جوليانو تيرمي (بيزا) على اقتراح يدعو البرلمان الإيطالي إلى “إنهاء جميع العلاقات العسكريّة، وبيع وتجارة المواد الحربيّة مع دولة إسرائيل” وأيد دعوة المجتمع المدني الفلسطيني للمقاطعة BDS وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل.
وفي السياق ايضا قررت الحكومة الأندونيسيّة إلغاء إصدار تأشيرات للإسرائيليين، كما قررت حظر دخولهم إلى البلاد ردًا على أحداث غزّة، ودخل قرار الحظر الإندونيسي حيّز التنفيذ نهاية الشهر الماضي إلى جانب إدانة إندونيسيا الشديدة لما ارتكبته إسرائيل من أعمال وحشيّة بحق الفلسطينيين خلال أحداث غزة الأخيرة.وبالمقابل أعلن وزير التجارة الاندونيسي انجيرستو لوغيتا، استعداد بلاده لاستقبال جميع السلع والبضائع من دولة فلسطين الى الأسواق الاندونيسية، دون ان تخضع للضرائب. وقال لوغيتا إن اندونيسيا مستعدة لإرسال بضائع الى فلسطين حسب احتياج السوق الفلسطيني،
فلسطينيا : أطلق اتحاد جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني في مدينة الخليل ” حملة فطورك وسحورك حلال بدون بضائع الاحتلال ” لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وأوضح رئيس اتحاد جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني وأمين عام اللجان الشعبية المهندس عزمي الشيوخي أن الحملة تهدف للتأثير على المصالح الأمريكية في فلسطين وفي جميع دول العالم نصرة القدس وردا على الشراكة الأمريكية الإمبريالية مع الاحتلال في جرائمهما بحق القدس والحقوق الوطنية لشعبنا و لجعل الاحتلال الإسرائيلي خاسر وان لا يبقى الاقتصاد الفلسطيني مرتبط بالاقتصاد الإسرائيلي ولتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال إعطاء الأولوية للمنتج المحلي والعربي. وكشف الشيوخي النقاب ان اتحاد جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني بالتعاون مع اللجان الشعبية الفلسطينية والاتحاد العربي لجمعيات حمابة المستهلك سيقومون بإطلاق حملة أخرى للمقاطعة بعد نهاية شهر رمضان المبارك باسم ” غذاءك حرام من بضائع الاحتلال ” لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وحملة أخرى باسم قاوم احتلالك برغيف خبزك وغذائك.
ورحبت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)على لسان عمر البرغوثي بقرار فريق الأرجنتين إلغاء المباراة “الودية” بين الارجنتين واسرائيل واعتبر اللعب مع دولة الاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري شكلاً من أشكال التواطؤ ، لا سيما بعد ارتكاب الاحتلال مجزرة متدحرجة في غزة ضد المتظاهرين المطالبين بالحرية الأساسية والكرامة وحقهم بالعودة. ويعدّ كلّ هذا جزءًا من سياسة الـ “تبييض” التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية، من خلال توظيف الأحداث الرياضية الدولية للتغطية على جرائم الحرب والانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.
دوليا: اتسع نطاق المقاطعة الثقافية والفنية لدولة الاحتلال الاسرائيلي مؤخرا على نحو يلفت الانتباه . فقد اتهمت مغنية الراب الأمريكية أزيليا بانكس، إسرائيل بالعنصرية، متعهدة بأنها لن تعود أبدا اليها، وذلك على خلفية “المعاملة المهينة” التي تعرضها لها، كونها ذات “بشرة سوداء”.وكتبت بانكس على حسابها في “تويتر” بعد عودتها من مدينة تل أبيب: ” لن أذهب أبدا إلى إسرائيل مرة أخرى، أنا أحب مُعجبيني، لكن يجب عليكم السفر لرؤيتي لأن بلدكم معتوهة”
و أعلن أحد أعضاء فرقة البيتلز سابقًا بول مكارنتي عن عدم قدومه لإسرائيل هذا الشهر كي يحصل على جائزة وولف التي فاز بها في فبراير الماضي، كما أعلن المخرج الفرنسي جان لوك غودار، في أوائل شهر 5، عن مقاطعته -إلى جانب العشرات العاملين في القطاع السينمائي الفرنسي- حدثًا يُنظّمه المعهد الفرنسي للاحتفال بالسينما الإسرائيليّة، وجاء قرار المخرج غودار وهو من روّاد الموجة الجديدة للسينما الفرنسيّة في سنوات الستينات، انحيازًا للشعب الفلسطيني وضد الممارسات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيليّة من انتهاكات لحقوق الإنسان.
وألغى المدير الفني للمسرح الوطني البرتغالي، تياجو رودريغز، مشاركته في مهرجان القدس، معلناً مقاطعته للمهرجان الإسرائيلي وانضمامه للمقاطعة الثقافية لإسرائيل، وأشار إلى أنه قرر مقاطعة المهرجان تعبيراً عن رفضه لما يمارسه الاحتلال بحق الفلسطينيين خلال السنوات السبعين الماضية،
وفي البرازيل أعلن الموسيقار البرازيلي الشهير غيلبرتو غيل، عن إلغاء حفلٍ موسيقي له كان مقررا في الرابع من تموز في مدينة تل أبيب،
وفي بريطانيا أعلنت فرقة “بورتس هد” عبر صفحتها الرسميّة في فيسبوك ؛ تأييدها لحملة مقاطعة إسرائيل العالميّة ورفضها تقديم أي عرض في إسرائيل. وجاء في منشور الفرقة البريطانيّة “ما دامت الحكومة الإسرائييليّة ترتكب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، فإننا ندعم خيار المقاطعة كوسيلة للاحتجاج السلمي على الاحتلال الوحشي”.
فيما وقّع حتّى الآن في ايسلاندا أكثر من 25 ألف شخص على عريضة تدعو إلى عدم المشاركة في مسابقة اليوروفجن التي ستقام في مدينة القدس المحتلّة العام القادم، المسابقة الغنائيّة الأوروبيّة الشهيرة التي فازت فيها إسرائيل هذا الشهر لعام 2018 ما أعطى إسرائيل الفرصة لاستضافة الحدث السنة القادمة، مما دفع العديد من النشطاء والفنانين الآيسلنديين إلى التحرّك لمقاطعة المسابقة عام 2019. كما أصدر الموسيقار الآيسلندي دائي فريير، الذي حلّ في المركز الثاني في الدوري الآيسلندي العام الماضي بيانًا أعلن فيه أنّه لن يشارك في المسابقة ودعا زملاءه كي يحذو حذوه قائلًا: “لا يمكننا أن نتخيل المشاركة متعة اليوروفيجن بضمير مرتاح بينما تستخدم إسرائيل وجيشها مثل هذا العنف بحق الشعب الفلسطيني”.
و استمرت دعوات المقاطعة لمهرجان البوب كلتور الألماني لهذا العام أيضًا بسبب دعم السفارة الإسرائيليّة في برلين للمهرجان وأحد رعاته الرسميين ومن المُبادرين لحملة المقاطعة هذا العام، الفنان الإنجليزي براين إننو ويُذكر أيضًا أن الفنان الإنجليزي ريتشارد داوسون، أعلن عن انسحابه من المهرجان استجابة لنداء حركة المقاطعة وأعلنت المغنيّة البريطانية غيونو أيضًا انسحابها من المهرجان قائلة: “أخذت قرارا بإلغاء مشاركتي في مهرجان بوب كلتور في برلين هذا العام، بعد اكتشافي مؤخرًا أن الفنانين الإسرائيليين المشاركين في المهرجان يأخذون دعمًا من الحكومة الإسرائيليّة للمشاركة في المهرجان، وبعد أن علمت أن رمز الحكومة الإسرائيليّة سيكون مطبوعًا على جميع منشورات المهرجان،
عربيا:أكد حزب الاستقلال المغربي عزمه إخراج مقترح قانون لتجريم كافة أشكال التطبيع مع اسرائيل.جاء ذلك في بيان لـ”مجموعة العمل من أجل فلسطين بالمغرب” وصدر البيان عقب لقاء جمع عدد من أعضاء المجموعة المذكورة، مع نور الدين مضيان، رئيس الفريق النيابي لحزب الاستقلال بمجلس النواب، وعدد من برلمانيي الحزب. وكانت كتل برلمانية مغربية من الأغلبية والمعارضة عام 2014، أيدت مقترح قانون تقدم به “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع” (غير حكومي)، يجرم “كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل”، لكن المقترح لم يعرض على البرلمان لمناقشته حتى الآن. وجددت هيئات سياسية ومدنية مغربية، دعوتها للبرلمان المغربي إلى التسريع بالإصدار الفوري لقانون تجريم التطبيع مع إسرائيل بجميع أشكاله ومستوياته.جاء ذلك في بيان، صادر عن تنسيقية الهيئات السياسية والنقابية والجمعيات والمنظمات الشبابية الداعمة للشعب الفلسطيني بمدينة طنجة، في أقصى شمالي البلاد وفقا لوكالة ” الأناضول”.وشددت التنسيقية، التي تضم أيضا هيئات حقوقية “على أن التطبيع مع إسرائيل، هو تطبيع مع إرهاب الدولة المنظم ومع الاحتلال والإجرام البشع.”
اسرائيليا: صادقت لجنة الدستور والقانون في الكنيست، على التصويت في القراءة الأولى على القانون الذي يسمح بفرض غرامات على من يطالبون بمقاطعة دولة الاحتلال أو المستوطنات، من دون إثبات الضرر، ويسمح القانون للمحاكم بفرض غرامة قيمتها 100 ألف شيكل كتعويض، دون أي دليل على الضرر، على أولئك الذين “يدعون لمقاطعة إسرائيل أو المستوطنات”. وقد يصل التعويض إلى 500 ألف شاقل إذا ثبت أن الإجراء قد تم بشكل منهجي.
والغت السلطات الاسرائيلية تصريح عمل عمر شاكر، مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في إسرائيل/فلسطين، وأمرته بمغادرة إسرائيل خلال 14 يوم وقالت إن ذلك بسبب دعم شاكر المزعوم لمقاطعة إسرائيل. وقال إيان ليفين، نائب المدير التنفيذي للبرامج في هيومن رايتس ووتش: “لا يتعلق الأمر بشاكر، بل بإسكات هيومن رايتس ووتش ووقف انتقاد سجل حقوق الإنسان الإسرائيلي. إعداد ملفات عن الحقوقيين وترحيلهم هي أفعال مقتبسة من دليل أجهزة الأمن الروسية أو المصرية”.
وقدمت إسرائيل احتجاجا لدى هولندا، بسبب بث نسخة ساخرة عن أغنية قدمتها الإسرائيلية نيتع برزيلاي في مسابقة “يوروفيجن” الغنائية، وفازت بها قبل أيام.حيث عرضت مقدمة البرامج الهولندية الساخرة “سانا ووليس دي فريس” نسخة مشابهة للأغنية الإسرائيلية، لكنها استخدمت كلمات تتفاخر بعمليات القمع التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين، وبإجراءات إسرائيل في القدس، ونقل السفارة الأمريكية إليها”.واستخدمت في خلفية الأغنية مقاطع فيديو تظهر جدار الفصل الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية، وعمليات استهداف المتظاهرين الفلسطينيين في غزة
فيما تقدم الأسبوع الماضي مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي بشقيه النواب والشيوخ وعن الحزبين الجمهوري والديمقراطي بمشروع قانون يسمى “التوعية بمعاداة السامية” من اجل ما اسموه مكافحة “ازدياد معاداة السامية” في المدارس والجامعات في جميع أنحاء البلاد، الامر الذي يري اخرون بانه يهدف في جوهره منع وتجريم انتقاد ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وحملات المقاطعة التي تعتبر الجامعات احدى ابرز الساحات التي تحركها. ويخشى مناصرو حق الفلسطينيين في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي أو الذين يؤيدون حركة “بي.دي.إس” لمقاطعة الاحتلال الاسرائيلي، من احتمال استخدام القانون في صيغته الحالية كأداة للحد من نشاطاتهم، ومن حق تأييد النضال الفلسطيني للحرية والخلاص من الاحتلال، خاصة في الجامعات، كون صيغة القانون تترك المجال مفتوحا لتفسيرات تمس بحق المواطنين الدستوري في ممارسة حرية التعبير بما يخص انتقاد الممارسات الإسرائيلية أو المطالبة بمحاسبة الاحتلال على اعتداءاته.