الرئيسية / ميساج / رجاء أيها الفايسبوكيون: كفاكم حروبا داخلية .. وحدوا نضالاتكم لتستفيدوا من صفحاتكم قبل أن تنقضي

رجاء أيها الفايسبوكيون: كفاكم حروبا داخلية .. وحدوا نضالاتكم لتستفيدوا من صفحاتكم قبل أن تنقضي

عادة لا أهتم بما يكتب من تعليقات مجانبة للصواب أو مجانية… يلقي بها البعض هنا وهناك على صفحات موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك..وتتسبب في إيذاء البعض وأفراد من أسرهم، لا ذنب لهم سوى الرابط الأسري أو المهني أو القبلي أو العرقي أو … تعليقات أقرأها بمرارة كلما اخترت الاسترخاء والغوص في هذا العالم الافتراضي… تكيل الشتائم لهذا والاتهامات لذاك.. وتذهب إلى حد التحريض على العنف…  كنت أطمح في أن يكون الفايسبوك أداة للتشخيص الواقعي والكشف عن الحقائق بالأدلة والقرائن، ومنبرا للتربية والتعليم والإبداع.. بل حتى عالما للاستثمار الفكري والتكامل والتنافس الشريف بين كل الأجناس البشرية بغض النظر عن ألوانهم وعقائدهم وأعراقهم و… لكنني وجدت أنه احتل من طرف لوبي الفساد وهواة الفتن..  وجعل البعض يفضل الابتعاد عنه وحذف صفحاتهم.

 

 

… ما دفعني إلى الاهتمام بموضوع الحروب الدائرة فايسبوكيا، هو اتساع رقعتها، وانتشار عشاقها أو بالأحرى مدمنيها.. الذين وجدوا ضالتهم في السب والقذف وتلفيق التهم والإساءة إلى الأشخاص والمؤسسات و.. بعضهم لا يجد حرجا في إظهار هويته. ومعظمهم اختاروا التسجيل بأسماء مستعارة.. وهي حروب تنطفئ لتعود من جديد مع كل تعليق أو رد على تعليق وهكذا… وغالبا ما تنتهي بالهدنة أو التوافق … ضحاياها في الغالب هم أناس لم يشاركوهم تلك الحروب. بل إنهم لا يعلمون شيئا عن عالمهم الأزرق… وناذرا ما تكون تلك الحروب ذات أهداف حقيقية.. حروب يقودها أناس معظمهم غير قادرين على الظهور بالعالم الحقيقي.. وأناس وظفوا من طرف دعاة الفتن، لكي يشعلوا نيران تلك الفتن هنا وهناك.. والسهر على عدم إخمادها أملا في أن تفرز ما تخطط له خصوم البشرية…

 

 

…ما دفعني لإثارة هذا الموضوع . هو أن تلك الحروب باتت مشتلا للفتن والصراعات المجانية. وأن معظم الفايسبوكيون باتوا يناضلون في أمور تافهة، لن تفيدهم في عالم الحقيقي. وأنهم لم يعودوا يهتمون بصفحات عالمهم الافتراضي ، مثل ما كانوا يهتمون بالصفحات الورقية بعالمهم الواقعي.. لم تعد تحظى كتاباتهم بالتفكير والتأمل اللازمين. ولا بالصياغة والأسلوب اللازمين… ولا بالاحترام الواجب لمن توجه له تلك العبارات.. لم يعد هناك مشكل في المداد ولا في الأوراق ولا في الحيز الزمني لتحرير موضوع ما… فالعالم الأزرق منحهم إمكانيات الكتابة والتصحيح والتعديل بلا مداد. وحتى الرسم والتلوين وانتقاء اللغات والجمل والأفكار … ومدهم بصفحات لا تنتهي… وجعلهم مهووسين بالتدوينات والتعاليق وعدم الاهتمام بالزمان وبالمكان..بل ساعد حتى هؤلاء الذين لا يتقنون التعابير الكتابية في التواصل باستعمال باقي حواسهم أعضائهم الجسدية والتواصل بالصوت والصورة… لكنهم لا يدرون أن لكل بداية نهاية. وبعد كل نهاية حساب وتقييم.. فما تقييمكم لما تخططونه منذ سنوات ؟؟.. ماذا حققت تدويناتكم وتعليقاتكم الجارحة والنارية على أرض الواضع؟؟؟ ..     

 

 

…ليعلم كل الرواد أن صفحات الفايسبوك لاشك ستنتهي اليوم أو غدا .. لأنه لاشيء فوق الأرض سيحظى بالأبدية.. وأن الحصيلة الآنية لمحتوياتها، تفيد أنهم يعيشون في عالم لا يحمل من الزرقة إلى الاسم… عالم كله سواد في سواد.. ومعظم صفحاته يغمرها الفساد الفكري والجنسي والتحريض على الانحراف والدعوة على الفتن والحروب ودروس في تعلم الحقد والكراهية… وحدها الشركة التي صنعت هذا العالم ترى البياض ومعها باقي الشركات التي تعيش وتحيى بامتصاص دماء الرواد وترويض عقولهم…  

 

 

… وصيتي إلى هؤلاء الذين قرروا فجأة أن يجعلوا من صفحاتهم أسلحة للقضاء على الفساد والمفسدين. أن يلتزموا بالمهنية في الكتابة لكي لا يتحولوا هم كذلك إلى مفسدين… ولا يرموا الناس بالباطل..وأن يعلموا أن هناك المشتبه فيهم.. وهناك المتهمين وهناك المدانين… وأن لتلك الكلمات وقعها في كل تدوينة.. والقضاء هو الفاصل فيها…

وصيتي ألا يضربوا بعضهم البعض بالتعاليق السيئة، ويدخلوا في صراعات واهية فيما بينهم. تاركين المفسدين الحقيقيين يقتاتون من أموال الشعب وثرواته.. هؤلاء الذين يتواجدون معكم في عالم الافتراضي بأسماء مستعارة. يثمنون حروبكم وصراعاتكم، ثارة يعلقون لصالحكم وثارة لصالح خصومكم الافتراضيين.. وأن يعلموا أن النضال السياسي درجات كما أن الجهاد الديني درجات.. وأنه يجب القبول بنضالات الشعب كيفما كانت درجتها… وتكثيف الجهود من أجل تكوين جبهة قادرة على التغيير … ويجب أن يعرف الكل أن التنمية تتطلب النضال السياسي والجمعوي والثقافي والرياضي والفني  والبيئي.. وأن المناضلين قد تجدوهم في كل النضالات. وقد تقتصر لدى البعض في جوانبه الرياضية أو الثقافية أو الفنية أو … وعلى الكل أن يثمن أي عمل إيجابي، وأن يصفق لأي مبادرة حملت معها الجديد…

 

 

 

…وصيتي ألا نحبط الجمعويين بتعاليق سلبية، وألا نرغمهم على خوض الصراعات السياسية التي لا يفقهون فيها، والتي قد تلهيهم عن أهدافهم الجمعوية ثقافيا أو رياضيا أو بيئيا أو … وصيتي أن ندعمهم ونحارب المفسدين منهم… فتفوقهم في مجالاتهم يدخل في إطار التنمية..لأن الثقافة والرياضة والفن بمفهومها الإيجابي… تخلق فرص الشغل، وتسوق إيجابيا للحضارة والتمدن وتنعش الذاكرة والفكر والإبداع بكل تجلياته.. ويرتوي منها حتى السياسيين وتخفف من نضالاتهم…

 

وصيتي ألا نطلق العنان لألسنة السب والشتم في فلان وفلان بدون أدنى تبرير. أو لمجرد إشاعة.. وأن نتحلى بالمصداقية والشفافية حتى لو كنا نتكلم باسم مستعار لسبب ما.. وأن نترك للعقل فرصة البحث والتنقيب عن الحقيقة. قبل النشر. وألا  نجعل من كل الناس أعداء لنا.. ولا نلقي بالأحكام القاسية قبل التحري، وقبل صدورها رسميا من الجهات الموكول لها ذلك عن كنا نؤمن بتلك المؤسسات. وصيتي ألا  تكون صفحاتنا جاهزة لنقل الاتهامات اتجاه الأشخاص لمجرد أنهم ينتمون لمؤسسة أو سلك ما عمومي أو خاص.. فالصالح والطالح تجدوهما في كل القطاعات وكل المؤسسات العمومية والخاصة… لأن الخبث  ببساطة لا يحتاج إلى تأشيرة (فيزا) أو حتى جواز سفر لولوج أي مكان وأين ما كان.

إن الفايسبوك يحتضر بسبب الفتن التي تخلفها تعاليق وتدوينات بعض الرواد ووصيتي لهم: أعيدوا النظر في صفحاتكم يا رواد النضال المجاني والتحموا لتجعلوا منه نضالا شموليا وحقيقيا… ودمتم في رعاية المولى .     

     

             

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *