نظمت جمعية أصدقاء البيئة بتنسيق مع دار الثقافة بابن سليمان السبت المنصرم 29 أبريل، ندوة حول موضوع ” الوضع البيئي بإقليم بنسليمان ورهانات التنمية المحلية” بحضور نخبة من الباحثين و المهتمين بالشأن البيئي. في البداية ألقى السيد رئيس الجمعية كلمة ترحيبية بالحضور،متحدثا بعد ذلك عن أهمية مثل هذه الندوات ومبرزا قيمة محيطنا البيئي خاصة في ظل التغيرات المناخية و رهانات التنمية. وتم تقسيم أطوار هذه الندوة إلى 5 مداخلات:
المداخلة الأولى: كلمة الأستاذ و الصحفي بوشعيب حمراوي ، مهتم بالقضايا البيئية بالإقليم تناول في مداخلته النارية،الوضع البيئية في إقليم بنسليمان من منظور إعلامي . حيث تطرق لمجموعة من الاشكالات و الاختلالات التي تواجه البيئة بإقليم بنسليمان منها: مشكل الغابة الرعي الجائر النفايات الاصطناعية “حفاظات الاطفال” و الاسمنتية، الصيد العشوائي، المقالع( القنابل الموقوتة) وتلوث الفرشة المائية، هشاشة الشريط الساحلي( بوزنيقة – المنصورية) ، مشكل محطة التصفية الخاصة بالمدينة وعدم استفادة المدينة منها، هشاشة المنتزهات الغابوية ( عين سفيرجلة، عين الدخلة، واد شراط..، خلص الأستاذ إلى ضرورة الحد من هذه السلوكات و توحيد الجهود من أجل حمايتها و الحفاظ عليها للأجيال المقبلة و دعا إلى ضرورة أخد البعد البيئي في مشاريع التنمية و الضرب بقوة لكل من سولت له نفسه العبث في الأوساط البيئية بإقليم.
المداخلة الثانية: عبد الحكيم الفيلالي أستاذ و حاصل على الدكتوراه في علم المناخ التطبيقي بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالمحمدية، تطرق الأستاذ في مداخلته الى “دينامية الساحل في ظل التغيرات المناخية حالة ساحل بوزنيقة”، في البداية تقدم الأستاذ بالشكر للجمعية على التنظيم و اكد على اهمية هذه اللقاءات العلمية النبيلة التي تهتم بقضايا البيئة، قدم الاستاذ في البداية السياق العام و الاطار المجالي للموضوع و بين في مداخلته كل من العوامل الطبيعية ( المناخ، طبيعة البنية الترابية للساحل ..) و العوامل البشرية ( الزحف العمراني، نهب الرمال ..)و دورها في تراجع الساحل ببوزنيقة و ما لهذا الاثر من انعكاسات سلبية من قبيل انهيار المباني و الفيضانات و خلص الاستاذ الى ان الساحل مهدد نظرا لكونه حاجزا وقائي و في الاخير دعا الى ضرورةالتعجيل بتطبيق قانون الساحل.
المداخلة الثالثة: سعيد صواني طالب باحث تناول موضوع المناطق الرطبة بالمغرب، حيث تطرق لأنواع المنظومات البيئية و مجال انتشارها في المغرب، و اهمية دورها الايكولوجي بالإضافة الى المخاطر التي تهددها، منها ( التغيرات المناخية، انقراض بعض اصناف الحيوانات و النباتات ، الرعي الجائر…، و خلص الباحث الى ضرورة توحيد الجهود من اجل حماية هذه المنظومات البيئية و تثمينها و ادراجها ضمن مخططات التهيئة.
المداخلة الرابعة: يوسف السميهرو اطار في وزارة العدل، تطرق لموضوع قوانين البيئة بالمغرب، تناول الاستاذ في البداية كرونولوجية انخراط المغرب في المواثيق و الاتفاقيات الدولية في مجال حماية البيئة، لهذا كان من الواجب عليه(المغرب) وضع ترسانة من القوانين التي تعنى بحماية الموارد الطبيعية ببلادنا، من ابرزها ( قانون الماء 95-10 و قانون المقالع 01-08 و حماية استصلاح البيئة 03-11 و دراسة الاثر 03 -12 و تلوث الهواء 03-13 و تدبير النفايات 00-28 )وفي الاخير خلص الاستاذ الى ان المغرب يعد ارضية خصبة للقوانين لكن تطبيقها تعترضه مجموعة من الاكراهات منها غياب الاليات الزجرية و الوعي ..
المداخلة الخامسة: لحسن ايت ناصر، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بنسليمان،تناول موضوع دور جمعيات المجتمع المدني في حماية البيئة “حالة جمعية أصدقاء البيئة”، تطرق الاستاذ في البداية الى وضع الحضور في السياق العام الذي نشأت فيه الجمعية و ابراز اهدافها، و اهم الإنجازات التي قامت بها الجمعية في مجال المحافظة على البيئة بالإقليم ( الغابة، الشاطئ، المساحات الخضراء، الحملات التحسيسية و الندوات و اللقاءات التكوينية … وبعدها استعرض المتدخل بعض المشاكل التي تعاني منها الجمعيات في المغرب بصفة عامة و ببنسليمان بصفة خاصة منها على سبيل المثال لا الحصر ( تعدد الجمعيات، غياب رؤية واضحة لدى اغلب الجمعيات، السقوط في العمومية، اغلب الجمعيات تعاني من غياب اعضاء المكتب، غياب الشفافية و نكران الذات ، السقوط في الانانية…، كما قدم المتدخل بعض الحلول منها ( وضع قانون تنظيمي حديث في مجال الحريات العامة، تنظيم دورات تكوينية لفائدة الجمعيات الفتية، تقديم الدعم المادي و اللوجستيكي و عقد شراكات مع مختلف المؤسسات العمومية وشبه عمومية و الزام القطاع الخاص بالانفتاح فعليا على جمعيات المجتمع المدني باعتماد مقاربة تشاركية لتحقيق تنمية مستدامة.
. بعدما تم استفاء كل المداخلات المدرجة في برنامج الندوة، تم فتح باب المناقشة للحضور الذين ساهموا في اغناء هذه الجلسة بأسئلة وتساؤلات عدة اغنت فعاليات الندوة. كما عمل على تنشيط و تنسيق بين فقرات الندوة لحسن ايت ناصر و عبد الحكيم الفيلالي.
لحظة التكريم و الاعتراف
قبل اختتام فعاليات الندوة، جاءت لحظة الوفاء و الاعتراف ببعض الفعاليات السليمانية التي اعطت الشيء الكثير للمدينة و الاقليم، و من ابرز الشخصيات المحتفى بها: فاطنة الزكراري ( ماما فاطنة) مربية و بوشعيب حمراوي استاذ و صحفي وفاعل جمعوي ، و داوود الركراكي مهندس متقاعد و فاعل جمعوي. بعدها تم تنظيم حفل شاي على شرف الحضور مع جلسة موسيقية رفقة طاقات محلية ( اسامة لشهب و ايوب).
وقد اختتم رئيس الجمعية لحسن ايت ناصر بكلمة شكر لجميع المتدخلين والمشاركين و دار الثقافة و الى كل المساهمين في إنجاح هذه التظاهرة البيئية، وعبر فيها عن مدى امتنانه وافتخاره بكل الغيورين للدفاع عن البيئة والعيش السليم راجيا أن يساهم كل من موقعه للمساهمة في حماية البيئة.
كما قامت جمعية أصدقاء البيئة في الفترة الصباحية بتنظيم و تنظيف المجال الاخضر المحيط بدار الثقافة
شكرا لبديل بريس وللاستاذ بوشعيب حمراوي على التغطية