سيأتي يوم لم يكن في الحسبان، فيه تتشابه الأحداث والشخوص و الروايات ، وفيه تعرف أن وجودك لا يعني شيئا وأن وجود غيرك أيضا لا يساوي شيء ، وفيه أيضا تتمنى الموت لأنه السبيل الوحيد للتخلص من عبئ هذه الحياة المملة المليئة بالضجيج ،
هذا اليوم ليس كباقي الأيام ، يوم طويل المدى غير واضح المعالم ، يوم بارد رغم حرارة الطقس ، يوم مظلم رغم نور الشمس ، يوم صامت رغم ضجيج المارة , يوم حزين رغم ابتسامته المرسومة على عقارب الساعة التي تمر ببطئ.
هذا اليوم لابد أن يأتي لكي يلقنك درسا لن تنساه أبدا، درس بلا معلم ولا منهج ولا منطق ، ستجدك نفسك أمام مرآة مكسرة وأنت تنظر إلى ملامح وجهك غير الواضحة ، ستهرب من اليمين الى اليسار ومن الأعلى الى الأسفل من روحك المتعبة بالخيبات.
وصل يومي الذي لم أتمناه ، فجأة تحول المشهد من داخلي الي خارجي ومن نهاري إلى ليلي , وجدت نفسي أمام دهشة الإرتجال لكي اساعف ما تبقى من أمل ، لكن هذا اليوم لم ينفعني أمل ولا خطة عمل لأن هذا اليوم ليس كباقي الأيام .
ها أنا أفكر من جديد أتالم وأنصت مرة أخرى إلى جراحي القديمة رغم أمد التجاهل والنسيان ، ها أنا كطفل بلا أم ولا مأوى أبكي ولا أجد حضنا اهرع إليه ولا يد تمسح عيناي بلطف ، ها أنا كشمعة انحرقت على الآخر و اندلعت من جديد لتحرق كل جميل في المكان .
ها أنا راحل إلى هناك حيث لا اعتبار هناك الى للمظاهر ، و لافرق بين الفنان و السياسي ولا غيره ، حيث لا وجود للظلم ولا السلطة ولا الكراهية ، هناك حيث يسكن الناس بالتساوي محترمين مسافة الأمان ، هناك حيث لا وجود للغو ولا أثر جراح ممكن أن تحيا من جديد .
إنتظر يومك سوف يأتي لا محالة و تقبله كما هو بدون مقاومة لتسهل عليك مرحلة العبور الى مصيرك المحتوم …
رشيد العماري.
ما لا نهاية…