الرئيسية / ميساج / رسالة اليوم ال25 من رمضان … في انتظار المولود الجديد

رسالة اليوم ال25 من رمضان … في انتظار المولود الجديد

تنتظر الزوجة بفارغ الصبر ساعة الصفر، التي تعرف انطلاقة أول تركيبة بشرية تنسجها مع زوجها بعد مخاض تسعة أشهر، ووحم ارتكبت خلاله حماقات مختلفة … أكلت فيه الغرائب والعجائب(فاخرـ صلصال…)….  تمنت أثناء حملها وقبله مولودا ذكرا أوأنثى، هيأت له في خيالها جنة كتلك التي تحت قدميها، وحاكت له من الوظائف والصفات ما تراه أجمل وأحلى في مجتمعها.

إن كان في خيالها ذكر، فإنها تجوب الواقع بنظرها، تستسقي من كل الأطفال والشباب والرجال العدة الكافية، تلقح بها جنينها. وإن كانت أنثى، فجميلات ومثقفات ورياضيات المجتمع،  لن يسلمن من تنهيداتها… تمتص رحيقهن وتغذي به جنينها.

ويبقى الزوج طيلة أيام حملها، يراقب عن كثب كل تحركاتها، يلبي رغباتها وإن كانت في مجملها بعيدة كل البعد عما يعرف عنها من تقاليد وتوازن وانضباط، في انتظار ما ستنجبه من مولود، يكون هو الآخر قد تفنن في نسج مسار لمستقبله وبساط يحلق به بعيدا عن كل الإختلالات والاضطرابات المجتمعية.

تدق ساعة الصفر،  وتدق معها قلبيهما، فتذوب كل الأحلام والمتمنيات وسط الهواجس والمخاوف… قلق واضطراب يشل حركة الزوج وخوف غريب ينتاب الزوجة…يستعد الجنين الثائر للخروج …  تصرخ وتصرخ … تناشد… تطلب… تلد. ليعم صمت لثوان معدودة… يعطس الغريب المنتظر… يوغوغ … وغ، وغ. يصرخ … فتدوي في الفضاء المجاور زغاريد… تنعش الزوج،  فيهرع إلى حيث لا يدري… زوجته…ابنه؟..ابنته؟..توأمه؟…

يبرز الوجه الجديد داخل الاسرة … صورة طبق الاصل لأبيه …لأمه … بعض ملامحه تعود لجده … جدته…الكل يشارك في رعايته… الكل ينتظرالتفاته … بسمة … و يبدأ العد العكسي …تبدأ معه عقارب ساعة المولود تدق بقوة… يوم.. يومان.. صراخ وصراخ… من أجل التغذية… الحماية… الدفئ… الألم… . تمر الأيام والشهور… يفتح فمه ليستقبل كل محاور… يداعب بأطرافه كل جسم يحتك به… يكبر.. يكبر يفتح صفحاته ليراجع ماكتب عليها من سلوكات … تقاليد … أعراف… ثقافات …يصحح…يجدد … يبدع  … يملأ الصفحات البيضاء بما يراه مناسبا… يشق حياته… في انتظار أن يبدأ رحلة البحث عن مولود جديد.. وتستمر الحياة… .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *