كشفت مصادرنا أن الشرطة القضائية لأمن المحمدية، عاشت أياما عصيبة بعد أن علمت بأمر شاب كان متحوزا بسائلين حمضيين ناذرين شديدي الاختناق، وكان منصبا على عملية حرق مجموعة من الهواتف والحواسيب النقالة في الخلاء. حيث تمت محاصرة شاب البالغ من العمر 36 سنة، واصطحابه إلى مقر المصلحة الأمنية، وكل التكهنات كانت توحي أن الشاب مجرم خطير أو إرهابي. ليتضح بعد البحث معه، أنه شاب عبقري، حاصل على شهادة الباكلوريا التقنية مرتين، ومستخدم سابق بإحدى الشركات الصناعية بالبيضاء. وأن سبب تحوزه للسائلين (حامضي الكلوريد والمتريك)، يعود إلى أنه وجد طريقة خاصة لاستخراج الذهب من المتلاشيات الخاصة بالهواتف والحواسيب النقالة وكل الأجهزة التقنية المتطورة. وأوضح الشاب أن معظم عمليات التلحيم من أجل تثبيت الأجزاء المعدنية الصغرى للأجهزة، تتم باستعمال الذهب. لأنه الوحيد القادر على الصمود طويلا. وكشف الشاب المتزوج، أنه يبدأ بحرق المتلاشيات واستخراج المعادن، قبل أن يقوم بوضعها في إناء خاص، وصب السائلين عليها. موضحا أن العملية تسفر على انفصال الذهب عن باقي المعادن وتحوله إلى أيونات. قبل أن يأخذ كمية الذهب الضئيلة، ووضعها في إناء ثان، وصب سائل ثالث (كبريتات الحديد) عليها، ليتحول لونه إلى البني، قبل أن يتجمد. فيقوم ببيع الذهب مقابل أجر يصرفه على أسرته الفقيرة. علما أن العملية غير مربحة، لأن عشرات الهواتف والحواسيب لن تمكنه إلا من غرام أو اقل من الذهب الخالص. وأنها بالكاد تكفيه لسد بعض الحاجيات. وقد وقفت العناصر الأمنية على صحة تصريحات الشاب، بعد أن لاحظت كميات المتلاشيات المستعملة، والمعادن المستخلصة. كما علمت أن السوائل المستعملة تباع للعموم، ولو أنها لا تستعمل إلى من طرف السائغين أو العاملين بالمختبرات العلمية.