نظم سكان البسابس الغربية بالجماعة القروية عين تيزغة التابعة لإقليم ابن سليمان عصر اليوم الأربعاء وقفة احتجاجية للتنديد بما يتعرضون له بترهيب وابتزاز بغية إفراغهم من منازلهم وتشريدهم رفقة أطفالهم وشيوخهم ومرضاهم. وجاءت انتفاضة المتضررين المنتمين ل38 أسرة تسكن في منازل صفيحية وعشوائية، بعد أن فوجئوا بتهاطل استدعاءات محكمة ابن سليمان، التي قضت بضرورة إفراغهم تلك المساكن من أجل هدمها، دون أن تمكنهم من أرض أو سكن بديل يقيهم. كما أن المحكمة سبق وقضت بالسجن شهر واحد لبعض المتضررين، الذين رفضوا الامتثال لقرار الهدم. مطالبين بتدخل الجهات العليا من أجل إنصافهم. علما أن نفس المحكمة سبق وأنصفتهم، وقضت ببقائهم واستفادتهم من بقع أرضية خاصة بالسكن لا تتعدى 200 متر مربع. وهو ما اعتبره المتضررين تناقضا وجب التحقيق فيه.
ويذكر أن الأرض موضوع النزاع، كانت تعتبر ضمن ما كان يسمى بالأراضي المسترجعة التي عهدت قبل عدة عقود إلى تعاونية الأمل. إلا أنه تم تفويتها لبعض الفلاحين، في إطار تلك التفويتات التي بادرت إليها الدولة. وتم إقصاء آخرين، وجدوا أنفسهم مرغمين على الإنزواء داخل دوار (لاحونا). وقد حاول الفلاحون المالكين للأرض، إفراغ الذي رحلوا إليها بإذن ودعم من السلطة. فتعذر عليهم ذلك، بعد أن رفضت المحكمة دعوة الإفراغ. وقضت بأن يستقر السكان داخل منازلهم، ويفرغون باقي الأراضي الفلاحية. وهذا ما تم . إلا أن الفلاحين باعوا تلك الأرض إلى سيدة. هاته الأخيرة التي رفعت دعوى قضائية مستعجلة من اجل إفراغهم من الأرض وهدم منازلهم، بل إنها حصلت على حكم يقضي بتغريم السكان مبلغ 200 درهم عن كل يوم تأخير. وأصبح السكان ملزمون بالإفراغ والهدم وأداء غرامات مالية قدرت بأزيد من 8 ملايين سنتيم.
وأكد السكان الذين يعيشون بلاماء ولا كهرباء ومسالك، أنهم يقطنون بالدوار المعروف ب(لاحونا) منذ فجر الاستقلال، بإذن من السلطات المحلية، التي وفرت لهم حينها الأرض، وحفرت لهم بئرا، لازالوا يستعملون مياهها للشرب والتنظيف. وأن على الدولة أن تدعمهم من أجل الاستقرار، إن أرادتهم أن يفرغوا منازلهم ويهدمونها. باعتبار المدة الطويلة التي قضوا فوقها بإذن من السلطات المحلية والإقليمية. وطالبوا بدعمهم ماديا، أو منحهم منازل بديلة. مستنكرين ما يتعرضون له من مضايقات وضغوطات غامضة. مستغربين كيف يمكن لنفس المحكمة أن تحكم لصالحهم، وبعد سنوات تحكم ضدهم، في قضية إفراغ، كان من الواجب أن تراعي الأوضاع الاجتماعية والإنسانية. وتساءلوا كيف أن سكان الصفيح بالمدن، يستفيدون من دعم وتعويضات ومنازل أو بقع بديلة. في الوقت الذي يسعى الكل من أجل تشريدهم دون وجه حق.