ندد نقابيون وحقوقيون بملف المساكن الوظيفية المستغلة بطرق عشوائية من طرف مسؤولين سابقين بمدينة ابن سليمان. وتناقلت صفحات رسمية مختلفة ما يجري ويدور داخل الحي الإداري المتواجد بمحاذاة بناية المستشفى القديم. وهو الحي الذي سبق وتم الكشف عن مستوى الفساد المستشري داخله. دون أن تتدخل أية جهة من أجل التحقيق في هوية المستفيدين من تلك المنازل. والتي كان من المفروض أن يستفيد منها مسؤولون حاليون. حيث معظمهم يكترون منازل بالمدينة. ولعل ما أعاد ملف المساكن الوظيفية إلى الواجهة. إقدام الباشا السابق للمدينة، والمتقاعد نهاية سنة 2015، إلى احتلال منزل وظيفي كان يستغله القائد السابق للملحقة الثانية والذي انتقل قبل أزيد من ثلاث سنوات إلى إقليم سطات. الباشا المتقاعد و(بلا حشمة). وبعد أن فك ارتباطه بالسلطة. استغل علاقاته وحط الرحال داخل مسكن وظيفي كان من الأحرى أن يستفيد منه قائد حالي بالمدينة. بل إن أحد المستشارين الجماعيين ساهم في إصلاح المنزل. الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع بن سليمان صنفت القضية ضمن ما اعتبرته فضائح عقارية من العيار الثقيل.
وأوضح المسؤول النقابي رشيد الزناوي أن الحي الإداري أحدث نهاية السبعينات من القرن الماضي. نظرا للخصاص في قطاع العمران الذي كانت تعرفه مدينة بن سليمان. وأن عامل الإقليم حينها قام ببناء شبه مركب سكني إداري ( فيلات متوسطة الحجم ) بجوار المستشفى الإقليمي لبن سليمان سابقا بغرض إسكان بعض رجال السلطة و رؤساء الأقسام الذين كانوا إلتحقوا للعمل بعمالة بن سليمان . غير أنه مع توالي السنين فإن قاطني هذه الفيلات المتوسطة بدأت في الاختفاء عن الأنظار بسبب الحركة الانتقالية أو التقاعد أيضا وأخيرا وليس آخرا بسبب الانتقال إلى الدار الآخرة . وذكر بأن التصنيف القانوني لهذه الفيلات يبقى غامضا ولو أنها أنشأت أساسا لسد الفراغ الذي كان حاصلا آنذاك في قطاع الإسكان ببن سليمان .
هذا السكن الوظيفي الذي نتحدث عنه قال الزناوي إنه تحول بين عشية وضحاها إلى سكن شخصي تملكه البعض من هؤلاء بالقوة و بغير وجه حق بالرغم من إحالتهم على التقاعد . علما بأن هؤلاء المتسلطين يتوفرون على دور سكنية و فيلات و كابانوات و قطع أرضية جاهزة للبناء …. وختم القول: إنه الجشع في أبهى صوره .
فضيحة الحي الإداري التي حاول أن يفجرها عامل الإقليم السابق (محمد علالي) الذي عمر 18 شهر فقط على رأس العمالة. حيث لجأ إلى القضاء من أجل إفراغ رئيس قسم الشؤون الداخلية ما قبل السابق. وتمكن من ذلك. لكنه لا أحد بحث في هوية باقي المحتلين للمنازل الوظيفية. ويتعلق الأمر ب(عبد الإله) مدير ديوان العامل محمد فطاح، الذي انتقل للعمل خارج الإقليم. وقبله (شوقي) مدير ديوان العامل محمد اعسيلة. و(الطالبي) الكاتب العام السابق للبلدية. و(بومراح) رئيس دائرة ابن سليمان السابق. و(متواضع) قائد الملحقة الأولى المتقاعد. و خليفة متقاعد وأسرة خليفة ثاني متقاعد ومتوفي. ولم يتبقى بالحي الإداري سوى مسكن لخليفة لازال يعمل، ومنزل يشغله مندوب الإنعاش السابق (الكولونيل)، الذي لم يفرغه باعتبار أن أبنائه لازالوا يتابعون دراستهم وقد وعد بإفراغه نهاية الموسم الدراسي. ومنزل فارغ كان يستغله (هشام) رئيس قسم الشؤون الداخلية السابق بالعمالة… فإلى متى يتم التحقيق في ملف الحي الإداري وإنهاء احتلال المستعمرين.
سكن وظيفي يحتله اخرون و رجال سلطة يكتوون من مالهم الخاص ؛ ومنهم الكاتب العام للعمالة الجديد الذي احتل سكنه الكاتب العام السابق الذي أُحيل على على التقاعد سنة 2016 ، قايد هو الاخر يكتري من ماله الخاص ؛ وخليفة يملك فلا بحي الفلين بمقرها بمليون سنتيم في الشهر للكلونيل مأجور و يستحوذ على منزل بالحي الاداري . وتستمر اقتصاد الريع والسيبة والفوضى والجشع . والقمة في الوقاحة والسفاهة وقلة الأدب وانعدام الضمير ان باشا يحال على التقاعد ويستحوذ على سكن و زملاءه لم يجدوا سكنا : او لم يستحيي هؤلاء ؟ الحمد لله ان مشرحة الموتى بالقرب منهم فعلى الأقل يتذكروا الموت .