تعيش تسع أسر من ذوي الاحتياجات الخاصة، داخل بناية آيلة للسقوط. مقعدون ومكفوفون ومعاقون … أزواج وزوجات يحضنون عشرات الأطفال داخل غرف متعفنة، حيث التسربات المطرية والرطوبة والصدأ. بناية مهددة بالانهيار أقرب إلى اسطبل للحيوانات. غرف بجدران آيلة للسقوط وأسقف بالقصدير. بعض هؤلاء ينتشرون بالمدينة من أجل التسول والتوسل بهدف الحصول على لقمة العيش، وبعضهم بالكاد يدبر مصروفه. المرض والضعف زاد من تدهور حالتهم الصحية. وحد من تحركات بعضهم. الغريب في أمر هذه البناية أنها تحت إشراف مكاتب محلية لجمعيتين وطنيتين ذات طابع اجتماعي وإحساني (المنظمة العلوية للمكفوفين والجمعية اليوسفية الوطنية للمقعدين والمعطوبين). لكن لا أحد منهم يستفيد من شيء. سوى من القفة (السكر الزيت الدقيق ..)، التي تعطف عليهم بها مندوبية التعاون الوطني بين الفينة والأخرى. علما أن أعضاء من تلك الجمعيتين ميسورين وأصحاب عقارات. فهل ستتحرك المكاتب الوطنية للجمعيتين من أجل التحقيق في مالية وإدارة الجمعيتين محليا ؟ وهل ستبادر السلطات المحلية والإقليمية والمجالس الجماعية والمجلس الإقليمي إلى التنسيق من أجل إغاثة هؤلاء ومنحهم حقوقهم في العيش الكريم كمغاربة ؟ ..
لماذا لم تبادر أية جهة من أجل تمكين هاته الأسر من الاستفادة ولو مجانا، باعتبار أنه أصحاب حقوق بالتقادم داخل بناية ولمدد تزيد عند البعض عن 40 سنة. ولماذا لم تبادر أي جهة إلى بناء دار للمسنين، كما هو الشأن بعدة مدن؟ … علما أنه سبق وتم وضع الحجر الأساس لبناء دار للعجزة بالحي المحمدي قرب المستوصف. لكن الحجر الأساسي الذي وضعه وزير. هدم وأقيمت فوق الأرض منازل سكنية. و(تفوبرت) عليها العمالة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتهيئة الصرف الصحي (الوادي الحار) بمبلغ 50 مليون سنتيم. وكان المشروع أول مشروع دخل في إطار المبادرة الملكية. كما تم وضع الحجر الأساس لبناء دار العجزة قرب الخيرية الإسلامية (دار الطالب). ولم يتم بناؤها لأسباب مجهولة….
شاهد الفيديو المؤثر …