الرئيسية / ميساج / رسالة اليوم الرابع من رمضان: وصايا إلى رجل المستقبل في زمن الحروب و العولمة سيمة العقل الشرف…إن غاب عنه انحرف…ذبل الحق و انجرف.. وعاش الباطل في ترف

رسالة اليوم الرابع من رمضان: وصايا إلى رجل المستقبل في زمن الحروب و العولمة سيمة العقل الشرف…إن غاب عنه انحرف…ذبل الحق و انجرف.. وعاش الباطل في ترف

… لأنكم فلذات أكبادنا، وأعمدة المستقبل فنحن نحرص على مستقبلكم كحرصنا على الحياة. فأنتم الحياة بكل زينتها….
ابني العزيز:
إنك الآن في مرحلة تدعو إلى التفكير قبل التدبير… في مرحلة تدعو إلى الإستقامة في المشي قبل المضي فيه… في مرحلة تجعلك تنظر بعين دقيقة إلى الآفاق لمعرفة سبل الوصول إليها.
فأرجوا الصمود و المثابرة لنيل ما هو أطيب و أحلى، و أرجوا قوة العقل و صفاء القلب و رقة اللسان… فإن بهذه الصفات الثلاث تستطيع ركوب صاروخ السعادة و تفجير أيام الشقاء.
ابني العزيز:
إنك اليوم تطل على جبهة غير التي كانت مسرحك, و تسير في اتجاه يطلب منك الدقة و التركيز، و لهذا فإنني أوصيك بالحذر…احذر فأن السبل ملغمة و الأجواء مظلمة و المغريات مسمومة.
فلا تسلك طريقا قبل فحصه و لا تدخل فضاء إلا و عقلك نورا له، فنور العين لا يكفي أما لقمة عيشك فأنت من يسممها و أنت من يطهرها.
أي بني:
انظر إلى الشيء قبل أن تنظر في أعماقه و الغوص فيه…اجعل بصيرة العقل الأساس و بصيرة العين مزكية. (( أما بصيرة القلب فحدودها الفرقان))
إياك و المراهنة فإنها عمل الضعيف فليكن صوتا مقنعا، أو سمعك مقتنعا … وإلا فالشورى والتوافق هما خلاص المتناقشين. إياك و التشبث والأنانية فإنهما يضعفان الحواس. فليكن رأيك موضوع مناقشة و لتكن عينك مرافقة للعيون و لتكن يدك مبسوطة تلتقط ما سقط.
ابني العزيز:
أتدري أن الحياة ملعب كرة القدم، و أن الفريقين هما أولا أنت و الثاني الزمن فلتأخذ المبادرة لتبدأ بالهجوم، و لتكن توغلاتك مجدية و قذفاتك صاروخية تصيب الأهداف المرسومة …فالزمن آت و الويل لك إذا ضاعت كرتك.
ابني العزيز:
قد حان للسانك أن ينوب عن بقية أعضاء جسمك بحكمة و قناعة و هدوء و حان لحركاتك أن تستقيم فكن أذنا صاغية و نفسا راضية و روحا عالية. فلا تترك الفرصة لأعداء البشرية حتى يخدرون عقلك و يغيرون مقاصدك. إياك والفضول السلبي، فدخوله يجعلك تطرق أبواب وهمية و تنغمس في مآرب وحشية. فإن ذلك يضعف من إقدامك و ينسيك مهامك الحقيقة. إياك أن تتباهى بأعمالك فإنك ستكثر من حسادك فليكن التواضع و السرية موطنك و ليكن نجاحك أنت لا أنت نجاحك.
ابني العزيز:
سألتك بالله أين الصبي، و أسألك اليوم أين الطفولة، فاسأل نفسك عن الشباب، هل هو آت أم أنك ذاهب إليه… و إذا كان الأمر كذلك فما هو سلاحك… بماذا ستغذيه و قد وقف عند بابك . بالأمس وفي مرحلة الحضانة وبداية الطفولة كان صراخك مصدر قوتك و حركاتك البريئة موطن سعادتك … أما اليوم وأنت تطل على مرحلة الشباب فقد حان لعقلك أن يزن كل حركة بمكيال يوقف بين الحياتين(( الدنيا و الآخرة)) لا بمكيال التناوب الذي يخدم الأولى بضرب الثانية أو ينفع الثانية بسحق الأولى . فاجعل من شبابك عذابك. فليكن ذراعك سلاحك و عقلك وكيلك… فأما السقوط فالنجاح مناله و أما الخمول فالضياع مصيره… و إن سقوط المثابر لنجاح للأمة. فإياك و أنياب اليأس. فلتكن جدران عقلك من حديد صلب شفاف. و ليكن جسدك لا باللين و لا بالصلب. و ليكن انحناؤك طاعة الله أو تواضعا واحتراما للبشر لا خضوعا له.
ابني العزيز:
إياك أن تهمل موطن الصداقة فهي للهموم مقر للتفريغ و للسعادة مجال للتفريخ، فالصداقة مجلس الشورى و الأنس، فأرجوا اختيار أعضاء هذا المجلس….فلتخضع صديقك للتجربة مرات و مرات، و ليكن الإغراء أولها ، ثم الأسرار ثانيها ، ثم التنافس ثالثها، فإذا سلم من هذه التجارب فاجعله قريبا منك … والله راعيكما.
إياك و الشك، وإياك و التأويل فليكن كلام صديقك مفهوما كما جاء لا تعطيه أبعادا أخرى .
ابني العزيز:
أوصيك بالصدق بلا قسم، و بإعطاء الجملة كاملة بفعلها و فاعلها و مفعولها .. إياك و التكرار، لأن التكرار يولد الشك في نفوس المستمعين، فالتأكيد يأتي عن طريق الإقناع لا عن طريق التكرار و القسم.
كن صاحب مبدأ و ليكن مبدئك يحترم آراء الآخرين، و يرتكز على صفات حميدة وقواعد علمية حديثة تسير وفق وضعك اليوم . و ليكن مبدئك في تطور دائم يسد حاجتك الفكرية و المادية و يراعي المصالح الاجتماعية.
ابني العزيز:
إذا أسند إليك منصب المسؤولية، فليكن أمرك أمر شورى. و ليكن حبك للمصلحة العامة أكثر من حبك لمصلحتك الشخصية… فإياك و العفرتة فإن الله يجزي كلا حسب أعماله.
فلتكن سعادتك ملتحمة مع سعادة كل العاملين في فلكك. ليكتمل السعد و تنال المصلحة قدرها مما كانت تنتظر. فليكن منصبك عضوا خاضعا أو رئيسا نافعا أو مستشارا متواضعا و ليكن قلبك ضمن القلوب لا محميا بهم و لا زاهدا منهم ولا زاهيا فوقهم …فإن حب القلوب يزيد من ارتباط العقول و ارتباط العقول فوز للأمة و مجد لها.
و أخيرا ابني أوصيك بطهارة السلوك فإنها مفتاح لكل البنوك و شرف العقل فإن:
سيمة العقل الشرف
إن غاب عنه انحرف
ذبل الحق وانجرف
وعاش الباطل في ترف

تعليق واحد

  1. شكراااااااااااااااا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *