مالي أراك تسارع الزمن من أجل بسط نفوذك … ومن أجل إقناع سكان المدينة الخضراء أنك الشخصية (رقم واحد) داخل بلدية ابن سليمان، القادرة على تسوية أو عرقلة كل الأمور بجرة قلم أو ربما بصرخة لسان…ناسيا أن للبلدية رئيس اسمه محمد جديرة المفروض أن يكون في الواجهة، وأن يكون القائد والقدوة داخل البلدية. وأن للبلدية مكتب مسير ولجن وكاتب عام (مدير إداري)، وموظفين وموظفات…
مالي أراك تترامى على مهام الرئيس، ومهام الكاتب العام في تدبير الموارد البشرية، إلى درجة أن البعض من الموظفين، ضنوا للحظات أنهم يعملون في ضيعة (فيرمة)، أو مصنع تملكه. تساءلوا بأي حق تحول شبكة الموظفين، إلى رقعة ل(الداما)، تقوم بتغييرات عشوائية دون احترما لمدى كفاءة ومهنية كل واحد منهم…تقوم بالتغييرات ورئيس البلدية حاضر ومتتبع لشؤون البلدية بشكل يومي…فلا هو ميت ولا هو مصاب بمرض عضال ولا هو مختفي عن الأنظار، لكي يفوض لك بهذه الإجراءات التي من اختصاصه…
مالي أراك تقضي في أمور إدارية تجهلها، عوض أن تحيلها على ذوي الاختصاص من موظفي وموظفات البلدية… وتخاطب المواطنين بالرفض أو الإيجاب في قضايا وملفات لم تتطلع عليها، بل إن بعض تلك الملفات في حاجة إلى موظفين ذوي الاختصاص لفحصها وتوضيح الأمور إليك… علما أن أول ما كان عليك أن تنتبه إليه، بعد أن نصبت نفسك رئيسا للبلدية بالقوة. أن البلدية في حاجة إلى موارد بشرية متخصصة( مهندسين معماريين وبيئيين)، وفي حاجة إلى إنصاف الموظفين، بالإسراع في عملية إخراج مشروعهم السكني إلى حيز الوجود. ولما لا تعوضيهم من مالك الخاص ك(مقاول صاحب محل لبيع مواد البناء)، عن السنوات التي استغليت فيها أرضهم قبالة مقر نيابة التعليم، حيث لازلت إلى حدود الآن تضع فوقها مواد البناء (رمل، كياس، اسمنت، حديد…) التي تتاجر فيها. بالإضافة إلى التعفن الذي لازم المنطقة، وأضر بصورة مقر النيابة… وليسوا في حاجة لكي تخاطبهم بلهجات صارمة، توحي لهم بأن عليهم الأمر والطاعة فقط، دون إبداء أرائهم. ولا تنبيهك إلى ما هو قانوني وما هو منطقي…خصوصا أن هؤلاء الموظفين والموظفات هم المسؤولين المباشرين، وهم المعنيين بالتفحص والبحث وتدبير ما يفرضه القانون، لا ما تفرضه نزوات منتخب…وهم الأكثر عرضة للمحاسبة والعقاب…
مالي أراك لا تدري أنك لست سوى منتخب، مهما علت مهمتك داخل المجلس البلدي، وأنك في حاجة ملحة للموظفين والموظفات من أجل التأشير على ما هو صحيح، وإنجاز ما يحق إنجازه… وأن مهمتك كنائب أول للرئيس لا تعطيك الحق في (جرجرة) الموظفين والموظفات واستدعاءهم في كل لحظة من أجل مواضيع أغلبها تافهة… فقط من أجل استعراض العضلات أمام المواطنين والمواطنات، والتأكيد على أن (البيك .. مع وضع ثلاث نقط فوق الكاف)، حاضر بقوة وأنك الوحيد الذي (يفك ويربط)… ولا تعطيك الحق للجلوس على كرسي الرئيس داخل مكتبه. واستقبال المواطنين والمواطنات. بينما الرئيس في نفس الوقت، يلجأ إلى مكتب الكاتب العام، ليجتمع بالمواطنين، كما عاينت شخصيا صباح اليوم الاثنين. إن ما تواظب عليه يوميا داخل مجلس البلدية، ورفوف مكاتبها، لا يمكن أن يصنف بالعمل الجاد والمبادرة اللازمة لقضاء مطالب السكان.. ولكنه ببساطة يدخل في إطار الاستعدادات التي تسلكها منذ مدة للاستحقاقات التشريعية المقبلة.
مالي أراك لا تكتفي بمهمتك كمسؤول أول (مفوض من طرف الرئيس) على التعمير بالمدينة… وفتح الباب أمام المسؤولين الآخرين (المفوضين من طرف الرئيس)،حتى يكون التدبير مشتركا وحتى تكون الخدمات متنوعة وذات جدوى… وهي المهمة التي لا يمكن أن تتنازل عنها لأي منتخب آخر…على الأقل حتى تضمن عملية الإسراع بإنجاز تجزئتك السكنية العالقة. وحتى تقول للكل داخل عمالة ابن سليمان وولاية الدار البيضاء/ سطات، وكل المعنيين بالاستثمار المحلي، أنك الآمر الناهي، والوحيد القادر على الترخيص لمن تشاء من المستثمرين، وطرد ما تراه غير مناسبا لك…
مالي أراك لا تراقب (بونات) الوقود، وسيارات الخدمة (جيم)، وتعمل رفقة الرئيس على تقنين الخدمات بواسطتها. فقد بلغنا أن إحدى السيارات نوع لوكان، وضعت مؤخرا رهن إشارة أسرة كانت تريد قضاء مصلحة خاصة بها. حيث نقلت أفرادها إلى محكمة بالدار البيضاء، وعادت بهم…وأذكرك سيدي البرلماني بما قمت به خلال مناقشة الحساب الإدارية للسنة المالية 2011 للمجلس البلدي، حيث كشفت عما اعتبرته حينها بفضائح التزود ب(بونات) وقود المجلس البلدي لمدينة ابن سليمان. وقلت: إن هذه (البونات) تباع لسائقي سيارات الأجرة. وتمنح بطرق غير قانونية لغير مستحقيها…. ورفعت في لحظة غضب صورتين قلت إنهما لموظف بالبلدية، ضبط على متن سيارة الجماعة بالقرب من السوق الممتاز (مرجان) بعمالة المحمدية، وبرفقته مومسات. وطالبت بفتح تحقيق في لائحة المستفيدين من وقود الجماعة… فهل قمت رفقة رئيسك بتقنين عمليات التزود بالوقود واستعمال سيارات الجماعة وعتادها في خدمة الصالح العام ؟؟ …
إنها رسالة خفيفة الظل ثقيلة المعاني والأهداف .. أتمنى من الله أن تلتقطها بعفوية وبدون غضب … وأن تقوم بتصحيح خطاك ومسارك… وتأكد أنه لا يحق إلى الصحيح… وأن مسؤولية تمثيل الناس والاهتمام بخدماتهم وقضاياهم الاجتماعية، هي أسمى وأعظم مسؤولية… يمكنك أن تنال من وراءها كل الخير والنماء… وأن تفوز بأعظم ما يمكن أن يمنحه الله لأي كائن بشري… إنها الجنة يا كريم فأرجوا أن تكون كريما … وأن تحفظ عن ظهر قلب هذا الحديث النبوي الكريم : يحشر قوم من أمتي يوم القيامة على منابر من نور يمرون على الصراط كالبرق الخاطف، نورهم تشخص منه الأبصار، لا هم بالأنبياء ولا هم بصديقين ولا شهداء إنهم قوم (تقضى على أيديهم حوائج الناس).