يا قضاة المغرب: لقد حان الوقت لوقف نزيف الأرض والعرض. وإعادة النظر في الأحكام التي تصدر في حق مدمني (القرقوبي) و(الماحيا)، وفي حق مروجي هذه السموم القاتلة… حان الوقت لتصنيف هذا النوع من المخدرات. الذي يفقد مستهلكه العقل والصحة والإنسانية. وتصنيفه ضمن السموم التي تفتك بالحياة البشرية. واعتبار مستهلكيه مرضى. ومروجيه قتلة بالتسلسل وجب في حقهم الإعدام وليس بضعة أشهر يقضونها داخل السجن. حيث يزدادون إدمانا وانحرافا. واعتبار رجال ونساء الأمن الوطني والدرك الملكي المتواطئين معهم مشاركين عمليات القتل الجماعي.
يا قضاة المغرب: رجاء ارأفوا بأطفالنا وشبابنا الذي كتب عليهم أن يدمنوا على استهلاك (الأقراص المهلوسة) وخمر (الماحيا). هؤلاء ضحايا الخبث والعفن والإهمال الحكومي، تم اغتيالهم في صحتهم وعقولهم ومستقبلهم. وعوض أن تبادر الحكومة إلى اعتبارهم مرضى ، وإحداث مراكز ومستشفيات لعلاجهم. وأن تسخر أجهزتها الأمنية والدركية من أجل وقف ترويج (القرقوبي) الذي يصدره لنا بالمجان جنرالات الجزائر، أو الذي يتم الحصول عليه بتواطؤ مع بعض الأطباء أو الصيدلانيين الفاسدين… اكتفت الحكومة باعتبارهم جناة ومجرمين. وحملت في وجوههم شعار (الاعتقال والإحالة على القضاء والسجن). علما أن سجون مملكتنا السعيدة بينها وبين الإصلاح والتهذيب أسوار من الفساد. وعوض أن يتم علاج المرضى المدمنين، نجدهم يزدادون إدمانا. ويتحولون إلى منحرفين ومروجين ومجرمين محترفين.
يا قضاة المغرب: هؤلاء الذين يعيشون بينكم بأجساد مخربشة وعقول غائبة.. لا يشاركونكم إلا الأكل والشرب والنوم …هؤلاء الذين ناذرا ما تجدونهم هائدون ومحاورون… يقضون معظم أوقاتهم ليلا ونهارا في العربدة والعنف… يتنافسون في إيجاد المفردات الساقطة… يجدون ضالتهم في الاحتكاك بكل من جادلهم أوحياهم، أو حتى مر بقربهم… يتفننون في أساليب سب وقذف الإنسان والأرض والواقع والدين والملة… هؤلاء ليسوا مجرمين ولا منحرفين لتجزوهم بالسجون وتقذفوا بهم في الشوارع والخلاء.. هؤلاء مرضى بالإدمان والسموم ومضطربين نفسانيا في حاجة إلى العلاج من أمراض تركت لتنشر وتستفحل بأمن وأمان بواسطة مروجين همهم الوحيد تكديس الثروات.
يا قضاة المغرب : إن المدمن على (القربوبي والماحيا) يتحول إلى وحش يفقد السيطرة على نفسه. يعتدي ويسرق ويقتل ويغتصب ويرتكب أعنف الجرائم… لا يفرق بين البعيد أو القريب… بل حتى أقرب الأصول (أب، أم، أخت، أخ، زوجة..). يتحول إلى وحش عندما يستهلك تلك الأقراص السامة أو (خنيشة من الماحيا). ويتحول إلى وحش عندما لا يجدها.. ويتحول إلى وحش عندما يريد البحث عنها أو توفير المال لاقتناءها… وقد يعتدي على نفسه بالأسلحة البيضاء وغيرها مما تيسر له … فلا هو يبتغي المال من أجل السعادة ولا من أجل حياة جديدة ولا من أجل حاجة يفتقدها… المال بالنسبة إليه يعني (القربوبي والماحيا).
يا قضاة المغرب: أتدرون أن المجرمين الحقيقيين هم تجار (القرقوبي)، الذين يحرصون على عدم استهلاكها. ويجتهدون من أجل أن تتوسع دائرة زبائنهم. لا يهمهم إن كان زبائنهم أطفال ولا تلاميذ أو طلبة أو فتيات أو … أسسوا شبكات داخل الأحياء السكنية ومحيطات المؤسسات التعليمية والشوارع والأزقة والمرافق الرياضية والثقافية والفنية والسجون… أتدرون أن (الماحيا) تصنع من العفن والصراصير والفئران ومياه الوادي الحار … وأن تلك المواد هي سموم قاتلة. وكل من يواظب على استهلاكها فهو يعلن عن بداية انتحاره تدريجيا. أليس صانعوها ومروجوها قتلة ؟ … ألم يحن الوقت لإعادة النظر في تلك التهم البسيطة التي يدانون بها؟ .. وعوض إدانتهم بترويج المخدرات. بات من الواجب إدانتهم بارتكاب جرائم القتل.
يا قضاة المغرب: إن ما نعيشه خلال شهر رمضان من عنف وشغب داخل الأحياء الشعبية والشوارع والأزقة. لا يكفي أن نعتبره (ترمضينة). ولا يجب أن نحمل وزر الصائمين للشهر الفضيل. لأن ما يقع ببلادنا من عنف، نعيشه أضعافا مضاعفة خلال النهار. هو بسبب هذه الفئة المريضة. التي تحاول الصوم، ولا تقدر على الابتعاد عن (القرقوبي) و(الماحيا). فتكون العواقب وخيمة. ويكون الصائمون ضحيتها… فهي فئة مريضة تنضاف إلى فئات مرضى السكري، الضغط الدموي، الأعصاب، مدمني السجائر وباقي المخدرات (الكيف، الشيرا، المعجون…).
فهلا تفضلتم بإنقاذ أطفالنا وشبابنا وقضيتم على المجرمين القتلة.
لا استهين بما تقوم به الاجهزة المعنية لمحاربة المخدرات…ولكن هل الدولة بجلال قدرها و كل امكنياتها المادية و المعنوية عاجزة على محاربة هذه الافة الخطيرة او على الاقل التقليل من خطورتها…كيف مثلا التساهل مع شارب الخمر ( الخمر يباع علانية للعموم) والتشديد على مستعملى المخدرات…اليس كل مسكر حرام.اين ممثلى الشعب.هل ندرك مدى خسائر المجتمع و عدد القتلى بالطرقات…بسبب تعاطى الخمر ..والمخدرات…ما راى المجلس الاعلى للعلماء.. والعلماء ورثة الانبياء..(علماء امتى كانبياء بنى اسرائيل) الحديث.(فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم) صدق الله العظيم…