الرئيسية / كتاب البديل / رسالة مفتوحة إلى كل سيدة متمردة … إلى المثيرات للجدل ( أميناتو حيدر، مليكة مزان…وغيرهن من النساء المتمردات)

رسالة مفتوحة إلى كل سيدة متمردة … إلى المثيرات للجدل ( أميناتو حيدر، مليكة مزان…وغيرهن من النساء المتمردات)

سيدتي أنا مغربي كملايين المغاربة من أم بربرية لكنني أتوجس كثيراً من كلمة أمازيغي لأنها مصطلح عنصري يفيد في حشد الناس ضد المسلمين وضد العرب. وهذا المصطلح شديد الشبه بنيوياً بتصنيف خطير استعمل إبان الحرب الباردة بقارات أخرى وهاهي كلمة «أمازيغي» تستخدمينها اليوم يا سيدتي مليكة مزان كوسيلة لنشر استراتيجية قومجية متعصبة.
وأتساءل كيف دفع بك الغرور أن تعتقدين بأنك ملكة ورمز كل الأمازيغ كما يحلو لك تسميتهم ب”الشعب الأمازيغي” وتدافعين عن ما تسميه بالقضية بشجاعة وبقلة أدب ” من تحت السروال” وتزكي دفاعك بالتنطع والرفض للرأي الآخر واحتقار الآخر في الكثير من الأحيان . من حقك ومن حق أي إنسان أمازيغي أن يدافع وهو في وطن غير المغرب عن الظلم الاجتماعي والعنصرية وعن قضاياه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . لكن عندما تتكلمين وأنت في بلد يحسد على أمنه واستقراره واحترامه لحقوق مواطنيه وتقولين ” أنا أدافع عن كرامة وحقوق الأمازيغ وعن تحرير الشعب الأمازيغي من الاستعمار ، بالله عليك عن أي استعمار تتكلمين ومن استعمر من..؟ بتصريحاتك في كل مكان تحرضين المواطنين ليثوروا ويتمردوا على النظام وتوجهين خطابك بالضبط لمواطنين مغاربة شرفاء والدين تشبهينهم بالأكراد وبالفلسطينيين ولبوليزاريو وهم أحرار في بلدهم المغرب وهم سكانه الأولون، حتى عدي اوبيهي وعبد الكريم الخطابي والقائمة طويلة لم يفكر أي أحد منهم في ما تفكرين فيه أنت اليوم . أين كنت في عهد الحسن الثاني أنت وكل الدين يقللون الحياء اليوم على ملك البلاد ويتطاولون على الوطن و مقدساته ..؟ هل نسيت بأن الكثير من القادة السياسيين والوزراء القدامى والجدد والنواب بالغرفتين جلهم من أصول امازيغية..؟ هل نسيت بأن محمد السادس أمه امازيغية ..؟ هل نسيت بأن أم الحسن الثاني المرحومة عبلة من أصول أمازيغية ..؟ أنت أدكى من كل هاؤلاء .. ، استيقضي من سباتك أيتها السيدة المغرورة وصدقي بأن الشعب المغربي واحد غير قابل للتقسيم يعيش فيه مند عصور الريفي والصحراوي والعربي والبربري ولا فرق بين هدا وداك ” يا آيت مازيغ”. أخاطبك كأمازيغي وأتحمل مسؤوليتي بأنك ودون مغالاة كحبة رمل في صحراء وصفر خارج اليمين واليسار والوسط تدورين حول حلقة مغلقة لوحدك ، تريدين استعمال أهل سوس وريافة وزيان قنطرة عبور للوصول إلى الشهرة . لست مناضلة سياسية، أنت شاعرة تنكرت لوطنها وأصولها وركبت الخطر . لست بثائرة ولا هم يحزنون. عودي إلى الوراء وتصفحي تاريخ المناضلات اللواتي دخلن التاريخ من بابه الواسع وهن كثيرات ولكي لا استشهد بثائرات من أصول معاربية ومغربية دعيني أسوق إليك نمودج من قارة أخرى أكيد أنك سمغت عن المناضلة ” أنجيلا ديفيس” كانت شيوعية، مناضلة ناشطة في حركة سياسية خاصة بالسود، اعتقلت عشرات المرات وجاب خبر اعتقالها العالم في الستينات والسبعينات.أدينت أكثر من مرة لاتهامها بالتآمر ضد الدولة، واتهمت بالمشاركة في محاولة هروب قادة حركتها، ساندت الكفاح المسلح ضد الرأسمالية والإمبريالية و مواجهة التمييز العنصري ضد السود في جنوب أمريكا. وكانت قدوة المناضلات وعند اعتقالها سنة 1970 نادت كل شعوب العالم بصوت واحد “أطلقوا سراح أنجيلا ديفيس” هده المناضلة لم تنطق أبدا بكلمة الشعب الأسود ، ضلت مخلصةً لمبادئها وقناعاتها الشيوعية، وكانت دائما تؤكد ضرورة مواصلة النضال ضد العنصرية والظلم الاجتماعي. ولعلمك سيدتي أنجيلا ديفيس، كنتِ عضوةً في منظمة سياسية ومرشحة الحزب الشيوعي الأمريكي لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة، ومثلت على قائمة مكتب التحقيقات الفدرالي للأشخاص “الأكثر طلباً” اعتقلت سنة 1970 وأُدِينت كإرهابية وعدوة للدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *