الرئيسية / بديل تربوي / خطير … هذا ما عانته ابنتي وزميلتها المرشحتان لنيل الباكالوريا: لأنهما صغيرتان أرغمتا على اجتياز الامتحانات وحدهما مثل السجينتين

خطير … هذا ما عانته ابنتي وزميلتها المرشحتان لنيل الباكالوريا: لأنهما صغيرتان أرغمتا على اجتياز الامتحانات وحدهما مثل السجينتين

جزار ومعشي باللفت… هذا المثل ساقه أحد الأصدقاء عن حالتي … محاولا حثي على طرح المهزلة التربوية التي عاشتها ابنتي هبة رفقة زميلة لها أثناء إجراءهما لامتحانات الباكالوريا شعبة العلوم الفيزيائية بالثانوية التأهيلية الحسن الثاني…صديقي ضحك كثيرا قبل أن يصرخ في وجهي قائلا: أنت تكتب عن معاناة الناس ولم تنشر ما عانته ابنتك الوحيدة خلال مرحلة من أهم وأصعب المراحل في حياتها… صرخته ضلت راسخة في ذهني، وأنا أفكر كسائر آباء وأمهات باقي المرشحين والمرشحات لنيل شهادة الباكالوريا.. لم أعد قادرا على تحمل ما عانته ابنتي وزميلتها  وهما أصغر تلميذتين مرشحتين بالثانوية شعبة العلوم الفيزيائية. وما قد يكون قد أثر فيهما وحد من عطاءهما. وهو ما جعلني ادعوا ابنتي لجلسة (صحفي وضحية)، وأحاول استكشاف ما وقع وجرى. طبعا بعد أن منحتها فترة نقاهة واستراحة في انتظار النتائج. جلسة شخصت فيها ابنتي التي لم تصل بعد سن ال17 سنة . واقع مرا كتمته في نفسها. ولم تشأ أن تحكيه لنا.وإليكم الوقائع…

 

…صعدت ابنتي رفقة زميلتها إلى القاعة 31 المتواجدة بالطابق الثاني لإحدى عمارات المؤسسة التعليمية، لتفاجأ عند دخولها القسم، بأن القسم لا يحتوي إلا على طاولتين فقط، وأن اللائحة لا تضم سوى اسميهما هبة وجليلة… تخيلوا معي تلميذتين من أصغر التلاميذ المرشحين يتم امتحانهما وحدهما فقط ويحرسهما مراقبين (أستاذين). قسم فارغ ما إن يطلق أي صوت حتى يسمع صداه داخل القاعة. وأربع عيون للمراقبين لا تفارق التلميذتين. فيما تواجد بكل قسم من الأقسام 23 تلميذ وتلميذة.

كنت قد أوصيت ابنتي بأن تلازم طاولتها ولا تنهي الامتحان إلا بعدما يتم الإعلان عن انتهاء الحصة عبر الجرس الالكتروني (الزواكة). ووعدتني بذلك… لكنني كنت أفاجأ بخروجها قبل انتهاء الحصة في كل المواد التي امتحنت فيها. وطبعا فابنتي كانت تعد العدة لمجموعة من الردود من أجل إقناعي بسبب خروجها قبل انتهاء الحصة. وكانت الأجوبة على الشكل التالي: .. خرجت زميلتي وما بغيتش نبقى وحدي في القسم مع جوج الحراس… أجبت وراجعت وقال لي الأستاذ إلى سليتي خرجي… صعيب نركز  وأنا في قسم فارغ وفيه جوج حاضينا غير حنا جوج …

 

تعامل وزارة التربية الوطنية  وأكاديميتها للتربية والتكوين البيضاء/ سطات، مع ابنتي وزميلتها معاملة السجناء… هكذا وصفهما كل من مر أو أطل من نوافذ قسمهما رقم 31.

أسئلة جارحة ومهينة تبادرت في ذهن كل هؤلاء الذي شاهدوا أو سمعوا عن هذا الإجراء الذي لا يمت للتربية والتكوين بصلة. ولا أحد فكر في أنهما ضحيتا الترتيب العمري الذي اعتمدت الوزارة. بل غن مظهرهما كان مثل السجينتين أو كما قالت ابنتي ضاحكة : ولينا أخطر المجرمين.

  

ويأتي في الأخير أحد الأطر التربوية (الله يسامحو)، من بين هؤلاء الذين يأتون لزيارة الأقسام. ويسأل ابنتي التي تضع الحجاب على وجهها : واش ماجاكش الصهد ؟؟؟ … وعندما ترد عليه بعفويتها وبراءتها بكلمة : لا …. يعود صاحبنا ليسخر منها ويحاول تهديدها بجملة : راني غادي نمشي نجيبها (في إشارة إلى الجهاز كاشف المعادن) الذي يستعمل للكشف عن الهواتف النقالة… فتجيبه ابنتي بلكنة والدها: وفاش كتسنى ؟؟؟ … فيغادر القسم بلا رجعة..

 

  أولا : لا أظن أن صاحبنا يمتلك ذلك القلب الرحيم بالإنسان ليسأل ابنتي ذلك السؤال السخيف الذي أبان من خلاله على أن بينه وبين التربية والتعليم البحر الميت. وثانيا: لا أظن أنه قام بمهمته، باعتبار أن ذلك الجهاز الذي هدد به ابنتي، كان يجب أن يكون في يده، وأن يقوم بعمله عند شك في الأمر لا أن يدخل تلميذة صغيرة في اضطراب نفسي أثر في طريقة تعاملها مع الامتحان.

 

ولا أظن أن وزارة التربية الوطنية ولا أكاديمية التربية والتكوين صاحبة الإبداع الجديد في وضع لوائح التلاميذ المرشحين باعتماد أعمارهم. تؤمن بما هو تربوي ولا تعليمي … إذ كيف يعقل أن يتم ترتيب التلاميذ وفق أعمارهم. وهي العملية التي جعلت اللوائح الأولى بها أسماء تلاميذ كبار السن. وبالتالي جعلت أقساما بها تلاميذ كبار، وطبعا فهذه الفئة من التلاميذ غالبا ما يكون بينها تلاميذ رسبوا خلال الموسم الماضي أو سبق ورسبوا في مستويات سابقة. وهي الفئة التي قد تكون أكثر شغب وخشونة وأكثر احتمالا لسلك أساليب الغش… أما ابنتي وزميلتها اللتان لم يتعدى عمرهما ال17 سنة. فلا أظنهما يحاولان حتى أخذ أنفساهما بانتظام من جراء تواجد الحارسين أو حتى حارس واحد. فحتى الالتزام بعدم الغش الذي طلبت منا وزارة التربية توقيعه لم يوقعا عليه، ووقعنا نحن عليه، لأنهما ببساطة قاصرتين لا يحق لهما التوقيع.. ويكفي أن موظفي قسم تصحيح الإمضاءات بالجماعات المحلية لقنوا وزارة التربية الوطنية درسا لن ينساه بلمختار. مفاده أنه لا يمكن تصحيح إمضاء التلاميذ القاصرين المرشحين للباكالوريا  وطبعا ضمنهما ابنتي وزميلتها… 

 

الله يسامح رمضان هذا … وابنتي قالت لي خدمت مزيان رغم الأرنبات وداكشي… وطبعا عندما تظهر النتيجة لن أركب على الموضوع وسأقبل بما حصلت عليه ابنتي … في انتظار الاهتمام بأبناء وبنات الشعب… 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *