تستمر معاناة سكان دوار الكدية بالجماعة القروية عين تيزغة التابعة لإقليم ابن سليمان، مع مقالع الأحجار والموت والدمار، لما يزيد عن عشرين سنة. تعاقبت الحكومات، وتعاقب معها المسؤولين والمنتخبين محليا وإقليما على تدبير شؤون الأرض والعباد، دون أن يحظى هؤلاء المتضررون وغيرهم بجماعتي عين تيزغة والزيايدة، بالإنصاف اللازم. فيما اتضح جليا أن أصحاب تلك المقالع باتوا يفرضون أمنهم الخاص. ولا أحد تمكن، ولا حتى حاول إرغام هؤلاء الأثرياء والنافذين على الالتزام بالقانون، واحترام دفاتر التحملات الخاصة بهم. ما يقع بدور الكدية، وخصوصا من تجاوزات خطيرة للبيئة وصحة وسلامة السكان، يطرح أكثر من سؤال، ويوحي بانه هناك تواطؤ من الجهات المعنية. وأن هناك مخطط يرمي إلى تشريد السكان، بطردهم من منازلهم وأراضيهم الفلاحية..
فقد توصل موقع بديل بريس بلائحة أولية للمتضررين، بها أسماء وأرقام بطاقات التعريف الوطنية الخاصة ب 28 مواطن، وبصماتهم. أكدوا في شكايات وجهت إلى الأطراف المعنية. أن أن مقلع (القباج) تجاوز الحدود، وان الحفر وعمليات التفجير واستخراج الحصى، باتت قاب قوسين من منازلهم المتواجدة بالدائرة 3 بدوار الكدية، وأن التفجيرات تسببت في تصدعات وشقوق بجدران وأسقف منازلهم، وأنها أصبحت آيلة للسقوط. كما أشاروا إلى معمل لصناعة (الزفت) والذي لوث المنطقة. وتحدث المتضررون في شكاياتهم عن تصدع جدران وأسطح المنازل والاسطبلات، وانتشار الغبار المتطاير والروائح الكريهة، والتي أتلفت الغرس والزرع، وأتت على الأخضر واليابس، وتسببت في الموت البطيء لكل مكونات العيش. حيث انتشار الأمراض (العيون، الجلد، الحساسية، ضيق التنفس..)..كما أهلكت الماشية والبقر والنحل و..
وحرمان الشيوخ من رؤية الشمس، وحرمان الأطفال من اللعب، والخروج للدراسة، وتعذر نشر الملابس والأغطية لتجفيفها..
المتضررون أكدوا أن مالك المقلع عمد إلى توسيع المقلع، وأصبح على مشارف منازلهم في تجاوز صارخ للقانون. وأحدث معمل لصنع الزفت يعمل ليلا من الساعة الثانية صباحا إلى الخامسة صباحا. وأنه المعمل يتوقف كلما حلت لجنة أو انتفض السكان غضبا. المتضررون بعثوا بشكايات إلى كل من رئيس الجماعة وقائد قيادة الزيايدة ورئيس دائرة ابن سليمان وعامل الإقليم والمدير الإقليمي للتجهيز والنقل. يذكر أن ملف مقالع الأحجار بجماعتي ين تيزغة والزيادية تم التطرق إليه في العشرات من المقالات والتحقيقات الصحفية، وتم إصدار بيانات حقوقية وأسئلة شفوية بمجلس النواب… لكن لا حياة لمن تنادي…أراضي فلاحية ومناطق غابوية تستنزف وتخرب، والموت والمرض يضرب البشر والحيوان.. وأصحاب المقالع يكدسون الأموال والثروات.. وكلها سنوات قليلة، وستتحول الجماعتين إلى مناطق منكوبة.. بلا حياة….