ما ذنب الراحلة السعدية اكرام أرملة الحي المحمدي بمدينة ابن سليمان، التي تم اغتيالها قبيل صلاة العشاء من يوم الجمعة الماضي، من طرف شاب منحرف، دهسها بسيارته، وفر هاربا في اتجاه المجهول، دون أن يلتف إليها من أجل تقديم المساعدة لشخص في خطر… شاب كان يقود بسرعة فائقة بزنقة ضيقة، معظم مستعمليها هم راجلين محليين، وأكثرهم نساء وأطفال ؟ .. ما ذنب هذه المجاهدة التي سبق وفقدت طفليها غدرا، أحدهما إثر حادثة السير، والثاني قضى غرقا داخل بركة بالغولف أو (الغول)..كانت المسكينة تقضي أيامها في العبادة والصيام في انتظار الوداع الأخير بعد أن غادرها زوجها العطار إلى دار البقاء.. ليأتي شاب متهور، ويضع حدا لحياتها، بطريقة أبكت البعيد قبل القريب.. طريقة تبرز كيف أن حياة الناس أصبحت رخيصة لدى البعض.. وكيف أن البعض ممن يتوفرون على دراجات نارية أو سيارات، لا يهمهم أن يحترموا قانون السير. من أجل حماية الراجلين، وخصوصا بالأزقة والدروب، حيث الأطفال يلعبون، والنساء يتبضعن، والشيوخ بالكاد يمشون مستندين على عكاكيز، أو ينتظرون التفاتة أحد المارة لمساعدهم…
إن روح الضحية السعيدة الطاهرة، والتي عاشت أرملة بألف رجل من أجل تربية أطفالها، تساءل كل الاجهزة الامنية والقضائية وممثلي السلطات والمنتخبين.. وتطالبهم بوقف النزيف وحماية الأرض والعرض والحياة التي هي أكثر ما استطاع البعض إدراكه في الحياة..
بات من الواجب وقف التسيب والفوضى التي يفرضهما مجموعة من المنحرفين ومدمني المخدرات والخمور والأقراص المهلوسة، بالشارع العام. ولم يعد حبيس اعتراض السبيل والتحرش بالفتيات والنساء، وإزعاج السكان بالصراخ والكلام النابي.. بل إن بعضهم باتوا يفرضون أمنهم الخاص على الراجلين والسائقين بأزقة وشوارع المدينة. يمتطون الدراجات النارية ذات محركات فائقة السرعة، والسيارات (وأغلبها مكتراة)، ويقودون بسرعة جنونية، وهم في وضعيات نفسية وعقلية جد مضطربة.. وهو ما جعل الساكنة يعيشون رعبا وانفلاتا أمنيا حد من تحركاتهم، وأفقدهم شهية التنقل والتبضع بالمدينة.. بل منهم من أغلقوا منازلهم، وفضلوا قضاء بعض الأيام بعيدا عن الضوضاء والسيبة..