لا حديث بمدينة بوزنيقة إلا عن فضيحة وشوهة (رسالة طلب الحصول على كشك مأكولات خفيفة)، التي بعث بها مكتب جمعية أصحاب الشركات والمصانع بالمنطقة الصناعية إلى رئيس بلدية بوزنيقة. رسالة توحي وكأن أصحابها من فئات الشباب المعطلين، أو ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعج بهم المدينة وإقليم ابن سليمان ككل. ففي الوقت الذي تراهن فيه الأسر بالإقليم، على أن تحل المنطقة الصناعية ببوزنيقة معضلة البطالة لأبنائهم وبناتهم من حامل الشهادات العليا والدبلومات المهنية، وأن يحظى العمال والمستخدمين بتلك الشركات والمصانع المتواجدة بالمنطقة الصناعية، بالخدمات اللازمة صحيا وغذائيا. وذلك بإحداث مطاعم في المستوى داخل كل شركة أو مصنع. وتوفير أطباء متعاقدين ومراكز صحية خاصة مجهزة طبيا، بكل شركة ومصنع، وفق ما تنص عليه مدونة الشغل. نفاجأ بالطلب السخيف لهؤلاء، وكأنهم يشرفون على دكاكين ومحلات الحدادة والمطالة وأحياء صفيحية.. أكثر من هذا فإن المجلس البلدي الذي هو مشكل من منتخبين مهامهم تختزل في خدمة الساكنة. من العار أن يستلم تلك الرسالة، وأن يحيلها على باشا المدينة. كما هو من العار أن يناقشها أو يدرسها الباشا. ويحدد شروطا لتحقيقها..
ألم يكن من الأولى على جمعية الحي الصناعي أن تبادر إلى وضع مشروع تهيئة المنطقة الصناعية التي أصبح شوارعها وأزقتها كملاعب الغولف، ممتلئة بالحفر والأعشاب والبالوعات التي تتصيد السائقين والراجلين ؟ .. ألم يكن من الأولى أن تفرض على أعضاءها احترام مستوى وقيمة المنطقة الصناعية، التي يأمل السكان أن ترتقي إلى صفوف المناطق الصناعية الكبيرة (المحمدية، برشيد، الدار البيضاء، … وألا يساهموا في تحويلها إلى ما يشبه سوق المتلاشيات. حيث تنعدم الجمالية في العمران والنظافة بمحيط مجموعة من المصانع والمستودعات.. ألم يكن من الأولى أن تحدث تلك الشركات والمصانع مقرات لها داخل مدينة بوزنيقة، لكي تنتفع البلدية من مجموعة من الضرائب، التي تعود تستفيد منها بلديات ومقاطعات بالرباط والبيضاء. بل إن هناك مصانع معلنة بالمنطقة الصناعية، وتواظب على الإنتاج بعمال في معظمهم من خارج الإقليم، وفي الحقيقة هي ليست سوى مستودعات لمصانع بالبيضاء؟؟..
إنها فعلا مهزلة أن يتنافس أصحاب الشركات والمصانع مع المعطلين والمعاقين، من أجل الحصول على كشك. ومهزلة أن يتجاوب معهم المنتخبون وممثلو السلطة المحلية. عوض أن إلزامهم باحترام دفاتر التحملات، وحماية العمال والعاملات الذين يخرجون في كل مرة للمطالبة بحقوقهم. بل إن إحدى الشركات أغلقت أبوابها وتركت العمال والعاملات عرض للتشرد والضياع..
ملاحظة:
أكد المستشار الجماعي الاستقلالي ببلدية بوزنيقة أن الجمعية طالبت بالحصول على كشك (1) خاص بالمأكولات الجاهزة و الخفيفة حتى يتسنى للعمال تناول الوجبات بالقرب من مقر العمل. وأضاف أن الطلب توصلت به الجماعة وأحيل على مصلحة الممتلكات وتمت مراسلة باشا المدينة بخصوص الموضوع. وأن الباشا حدد شروطا لهذه الاستفادة من بينها المستفيد و طرق الاستغلال و شكل الكشك و من المتكلف ببناءه وغيره.. موضحا أن (هذا لا يعني لحد الآن الموافقة على إحداث الكشك ، وقد طلب السيد الباشا لقاء مع الجمعية و ممثلي المجلس وممثلي الصناعة والتجارة والخدمات وكل المتدخلين لمحاولة الإحاطة بالموضوع من جميع جوانبه)..