… ذات مساء اجتمع النبلاء وقرروا ما جاء…
حفل رأس السنة في الكنيسة يحضره كل عاشق وونيسة… و
قانون الغاب ساد… فأعلنوا الرذيلة في البلاد
يرقص النبلاء في الحظيرة
والنادل فتاة صغيرة …
وأنا مهمش في الزاوية البعيدة
اشتغل في مرقصهم الليلي، أقاسم أمي العجوز في السكن واعتني بسلحفاة شاءت الأقدار أن تعيش معي في هذا البيت القديم… أقوم بعدة أشياء من أجل أمي … أكنس بهو البيت وأعد فطور الصباح بعد عودتي من العمل… أرتب الملابس وأغسل الأواني وأمسح و…
فأنا لا أتوفر على شواهد عليا وأحلامي في غالب الأحيان تكون… حسنة… وبسيطة جدا. كقبول تلك الفتاة الصغيرة لحب أقدمه لها هو وقلبي فوق ثوب أبيض… أو كصحبة أحد الأصدقاء اللذين يتوفرون على سيارة… ومرة مرة .. أبحث في أجسام نسائهم العارية عن قصائد عنيدة.
أشم رائحة عطورهم النتنة …….الفريدة
وأصنع لكل واحد منهم………… ابتسامة جديدة
النبلاء في رقصهم يتهامسون…
يتحاورون…..
ممنوع على الفقراء…. الشمس الطالعة في السماء
شواطئ البحر وزرقة الماء…
يرقص النبلاء في الحظيرة…
والنادل فتاة صغيرة…
وأنا مهمش في الزاوية البعيدة
أتابع رقصهم… يرتفع صوت الموسيقى لديهم وترتفع معه أرصدتهم في البنوك.
أقدم عرضا جميلا بمرقصهم فأنا فنان أغني وأرسم وأرقص وأكتب لهم كلمات إعجاب وأرقام الهواتف على أوراق { الطواليط } يقدمونها لزوجات أصدقائهم…
كما أساعدهم في ركوب سيارتهم بعدما تخونهم أرجلهم وألسنتهم من كثرة تناول الخمر.
ولن أخفي عنكم أنني أدخل يدي في جيوبهم الواسعة والمليئة لعلي أشبع رمق سلحفاتي .
غريب أمر هذه السلحفاة… فهي تشتهى أشياء مثلنا نحن البشر… ربما لم أعطي أمي العجوز حيزا كبيرا… فأنا لا أريدها أن تشم رائحة ملابسي المملوءة بالخمر وأخاف من إيقاظها من النوم بعد عودتي كل صباح من العمل… يكفيها ما عانته معنا أنا وإخوتي الذين تفرقت بهم السبل وكل اختار طريقه.