قال الباحث المثير للجدل أحمد عصيد إنه لا جدوى من التغييرات التي طالت أو تطال المناهج التعليمية الخاصة بمادة التربية الإسلامية. باعتبار أن معظم مدرسي مادة التربية الإسلامية ينتمون لحركة الإصلاح والتوحيد الذراع الديني لحزب العدالة والتنمية. وأن التغيير سيكون وفق ما تمليه عليهم الحركة من أهداف ورؤى خاصة.. ولن تساير ركب الحداثة. وأكد عصيد أنه بدون موروث ثقافي، نستسلم للآخر. وأن غياب موروث ثقافي للمسلمين من أسباب تخلفهم.. مشيرا إلى أن الأنظمة الاستبدادية التي حكمت بعد الاستقلال، انتقت من الموروث الثقافي ما يخدم مصالحها. وأن المخزن التقليدي لبس الدولة الحديثة وبدأ يتحكم فيها. وحقنها بالشحنات الدينية لمحاربة الحداثة وسحق اليساريين، كما وقع بمصر التي كانت لها المبادرة والبداية في عدة مجالات حداثية. لكن الاتفاق السري الذي تم بين الرئيس حينها ومرشد الإخوان المسلمين، أفشل كل المشاريع الحداثية.
وأضاف خلال مشاركته في ندوة فكرية حول موضوع (الموروث الثقافي وإشكالية الحداثة) نظمتها جمعية بنسليمان الزيايدة السبت الماضي بقاعة العروض التابعة لها. أن خمسة وثمانين في المائة من نساء مصر يستعملن الحجاب، ومع ذلك يستمر التحرش الجنسي. بمعنى أن الهدف الحقيقي كان هو إبعاد المرأة من الحياة العامة. ملمحا إلى ما ردده رئيس الحكومة المغربية، الذي طالب المرأة بالعودة إلى البيت، ولخص مهامها في الاعمال المنزلية وإسعاد الرجل.
كما هاجم عصيد النظام السعودي، وقال إن أموال البترول تستعمل لترويج الوهابية في عدة دول بالعالم.
مشيرا إلى دعمها آلاف الجمعيات التي تنشط في هذا المجال بدول أوربية وأمريكية وشمال إفريقيا.
وأعطى مثالا بدولة اليابان التي اختارت الحداثة، ودافعت عليها، وتبنت التعليم النظامي العصري وهو ما طورها وأدى إلى تقهقر الساموراي. اما في المغرب وحسب المتحدث نفسه، فإن السلطان الحسن الأول الذي كان في حاجة إلى الزوايا، وتطعيم التعليم الحديث بمضامين وهابية، اعتبرها عملا انتحاريا. كما أشار إلى أن السلطة لا تعمل بتخطيطات ولكن برؤى ظرفية. وعوض أن تكون سنة 2011 حاسمة. جاء دستور لم يكن في مستوى مطالب عشرين فبراير. أما بداية2014قال عصيد (شعرنا باستعادة السلطة للوضع كله لها).
وعاد عصيد للحديث عن الموروث الذي لا علاقة لها بالموروث الحقيقي، وعن حداثة مع عسر الهضم
وأنه ليس لدى المسلمين شيء من حقوق الإنسان. مؤكدا أن مجتمعنا ليس مجتمع معرفة، بالنظر إلى الميزانية الصغيرة التي تخصص للتعليم والبحث العلمي في المغرب. وهو ما يجعل الناس يسقطون في التطرف.
فالمسلمون حسب عصيد رفضوا اعتماد البرهان كما أوصاهم ابن خلدون، فعادوا إلى أسفل السافلين.
كما يرفضون التحديث ويقبلون التجديد والذي هو عودة إلى الوراء. وذكر أن الاجتهاد له ضوابط. وهاجم الفقهاء الذين يعمدون إلى تكييف الأحداث ويرفضون الحداثة. وقال إنهم ليسوا أنبياء، وأقوالهم بشرية لا مانع من الجدال بخصوص ومعارضتها حتى. وتساءل كيف أننا أحياء وتحكمنا كتب دينية تؤرخ لحقب عاشوا فيها القهر ولا تصلح لعصرنا ك(كتب ابن تيمية).
تحية لجمعية الزيايدة بنسليمان