قرر الملك محمد السادس استئناف جولته الإفريقية صباح غد الأحد، الذي يصادف احتفال المغاربة بالذكرى 41 لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، التي مكنت المغاربة من استرجاع أراضيهم التي كانت محتلة من طرف الكيان الاسباني. ومن معانقة أخواتهم وإخوانهم الصحراويين. الخبر لا يقف هنا. لكن ما يهمنا نحن المغاربة الوطنيين، أن ملك البلاد والمغربي الوحيد الذي يحظى بإجماع ورضا وحب كل المغاربة. قرر أن يخاطب الشعب المغربي من قلب العاصمة السينغالية دكار. وهي رسالة واضحة ودقيقة لأعداء وخصوم الوطن. الذين اعتادوا الصيد في المياه العكرة والقنص في المزابل والاسطبلات. رسالة تؤكد أن المغرب يعيش في استقرار وأمن دائمين. وأن محاولة الخصوم والمتربصين في الركوب على حادث مقتل المسمى قيد حياته محسن فكري… فشلت كما فشلت محاولات سابقة. وأنهم عادوا إلى جحورهم خائبين ينتظرون خيبات آمل أخرى…
إن قضية الوحدة الترابية تعتبر القضية الأولى في البلاد. وملف الصحراء المغربية الذي سبب الشلل والاضطرابات النفسية للأنظمة المعادية للمغرب. حسم بالنسبة للمغاربة بمختلف تلويناتهم السياسية. كما سبق وتم الحسم في أن المغرب مملكة، وأن الشعب المغربي لا يمكن أن يثق في أي كان ما عدى ملك البلاد محمد السادس.. بدليل أن شعارات كل المحتجين والغاضبين والناقمين لا تخلوا من عبارات (عاش الملك. ملكنا واحد محمد السادس..). وأن من بين عتاد الوقفات والاعتصامات والمسيرات لابد وأن تكون صور ملك البلاد حاضرة.
ولأهمية الذكرى، فقد قرر الملك أن يرسل بخاطبه السامي عبر الأثير الإفريقي. لتصل رسائل المغاربة إلى كل خصوم الوطن.. وليدرك الكل أن المغرب الذي انسحب سابقا من الاتحاد الإفريقي بعد احتضانه جبهة الوهم والعار (البوليساريو). هو نفسه المغرب الذي قرر العودة إلى الاتحاد الإفريقي. ليس خضوعا ولا خنوعا، ولكن من أجل دعم الجسم الإفريقي المتهالك. ومن أجل الدفاع على قضيته العادلة من داخل الاتحاد الذي اعتاد الاستماع إلى كذب وبهتان الأنظمة المعادية للمغرب فقط من قبيل (الجزائر، جنوب افريقيا…). تلك الأنظمة التي لا تتردد في تفقير شعوبها من أجل صرف أموالها لشراء ود ورضا أنظمة افريقية تعيش عدم الاستقرار والانفلات الأمني. وجعلها تساند الجمهورية الوهمية التي كان بالأفضل لها أن تختار أرضا أو بلدا بالعالم الأزرق (الفايسبوك). مادام متزعميها لا يفارقون منازلهم الفارهة وهواتفهم الذكية. ويحتجزون فئة من المغاربة الصحراويين بمخيمات تيندوف بقلب الجزائر من أجل استغلالها لطلب الدعم المالي من بعض رعاة الفساد ومحترفي الثورات بالعالم، الذين يقتاتون من ثروات الشعوب المستضعفة.
ذكرى الأحد سادس نونبر 2016، أعادت ذاكرة المغاربة إلى سنة 1975 ، حين انطلقت أزيد من 350 ألف مغربية ومغربي في نظام وانتظام في اتجاه إخوانهم الصحراويين الذين كانوا محتجزين من طرف النظام الاسباني. في مسيرة سلمية لم يحمل المشاركين فيها إلا المصاحف والعلم الوطني وصور الملك الراحل الحسن الثاني مبدعها. قوافل من السيارات والشاحنات والحافلات… بصمت على أكبر مسيرة وأكبر قافلة في تاريخ العالم… مسيرة أعطت أكلها ومكنت المغاربة من استرجاع أراضيهم ومعانقة أشقائهم…
العبرة هنا في عدد المشاركين، وفي طول المسافة التي انطلقت من كل العمالات والأقاليم من داخل المغرب وشماله وشرقه وغربه.. ليتوجه الجميع إلى الجنوب المغربي… وكان الهدف واحد هو تحرير الصحراء المغربية..
ليتأكد رسميا وهو ما على الخصوم والمتربصين إدراكه. أننا نحن المغاربة الأوائل في صناعة المسيرات السلمية. والأوائل في التركيز على الهدف وعلى كل متطلبات المسيرات، التي تبدأ دائما بالوقفات والتجمعات و…
تمكنا من تنظيم مسيرة ل350 ألف مغربية ومغربي.. وهذا يعني أنه من السهل علينا تنظيم مسيرات ووقفات و.. بعدد قليل من المغاربة يعد بالمئات أو حتى الآلاف… ويعني كذلك أننا لن نمكن الخونة والمتربصين من إفساد مسيراتنا ووقفاتنا التي يرخصها لنا دستور البلاد. ولن نضيف مطالب ملغومة وغامضة إلى مطالب محددة ومن أجلها نظمت تلك المسيرات والوقفات و… اعتدنا على الاحتجاج السلمي.. واعتدنا أن نحقق مطالبنا بالاحتجاج السلمي.. وقبل كل هذا وذاك اعتدنا ألا نخرج من أجل مطالب مختلطة (بناشي). لأننا نعلم أنها لن تكون سوى زوبعة في فنجان… وأن شاربها سيصاب لا محالة بالإسهال… وينسى حتى مطلبه الرئيسي الذي أخرجه للشارع…
… على العموم .. مرحبا بكم غدا لتنصتوا إلى خطاب الملك محمد السادس.. ولتعلموا أن خطاب الكبار سيأتيكم هذه المرة من دكار.