الرئيسية / نبض الشارع / خطير: مساحتها حوالي 500 هكتار … إعدام جماعي لأشجار غابة الصنوبر بابن سليمان

خطير: مساحتها حوالي 500 هكتار … إعدام جماعي لأشجار غابة الصنوبر بابن سليمان

في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات على قدم وساق في المغرب لتنظيم النسخة الثانية والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ "كوب 22 " بمدينة مراكش ما بين 7 و 18 نونبر 2016،  وفي الوقت الذي يقدم فيه المغرب نفسه إلى العالم كأحد أهم البلدان التي يشغلها مستقبل المناخ في كوكب الأرض، تجري حاليا عملية إعدام جماعي لأشجار غابة الصنوبر البالغة مساحتها حوالي 500 هكتار  بشاطئ دافيد بالجماعة الترابية للمنصورية بابن سليمان من طرف مجهولين يقومون بالإجهاز بصفة مقصودة على الأشجار ليل/ نهار، حيث ربطت مصادر الجريدة ما يجري من تدمير للغابة وبشتى الوسائل بالمفاوضات الجارية حاليا من أجل تفويت هذه المساحة الأرضية لإحدى الجهات التي ترغب في انجاز مشاريع واقامات سكنية على المساحة الغابوية المذكورة، حيث طرحت قضية التفويت للنقاش مؤخرا باجتماع لجهة الدارالبيضاء/ سطات ترأسه والي الجهة، وهي القضية تفيد مصادر الجريدة التي لم يبد فيها عامل إقليم ابن سليمان أي رأي شأنه في ذلك شأن رئيس الجماعة الترابية المنصورية الذي لم يبد أي رأي أو تحفظ حول الموضوع، علما بأن وثيقة التعمير أو تصميم التهيئة للجماعة يمنع البناء بها ويعتبرها منطقة غابوية محرمة على البناء، وان هذه  المساحة الغابوية تابعة للملك الغابوي ويمنع تفويتها كليا، هذا في الوقت الذي تفيد فيه بعض المصادر أن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر قامت بتفويت المساحة الغابوية المذكورة لإدارة الأملاك المخزنية في إطار المنفعة العامة من اجل تسهيل عملية التفويت للجهة المذكورة.

لجنة إقليمية مختلطة كانت قد حلت مؤخرا بالغابة موضوع الإعدام الجماعي لأشجارها بعد توصل الوزارة المعنية بالبيئة بشكايات من جمعيات محلية، وأنجزت تقرير معاينة سجلت من خلاله عملية الإعدام الجماعية لأشجار الغابة وسجلت ذلك ضد مجهولين تفيد مصادر الجريدة، هذا في الوقت الذي عقد فيه اجتماع بمقر الجماعة بخصوص الموضوع بعد إحالة العمالة للشكايات على مسؤوليها، لكن كل ذلك حسب فعاليات جمعوية كان دون جدوى حيث لازالت أشغال التدمير متواصلة كما عاينت الجريدة بعد زوال يوم السبت 19 مارس الجاري خلال زيارتها للمنطقة.

المسؤولون عن الشأن العام الوطني يتفرجون الآن على الخراب الذي تتعرض له واحدة من أجمل الغابات بالمغرب المحاذية للمحيط الأطلسي بالجماعة الترابية المنصورية ، مجال غابوي كان إلى وقت قريب وطيلة عقود من الزمن رئة مهمة لكامل الشريط الساحلي الممتد من الرباط إلى الدار البيضاء، حيث أشجار الصنوبر بين الطريق السيار والطريق الشاطئية رقم 322 وساحل البحر، ما يتيح بيئة رائعة لتنوع بيولوجي مدهش يبدأ من شاطئ  الداهومي ببوزنيقة، وصولا إلى شاطئ الصنوبر/ دافيد بالمنصورية.

عقود كثيرة من الزمن، وهي تدعم بهذا التنوع البيولوجي رفاهية البشر، سواء القاطنين بالجوار أو المرتادين أو الزوار من الداخل والخارج أو مستعملي الطرق المخترقة لهذا المجال الغابوي أو المصطافين، إلى جانب ما تقدمه من خدمة للنظام الايكولوجي، وتنقية للأوكسجين.

كل شيء كان يسير على أحسن ما يرام بالنسبة لهذا المجال الغابوي المهم في هذه المنطقة المهمة، إلى أن لاح لأطماع العقار، فتم تفويت جزء مهم منه غابة الداهومي ببوزنيقة وجزء من غابة الصنوبر بالمنصورية "427 هكتار" في إطار عملية يقال أنها عملية تبادل حوله الزحف الإسمنتي إلى مجرد عمارات نبتت كالفطر، أقل شقة فيها تباع ب200 مليون سنتيم، ومواقع سياحية، فنادق ، فيلات، إلى غير ذلك ، ولأن وباء الإبادة لا يعرف الرحمة تفيد مصادر الجريدة، فقد استمر إعدام الأشجار التي يبلغ عمرها عقودا من الزمن، ممتدا إلى باقي المناطق التي لم يشملها الزحف الإسمنتي بعد الجزء المتبقي من غابة الصنوبر بالمنصورية.

بعض الجمعيات حز في نفسها تدمير أشجار بهذا العمر وهذا التاريخ الذي تختزله، فتوجهت إلى مختلف المسوؤلين بالسؤال عن مآل هذا الموروث الايكولوجي الجماعي، محليا وإقليميا ومركزيا، والى المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر الوزارة المكلفة بالبيئة فلم تتلقى جوابا شافيا، وهذا معناه تفيد مصادر الجريدة أن هذه الغابة لم يعد يُنظر إلى أهميتها الإيكولوجية والبيئية، بقدر ما أضحت أهميتها تكمن في ما تتيحه من مجال عقاري،  و التفويت،  كما يبدو من المشاريع المنجزة على الجزء الذي اكتسحه الاسمنت محل الأشجار الخضراء، تحت غطاء دعم سياسة الاستثمار المنتج، والذي هو في الحقيقة نفخ جيوب بعض المستثمرين المحظوظين الذين أعدموا تاريخا مهما تختزله أشجار هذه الغابة ليملؤوا هم جيبوهم، و الجزء الباقي يتم الإجهاز عليه حاليا استعدادا لتحويله هو الآخر إلى إسمنت ومجرد ذكرى…صراحة، هذه جريمة تاريخية في حق مستقبل مناخ المغرب ترتكب في واضحة النهار، ولا حياة لمن تنادي تجمع مجموعة من التصريحات التي استقتها الجريدة.

عبد العالي بونصر الفاعل الجمعوي ورئيس لجنة البيئة وجودة إطار العيش بالمجلس الجماعي المنصورية استغرب في تصريح للجريدة تفويت إدارة المياه والغابات،  هذه الغابة إلى إدارة الأملاك المخزنية ، معتبرا هذا تهرب من مسؤوليتها على الحفاظ على الثروة الغابوية المهمة بالمنصورية ، وأن هذا التفويت يطرح أكثر من علامة استفهام خصوصا وان القانون يمنع على إدارة المياه والغابات بيع الأراضي الغابوية، و ما يزيد من استغراب و استنكار هذا الأخير حسب تصريحه هو الطريقة الغامضة والمشبوهة التي يتم بها قتل هذه الغابة على مرأى ومسمع من جميع المسؤولين ، رغم أن وثيقة التعمير تفيد بان هذه الأراضي غير مسموح البناء بها وأنها تضم مساحة غابوية، مضيفا انه بصفته رئيس لجنة البيئة وجودة إطار العيش بالجماعة أصبح واثقا من كون أن هناك شيء يحاك في الكواليس خصوصا انه لم يتم استدعائه للاجتماع الذي انعقد مؤخرا بمقر الجماعة للوقوف على حجم الخسائر التي تكبدتها غابة الصنوبر بالمنصورية، إضافة إلى أنه أصبح  يشك  في نوايا إحداث المجلس للجماعي للمنصورية لحنة البيئة تعود رئاستها لفريق الأفكار البديلة بحكم أن القانون التنظيمي للجماعات المحلية يلزم ترأس المعارضة للجنة دائمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *