الرئيسية / ميساج / رسالة اليوم التاسع من رمضان… أوقفوا العبث بثروات المغرب…

رسالة اليوم التاسع من رمضان… أوقفوا العبث بثروات المغرب…

أوقفوا التنقيب عن النفط والغاز واتركوه كمخزون احتياطي لأطفالنا وأحفادنا قد يستعملونه كبديل للثروات التي يتم استنفاذها حاليا… أوقفوا الزحف الاسمنتي الذي دمر كل الأراضي الفلاحية وأغلق مجاري المياه والأودية وحرف مساراتها… وإن أردتم أن تنجزوا مباني إضافية فأنشئوها فوق أراضي غير صالح للزراعة… أوقفوا مشاريع التعمير الاسمنتي وعمليات الاستيطان الجديدة التي بات يفرضها أثرياء البلاد فوق الأراضي الفلاحية بدعوى الراحة والاستجمام… كفانا من الضيعات الفلاحية (الفيرمات) التي تشيد هنا وهناك بالعالم القروي دون اعتبارا لحاجيات تلك الأراضي.. بعضها يبنى فوق برك مائية.. أوقفوا شركات المناولة … شركات الوساطة … التي باتت تلعب دور السماسرة… وتنهب أموالا كان من المفروض أن تصل مباشرة إلى الزبون أو المستخدم…أوقفوا مسلسل توريث أبناءكم وبناتكم المناصب العليا داخل الإدارات العمومية والمكاتب الحزبية والنقابية… أوقفوا المخططات المزعومة التي تأخذ صفة المصلحة العامة، وترسم بطرق تخدم مصالح البعض … أعيدوا النظر والبحث والتحقيق في لائحة المستفيدين من المخططين الأخضر والأزرق… وشكلوا لجن مركزية للوقوف على مدى تحقيق المشاريع على أرض الواقع..
قبل أن تبدأوا بالتنقيب والبحث عن ثروات المغرب… نظفوا أرضه من الفساد والمفسدين… فو الله لن يتغير شيء من حياة ومعاناة المغاربة ولو توفر المغرب على كنوز الدنيا. إن أكبر ثروة فوق الأرض لهي الثروة البشرية، فإن صلحت انتعشت الأرض وأعطت من جوفها ما يروي عطش ساكنيها ويغذي بطونهم ونفوسهم وإبداعاتهم. وإن فسدت غضبت الأرض وأغلقت آبارها وخزائنها.

أوقفوا العبث بمواردنا البشرية… عبث في التعليم وعبث في الصحة وعبث في الثقافة والرياضة…أوقفوا نزيف أدمغتنا إلى القطب الغربي الذي سخر أموالا طائلة من أجل الإغراء والإغواء وبهدف تجنيس طاقتنا الشابة وتجريدها من أصولها وهويتها وثوابتها…
… وحدها مناجم الفوسفاط قادرة على تغيير وجه المغاربة إلى الأحسن … وحدها أسماك المغرب قادرة على إسعاد المغاربة… وحدها أراضينا الخصبة قادرة على الرقي بالمغاربة… وحده استقرارنا قادر على جلب استثمارات تنعش المغاربة… وحده التكافل قادر على رص صفوفنا و لم شتاتنا… فأرجو ألا تبحثوا كثيرا ولا تنقبوا أكثر في بطن أرضنا وجوف بحرينا الأطلسي والمتوسط… قبل أن نعيد البحث والتنقيب فيما يصرف ويبدر حاليا من طرف لوبي الفساد، وأن نحسن توزيع الثروات البارزة على عموم الشعب…
نقبوا عن رموز الفساد وابحثوا في رفوف الإدارات، ونظفوها من التماسيح والعفاريت والعناكب والصراصير والذئاب والثعالب البشرية…. التي شلت حركتها واستولت على أموالها واحتكرت تدبيرها، وورثها للأقارب والحواشي…نقبوا دواخلكم وطهروا ذواتكم وعقولكم وأرواحكم من العبث والعفن والخمول والأنانية واليأس وكل الصفات الخبيثة، وتزودوا بالمثابرة والصمود والصدق والإخلاص والتكافل و…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *