الرئيسية / نبض الشارع / سكان ابن سليمان: أرضكم خلابة.. وأنتم غلابة

سكان ابن سليمان: أرضكم خلابة.. وأنتم غلابة

بات واضحا أن مدينة ابن سليمان لم تتزين قط لسكانها، وأن المرافق الرياضية والثقافية والترفيهية والساحات.. التي أنجزت فوق أراضيها. أعدت لاحتضان أنشطة ولقاءات جهوية ووطنية، لا مكان فيها لابن وبنت المدينة.. وأن معظم تلك المرافق أنجزت فقط لأن موقع المدينة مميز. باعتباره يتوسط العاصمتين الإدارية  (الرباط) والاقتصادية والمالية (الدار البيضاء)، وباعتبار جودة مناخه وثرواته الطبيعية البرية والبحرية وشبكته الطرقية والسككية.. مرافق تتحكم فيها وزارات وشخصيات لا علاقة لها بالإقليم… أنشطة أسبوعية مكثفة بالمدينة وضواحيها، يحضرها الغريب، ولا يعلم بها القريب ابن المدينة. أنشطة تنبت كالفطر بدون ندوات صحفية ولا إخبار للإعلام المحلي.. أنشطة لا تدر مالا ولا أي مكسب للمدينة…  بل إنها تنتهي بتعفن الحدائق والشوارع بالنفايات.. وتنهك قوى المسؤولين المحليين الموظفين أصلا من أجل حماية رعاية سكان المدينة.

 

بات واضحا  أن ما يهم الوافدين على المدينة، هو تنظيم أنشطتهم المشبوهة. وتوثيقها إعلاميا، بهدف تبرير صرف ما تدبروه من أموال عمومية وخاصة..ولا يهمهم أن تفاعل السكان، ومشاركة مبدعيه ونجومه.. كل من حضر إلى المدينة يجر وراء قنوات (الإثم والعدوان)، التي لا يهمها أن تبحث عن مدى استفادة أصحاب الأرض من تلك الانشطة التي يقومون بتغطيتها. وينتقون الكلمات الرنانة من أجل تلميعها.. لا يهمهم أن تلك الأنشطة تنظم بلا جمهور.. إلا ما تيسر من ضيوف وأقارب وأصدقاء المنظمين.. وأن لا وجود لمنابر إعلامية رسمية، باستثناء قنوات (الإثم)، ومعهم بعض أشباه المصورين، الذين لا يعملون بأي منبر إعلامي، وإنهم يقومون التصوير من أجل بيع الصور. أو نشرها على صفحاتهم الرسمية بالفايسبوك..

بات واضحا أن سكان المدينة لا يمتلكون مفاتيحها.. وأنهم مجرد كائنات داخل مراقد، لا رأي لهم فيما يجري ويدور بمدينتهم.. مفاتيح القاعة المغطاة ومركزي القرب السوسيو رياضية بيد المديرية الإقليمية للشباب والرياضية. ومن يريد الاستفادة عليه أن يؤدي أموالا خيالية. تضخ في حساب بنكي لجمعيات لا يحق لها قانونا أن تستخلصها ولا أن تصرفها.. لأن مثل تلك المرافق يجب أن تدار وفق النمط التدبيري المعروف ب(سيكما)، وقبل ذلك على المديرية ومعها المجلس البلدي واللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. أن يدركوا أن تلك المرافق أنجزت في خدمة المواطن السليماني البسيط. وأن أثمنة الاستفادة منها يجب أن تكون أثمنة رمزية.. وينتظر أن يتم إنجاز مرفق آخر تابع لنفس الوزارة. ويتعلق الأمر بمسبح (سومي اولمبي). طبعا فالوزارة لم تصدق خبر تواجد أرض منحت لهم على طبق من ذهب. لكي تنجز مشروعها الذي لن يستفيد منه سكان المدينة والإقليم. لأنه طبعا لن يكون فضاء للتدريب، بل فضاء للمنافسة والاحتراف…  هذا دون الحديث عن الملعب البلدي لكرة القدم، الذي أصبح الآن ملعبا تابعا لنفس الوزارة. والذي تمت تهيئته بعشب اصطناعي، لن يصمد أمام أشعة الشمس والتغيرات المناخية. عوض أن يتم تهيئته بعشب طبيعي.. إضافة إلى  باقي فضاءات الملعب المتعفنة. كالمدرجات التي لا تصلح حتى لإيواء الحيوانات الضالة..  ومركز الاستقبال الذي يحتضن في نفس الوقت مقر المديرية الإقليمية للشباب والرياضة… ودار الشباب التي لا تتوفر على ملاعب رياضية مجهزة ولا علا موارد بشرية ولا حتى من يحرسها ليلا…      

 

مفاتيح مركز ألعاب القوى بيد الجامعة الملكية لألعاب القوى، ورئيسها الملياردير.. وعوض أن يفتح المركز كما أمر الملك محمد السادس عند افتتاحهن بأن يكون مفتوحا أطفال وشباب الجهة والإقليم. فإن لا أحد من الإقليم يستفيد منه.. بل إن هذا المركز الذي عرف عدة سلوكات لا أخلاقية لبعض المستفيدين منه.. لم يظهر بعد حصاده.. علما أن المدينة والإقليم به المئات من الأطفال من الجنسين لهم مواهب وكفاءات في مجال العدو بكل أنواعه..وكان من الأولى أن يبادر مسؤولي المركز إلى تنظيم تظاهرة سنوية لانتقاء المميزين منهم، واحتضانهم داخل المركز..

مركب ثقافي مع وقف التنفيذ بحي الحدائق (الجرادي)، ومفاتيحه بيد وزارة الثقافة. أريد له أن يتم إنجازه فوق بركة مائية.. ولازال المشروع عالقا… ولن يخرج إلى حيز الوجود بسبب تلك المياه التي تغرقه بين الفينة والأخرى.. علما أن ما يسمى بدار الثقافة التي يديرها موظف مكلف بالإدارة وليس مديرا، ليس بها موظفين متخصصين. بل مجموعة من عمال تابعين للبلدية أو الإنعاش الوطني..

ليست وحدها تلك الفضاءات المغتصبة من طرف الغرباء والنخب، ولكن الحديث يطول عن أثرياء الإقليم الذين نهبوا كل عقارات الإقليم، بسام الاستثمار. بتواطؤ مع الجهات المعنية، وفي مقدمتهم مديرية الأملاك المخزنية ومديرية والعمران. التي يقوم بعض موظفيها بتسريب تصاميم العقارات، والتدخل من أجل استفادة من يدور بفلكهم… وطبعا فهؤلاء يجدون من يذهن لهم السير لكي يسير بدون عسر ولا مشاكل… ولو دعت الضرورة إلى الترخيص بالاستثناء وضرب تصاميم التهيئة… هذا غيض من فيض  ..يعلمه الكل .. ويتأذى منه سكان المدينة البسطاء.. الذين يخاطبونهم الضيوف والزوار بعبارة : مدينتكم خلابة… وتعني في العمق .. أنتم غلابة..       

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *