فوجئ محمد العلام رئيس المحكمة الابتدائية بابن سليمان صباح الأربعاء المنصرم، بكاتبته الخاصة، تطرق بابه من أجل إخباره بأن رئيس النيابة العامة محمد عبد النبوي اتصل بها هاتفيا وأمرها بتبليغه طلب تسليم رخصة سياقة محجوزة لأحد الموقوفين سابقا إثر حادثة سير مع السكر والفساد. إلا أنه رفض الامتثال للأمر الهاتفي. وأخبر وكيل الملك لدى نفس المحكمة بالطلب الغريب الذي لا يمكن أن يصدر عن المسؤول الأول عن النيابة العامة. وهو ما جعلهما يفكران في نصب كمين للشخص الذي لاشك أن منتحل صفة الأستاذ عبد النبوي. وطلبا من الكاتبة، أن تبلغه في حال أعاد مهاتفتها بأن طلبه مستجاب وعلى صاحب رخصة السياقة أن يأتي لتسلمها. بعد دقائق من المكالمة، حلت امرأة بمكتب الكاتبة. حيث كان عناصر من الشرطة القضائية في استقبالها. ليتم إيقافها والاستماع إليها في محضر رسمي. أكدت فيه أن صديقا لها هو من أوصاها بالذهاب إلى المحكمة من أجل تسلم رخصة السياقة تخص شقيقها كانت محجوزة، وأنه تحدث إلى رئيس النيابة العامة الذي تدخل لدى رئيس محكمة ابن سليمان. كما أكدت أنه رجل أمن، وأنها تعرفت عليه منذ سنتين بمحكمة الحي الحسنين حيث كانت مرتفقة في ملف إهمال الأسرة، وتقدم لخدمتها. وبعد فحص أرقام المتصلين بها هاتفيا. تم العثور على أرقام الشخص الذي اتصل بها على الهاتف الثابت لكتابة رئيس المحكمة. كما تم الاستماع إلى حوار سابق دار بينهما، قدم من خلاله نفسه على أنه ضابط شرطة بالحي الحسني بالبيضاء.لتبدأ رحلة البحث والتحري عنه في سرية تامة. وبعد ساعات تم الاهتداء إلى منزله بالدار البيضاء. حيث انتقلت فرقة أمنية بتعليمات من النيابة العامة. ليتم العثور عليه من أسرته الثرية. كان يرقد مقعدا وممددا على سرير طبي، نتيجة تعرضه قبل سنوات لحادثة سير. واعترف الشاب بأنه انتحل صفة رئيس النيابة العامة.لخدمة المرأة التي تعرف عليها. وضل الرابط بينهما الهاتف. وأن الفراغ والعزلة والمرض هو ما جعله يرتكب تلك الحماقة. يذكر أن رخصة السياقة تعود لشاب سبق وتم ضبطه بأحد شواطئ المنصورية من قبل الدرك الملكي، رفقة فتاة داخل سيارة. وتوبع حينها بتهم الفساد والسكر العلني البين والسياقة في حالته.