الرئيسية / بديل ثقافي / رسالة احتجاج ضد لجنة الدعم والترويج المسرحي : من سليمان الطلحي المدير الإداري والفني لمحترف مسرح الخريف إلى الصبيحي وزير الثقافة

رسالة احتجاج ضد لجنة الدعم والترويج المسرحي : من سليمان الطلحي المدير الإداري والفني لمحترف مسرح الخريف إلى الصبيحي وزير الثقافة

إلى المحترم : السيد محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة 
تحت إشراف المكتب المركزي لنقابة المسرحيين المغاربة

الموضوع : رفع التظلم في شأن نتائج الدعم والترويج المسرحي للموسم 2016 في دورته الثانية .
سلام تام بوجود مولانا الإمام
وبعد ،
يؤسفني بصفتي المدير الإداري والفني لمحترف مسرح الخريف ببن سليمان وأصالة عن نفسي ونيابة عن باقي الفاعلين بالحقل المسرحي بالإقليم ، أن ألتجئ إليكم برسالتي هاته التي نعبر فيها عن استنكارنا الشديد ضد لجنة الدعم والترويج المسرحي، المفروض أن تتسم بالنزاهة والشفافية.  من أجل إنصاف الفرق والأعمال المسرحية التي طالها التهميش والإقصاء باعتبار أصحابها من مدن الهامش لمدينتي الرباط والدار البيضاء . ويأتي هذا الاستنكار نتيجة النتائج التي خلصت إليها لجنة وزارتكم المكلفة بفرز الأعمال المسرحية التي تستحق الاستفادة من دعم الجولات المسرحية وفق المعايير والضوابط التي حددتها وزارتكم بدفتر التحملات. ومحترفنا بدوره تقدم بملفه كباقي الفرق المسرحية يحتوي على جميع الوثائق التي تشير إليها بنود دفتر التحملات إضافة إلى الموضوع الذي اخترناه خلال هذا الموسم والمتعلق بقضيتنا الوطنية ووحدتنا الترابية نظرا لما توليه من أولوية لتحسيس المواطن المغربي بأهميتها. ناهيك عن أقدمية المحترف الذي تأسس منذ سنة 1992 وطيلة هذه المدة ظل وفيا في خدمة الفعل الثقافي ومغربته وكذلك المساهمة في البرامج الثقافية عبر الجهات وترسيخ مبادئ العمل الفني عبر الورشات التكوينية داخل المؤسسات التعليمية ومراكز الإصلاح والتهذيب. وفق الشراكات التي تبرمها الوزارة والمديريات الجهوية مع هذه المؤسسات. وذلك من أجل خدمة العمل الثقافي والفني والنهوض بهما داخل الأوساط النائية والهامشية. حتى لا يبقى الفعل الثقافي والفني متمركزا بمدن المركز الرباط والبيضاء … كل هذه الجهود المبذولة في ظل غياب الدعم الحقيقي والإرادة الحقيقية لتغيير السياسة الثقافية المتبعة من لدن الأشخاص الذين لا يسعون سوى خدمة المصالح الذاتية وتكريس ثقافة الريع وإقصاء وتهميش الفعل الثقافي الحقيقي وخاصة بهذه المدن الصغيرة الهامشية التي تفتقر إلى كل الإمكانيات لتسويق أعمالها الفنية ومدينة بن سليمان نموذجا. والتي لم تستفد أية فرقة أو عمل فني من دعم الوزارة رغم الإلحاح الشديد والمبادرات التي نقوم بها. رغم كل هذا للأسف نحبط من طرف هذه اللجن المتعاقبة على هذا الدعم والذي يوزع في كل مرة إلا عن طريق الزبونية والمحسوبية دون مراعات الاجتهادات المبذولة من طرف هذه المدن والفرق الفاعلة فيها لتحفيزها وتشجيعها لمواصلة عملها الفني والإسهام في الحركة المسرحية على الصعيد الوطني والخروج بتجاربها لتلاقحها مع باقي التجارب الأخرى بالمدن والجهات المغربية … ولكن الإقصاء الدائم دون مبرر ودون توضيح الأسباب وكذلك بدون توضيح المعايير والمقاييس التي خضعت لها اللجنة لاختيارها بعض الأعمال التي نعلم بها أنها تتكرر بصيغ مكشوفة في نفس الموضوع منذ الثمانينات والتسعينات كما نلاحظ استفادة نفس الوجوه والفرق مع تكريس نوع واحد من طبيعة العروض والذي يطغى عليه طابع الفكاهة والتسلية وغياب الأعمال الدرامية الجادة والهادفة الأخرى ، كنوع له مكانته ودوره في الثقافة المغربية وإغناء الحركة الفنية والإسهام في التنوع والاختلاف الفكري .
سيدي الوزير المحترم نتقدم إليكم بصفتك المسؤول الأول على الشأن الثقافي والفني بالمغرب باستنكارنا وتظلمنا من طرف هذه اللجنة ، وكذلك القطاعات الجهوية بدورها ، حول الطريقة الممنهجة في توزيع الاعتمادات المالية على البرامج الثقافية وتوزيع الدعم الممنوح للفرق المسرحية والفنية والتظاهرات الثقافية بصفة عامة … نحيطكم علما أن النهج الذي يسلكونه بعض خصوم الثقافة رغم أنهم ينتمون لهذا القطاع والجسم الثقافي لوزارتكم فقد حولوه إلى قطاع خاص ، والمال العام الممنوح من طرف الدولة لتعم فيه الاستفادة لفائدة كل الشرائح المجتمعية بغض النظر عن اللون السياسي أو الإيديولوجي أو الانتماء الفكري الذي يحمله الفرد ، تبقى المصلحة العامة فوق أي اعتبار التي يجب أن تستفيد من هذا الدعم والمنتوج على السواء ، وذلك بخدمة الوطن والمواطن ونشر الثقافة المغربية والعمل على توسيع دائرة التنوع الثقافي والاختلاف الفكري ، وليس على ثقافة تضييق الخناق على أصناف معينة ومنح صنف واحد الذي أصبح متجاوز في مرحلتنا هاته التي بات المغرب يعرف فيها تحديا كبيرا ضد التطرف والانغلاق …
سيدي الوزير نرفع لكم احتجاجنا واستنكارنا من أجل إنصافنا ، كما نلتمس منكم فتح تحقيق في هذا الموضوع الذي أصبح يشوبه الالتباس والغموض وهدر المال العام في بعض البرامج والأعمال التي لا مردودية ولا نتائج مرجوة منها في انعكاس الخريطة العامة والتوجه العام لوزارة الثقافة المغربية داخل المجتمع المغربي .
فمغربنا اليوم في حاجة إلى تغيير حقيقي وفعل ثقافي جاد يسهم في التنمية المحلية والجهوية والتنشئة الاجتماعية المستدامة ، وليس تكريس واقع التهميش والإقصاء لمدن الهامش المقصية أصلا من الدعم الحقيقي للإقلاع بها وممارسة حقها في إبراز اهتماماتها وانشغالاتها الفكرية والثقافية .
مع خالص التحيات والتقدير 
والسلام
الإمضاء : المدير الإداري والفني للمحترف
سليمان الطلحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *