عذرا يا عرب فقد أديتم أدورا طلائعية في سلسلة الثورات العربية التي ألفها وأخرجها العم سام والخالة فرنسا وتم إنتاجها من أموالكم ودماءكم وعرقكم…
لقد شاركتم معنا في سلسلة الكاميرا الخفية … التي أعدها وأخرجها مهندسو العالم الأقوياء الذين يسعون إلى إعادة التقسيم الترابي وتوزيع ثورات البلدان العربية…شاركتم بدمائكم ودموعكم وعرقكم وكل سوائلكم الجسدية في إمتاع عالمهم، وتسهيل مهامهم في تنفيذ مخططاتهم الصهيونية…التي في سبيلها لا يهم قتل واغتصاب الأطفال والنساء…ويتم التغاضي عن كل القوانين الدولية…
… إنها رسالة الأمريكيين وحلفائهم العظماء إلى كل الشعوب العربية…سواء تلك التي انتفضت ضد أنظمتها، وضنت أن انتفاضتها هي من قادت ثورات إسقاط الأنظمة بكل من تونس ومصر وليبيا واليمن … وأن اعتصاماتها وصمودها مكنتها من تغيير سيوفر لها أنظمة بديلة تعيد نسج مجتمعاتها وهيكلة إداراتها، وتطهيرها من الفساد والاستبداد…أو تلك الشعوب التي تسير على نفس الطريق، وتؤمن بأنها ماضية من أجل فرض التغيير للأحسن…كما يقع حاليا في سوريا والعراق… رسالة واحدة حملها أسطول القتل والتنكيل، الذي وجه صوب معتصمي رابعة العدوية، والذين لم يكن لهم سوى مطلب وحيد يتمثل في الحفاظ على الشرعية، والتي بدونها تصبح مصر (أم الدنيا)، غابة للوحوش، ويصبح الكل فريسة، وتحمل شعارا التصفية من أجل السلطة والمال… رسالة بدأت بإزاحة محمد مرسي من طرف وزيره في الدفاع، الذي أحكم قبضته على الجيش بمخالب أجنبية، ورمى بالشعب المصري إلى عهد ما قبل التاريخ… لينصب نفسه فرعونا جديدا يصنع المؤيدين والمعارضين، وتكفل بإبلاغ الشعب المصري بأنهم كانوا ضحية الكاميرا الخفية، وأن لا جديد طرأ وسيطرأ في تدبير شؤون البلاد. جاء ليخبرهم بأن عالم الأقوياء لن يقبل بما يراه ويفرضه الشعب عن طريق الانتخابات والمساطر القانونية المحلية، وأن عالم الأقوياء لن يقبل بنظام إسلامي كيف ما كانت درجته ومستوى تعامله وليونته وتسامحه…. رسالة ليست موجهة فقط للشعب المصري بل لكل الشعوب العربية المسلمة، التي قد تفكر في منح القيادة للإسلاميين. تقول لهم إن على القيادات العربية التي ترغبون أن تنصبوها مستقبلا، أن تكون في خدمة عالم الأقوياء أولا وأخيرا، وأن تترك أوراقا فارغة في دساتيرها الجديدة لتضاف بها قوانين وبنود تحميه مصالح العم السام والخالة فرنسا ولقطاء اليهود… أعدتها مسبقا القوى الظلامية وباقي أفراد أسرته العلمانية القوية… لكي تعد الشعوب العربية للانحلال والانحراف والابتعاد عن دينهم وتقاليدهم… في أفق محو ذاكرة الشعوب العربية، وإعادة شحنها من طرفهم.
… سقطت مصر… وقامت لكي تسقط من جديد… وستلقى باقي دول تونس وليبيا و…نفس المصير… وستستمر في الوقوف والسقوط إلى أن تستفيق الشعوب من غفوتها، وأن يسحب أسلحته الفتاكة المادية والمعنوية من ساحة المعارك الدائرة بين بعضهم البعض، وأن يصوبوها نحو الكراكيز التي تحكم بلدانهم، وصوب من يديرون شؤون البلاد بجهاز التحكم عن بعد (التيليكوموند) من داخل قصورهم بالخارج… ليس بالضرورة أن يدخلوا معهم في حرب قد لا تنتهي وقد تكون غير متكافئة… لكن بالصمود في وجوههم ورفض كل إجراء يضر بكل مواطن أو مواطنة..، كان مسلما أو مسيحيا أو علمانيا أو متطرفا…والاقتناع بأن تجفيف سفوح الأهرامات المصرية مثلا، من السيول والتعفن، لن يجدي نفعا مادام في قمم تلك الأهرامات فراعنة مصريين حرسين على استمرار تدفق تلك السيول والتعفنات، ومادامت هناك منابع ومجاري يتزود بها الفراعنة من خارج فضاءات (أم الدنيا…).
… إنها الكاميرا الخفية يا سادة في أوجه تطورها، أعدت لتبث في كل القنوات التلفزيونية الفضائية والأرضية، وعلى جميع المواقع الالكترونية والصفحات الاجتماعية للعالم الإفتراضي الذي لعب دور البطولة في كل مشاهدها… إنها الكاميرا الخفية الوحيدة التي لم يستأذن فيها الضحايا عند نشر مشاهدهم، ولم يراعى فيها نوعية المشاهدين وفئاتهم…حيث بثت مشاهد القتل والتنكيل والاستخفاف بمطالب الشعوب، ولم تفرض عليها أية رقابة إعلامية… إنهم الأقوياء الذين يكشرون على أنيابهم حين يرون بعدساتهم وعيونهم الاستخباراتية أنهم باتوا مهددين من قوافل عربية سائرة في النمو. أو أن شعوبهم باتت في حاجة إلى دعم وموارد يفتقدونها داخل بلدانهم….ينادون بالديمقراطية وحقوق الإنسان من أجل تلميع صور أنظمتهم، ويتحولون إلى وحوش كلما تعلق الأمر بالبحث عن ثورات وفرض مخططات تخمد ثورات شعوبهم، وتضمن حماية حدودهم… يطئون بأرجلهم وأحذيتهم على كل المواثيق الدولية والشعارات التي ما فتئوا يهللون بها عندما يتعلق الأمر بملفات وقضايا عربية… من أجل تحقيق أهدافهم في كسب المزيد من المال والجاه والإلهاء لشعوبهم التي نجحوا في إبعاد معظمها عن عالم السياسة…هنيئا لكم بسقوطكم في شباك الكاميرا الخفية … وبالمناسبة فقد تم بث السلسلة بالمباشر ودون استشاركم… ولا حتى أن يمدوكم بميكرفون القناة المنتجة من أجل التعليق وإرسال إهداءاتكم …
وفي الختام أشقائي في كل ما كان… تأكدوا أنه لا توجد ثورات بدون قادة أو قيادة، وأن الدعوة إلى التغيير. تتطلب أن تأتي من جهة مستقلة تتشكل من داخل نفس الدولة لها غيرة أكيدة، وتجري في دماءها الوطنية والرغبة في إنقاذ بلدها. فثورة مليون أو عشرة مليون نسمة، ستولد ثورات أخرى ، لأن البلدان تسير شؤونها بالتوافق وليس بالإجماع الذي لا يمكن أن يحقق حتى في أرقى الديمقراطيات. فأرجو أن تقوموا باختيار القائد والقيادة ورسم الأهداف والمسارات قبل إدخال الشعوب في متاهات وعرضها للمزادات العلنية. تأكدوا أن الممول والممون والمخطط هو منكم وإليكم، وأنه تطوع من اجل تحقيق مصالحكم ومطالبكم المشروعة… فأرجو ان تلعبوا أدوار البطولة في صنع بلدانكم وأل تسقطوا مرة أخرى في شباك الكاميرا الخفية التي تنصبها الدول الطامعة في وقت و آن، وترصد تحركاتكم وسكناتكم.
الرئيسية / ميساج / رسالة اليوم السابع من رمضان…سلسلة الثورات العربية سيناريو وإخراج العم سام والخالة فرنسا وبطولة الشعوب العربية… شكرا يا عرب… شاركتم معنا في الكاميرا الخفية