انتفض مجموعة من سكان جماعة بئر النصر، أفقر جماعة بجهة الدار البيضاء/ سطات. صباح أمس الخميس أمام مقر الجماعة. من أجل إيصال معاناتهم لسمير اليزيدي عامل إقليم ابن سليمان، الذي كان قد حل بتراب الجماعة، من أجل تنظيم لقاء تواصلي مع المنتخبين والفعاليات المحلية. واستمرت احتجاجاتهم بالباب الرسمي للجماعة. إلى حين وصول العامل، الذي توجه صوبهم من أجل الإنصات إلى مطالبهم وإخماد تلك الانتفاضة التي كادت أن تتحول قبل وصوله إلى عراك بين المحتجين وبين ممثلي السلطة والدرك الملكي. قبل أن يطلب منهم انتداب ممثلين عنهم. من أجل حضور اللقاء التواصلي وإبلاغ أصواتهم المبحوحة. ولخص المحتجون مطالبهم في الغياب الدائم لرئيس الجماعة. وتعذر استخلاص بعض الوثائق بسبب غيابه. بل هناك من نعته ب(الشفار). طالبا من عامل الإقليم أن يبحث عن موائد وخيام الجماعة (الوثاقات). موضحا أنه تمت سرقتها. كما تحدثوا عن الفقر المدقع وانعدام فرض الشغل، وتدهور البنية التحتية (تدهور المسالك والطرق، ومجاري الوادي الحار.. ). صعوبة تسويق المنتوجات الحيوانية الفلاحية بسبب الوحل وانعدام الطرق. الخصاص المهول في الماء الشروب. كما أكد البعض أن حافلات النقل المدرسي لا تشتغل. وأن التلاميذ يقطعون عدة كلمترات من أجل الذهاب إلى المدرسة. مما يجعلهم يذهبون إلى المدارس في أوقات جد مبكرة. إضافة إلى تدهور بنيات عدة حجرات دراسية. ومنها ما يعود إلى عدة عقود. بل إن أحد شيوخ المنطقة، أكد أن عدة أسر هاجرت من المنطقة. وهو أكدت الإحصائيات الرسمية. إذ انتقل عدد السكان من أزيد من 9000 نسمة سنة 1992 إلى حوالي 4000 نسمة حاليا. كما تم الحديث عن فشل عدة مشاريع فلاحية. وخصوصا مشروع غرس اشجار الزيتون الذي كلف عدة ملايير. وطالبوا من مديرية الفلاحة تبسيط المساطر مع الفلاحين الصغار. ودعمهم. لضمان حصولهم على موارد مالية للعيش. وعن قطاع الصحة. أكدوا النقص المهول في الأدوية، والخصاص في الأطر. طبيبة واحد مداوم يأتي كل خميس. فيما تحتاج الساكنة إلى مولدة. وطبيبة باعتبار الأسر محافظة ويرفضون كشف نساءهم على أطباء ذكور. بالإضافة أن مجموعة من المساجد مهددة بالانهيار ومجموعة من المقابر تحولت إلى مراعي لغياب جدران أو سياج يحميها من غزو الحيوانات. فيما رأى أحد المنتخبين المعارضين أن غياب موارد مالية للجماعة، هو السبب الحقيقي في المعاناة والوضع الذي تعيشه الجماعة وسكانها. مطالبا بالمزيد من الدعم. وخصوصا على مستوى المشاريع المبرمجة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية، حيث أكد أن الاعتمادات المرصودة للجماعة جد ضئيلة مقارنة مع جماعات أخرى. ومعلوم ان مركز الجماعة الذي هو بصدد إعادة الإيواء.. يعيش سكانه داخل منازل مبنية بالتراب والتبن. وأنها عرضة للسقوط كلما أمطرت.
غضب واستياء السكان ومطالبهم المختلفة، جعلت عامل الإقليم، يخصص اللقاء التواصلي للإنصات إليهم، وإلى بعض منتخبي المعارضة. دون أن يعطي الكلمة لرئيس الجماعة. الذي اكتفى بالترحيب بالعامل وافتتاح اللقاء. هذا اللقاء التواصلي مع منتخبي وفعاليات جماعة بئر النصر بإقليم ابن سليمان. يندرج في إطار سلسلة لقاءات برمجها عامل الإقليم على صعيد كل الجماعات الترابية التابعة له من اجل الاطلاع على انشغالات السكان وانتظاراتهم وخصوصا المستعجلة منها، وكذا بغية تتبع انجاز مختلف البرنامج والمشاريع التنموية ورصد الاختلالات التي تعيق تطور وتنمية الجماعات. وكذا من أجل التواصل مع المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني تنفيذا للتعليمات الملكية.
وذكر عامل الإقليم بالموارد الطبيعية التي تتميز بها الجماعة، من حيث التضاريس المتنوعة والاعتماد على الفلاحة وتربي المواشي. مشيرا إلى ضرورة استغلال الموقع والغابة ومنطقة الخطوات، التي تعتبر محفزا للاستثمار. وخلق فضاءات ومنتزهات سياحية.
مشيرا إلى ضرورة بدل المزيد من المجهودات لتنمية الجماعة، مشددا على ضرورة استكمال البنيات الأساسية للجماعة، وتوسيع البنيات القائمة لضمان التنمية المجالية للجماعة. ودعم وتحسين الخدمات الاجتماعية والأنشطة المتعلقة بالتربية والتكوين. وتوفير الظروف والشروط المناسبة لتشجيع مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني لتأهيل سكان الجماعة. ودعم القطاعات المنتجة وتشجيع العمل الجمعوي والتعاوني وتقوية العمل الاجتماعي للمرأة وتسهيل اندماجها في العمل التنموي وتنمية موارد الجماعة المالية. وأوضح أنه في إطار المخطط الكهربة القروية الشمولي. تم تزويد ثمان دواوير بالجماعة بالكهرباء في إطار اتفاقية شراكة بين جماعات (مليلة، أحلاف، بئر النصر،سيدي بطاش،)، والمكتب الوطني للماء والكهرباء من اجل كهربة 29 دوار، بكلفة إجمالية حددت في 3.8 مليون درهم. وقد بلغت نسبة الأشغال 25 في المائة. وفي إطار تعميم التزود بالماء الشروب، تم إبرام اتفاقية شراكة بين الجماعة ومكتب الماء من أجل تمويل وإنجاز تزويد مركز الجماعة و10 دواوير بالماء عن طريق إحداث سقايات (نافورات عمومية)، بكلفة إجمالية بلغت 18 مليون درهم. وقد بلغت نسبة الإنجاز 95 في المائة. كما ساهم المجلس الإقليمي بملبغ 1,2 مليون درهم. في إطار شراكة مع الجماعة من أجل إحداث سقايات عمومية. وأضاف أن قطاع التعليم يظل من القطاعات التي تفرض المزيد من الدعم والإصلاح وصيانة المؤسسات التعليمية وتزويدها بالماء الشروب. ومدها بالأطر التربوية اللازمة، وبناء حجرات دراسية لتفادي الاكتظاظ وبناء أقسام التعليم الأولي، ومدرسة جماعاتية. أما بخصوص النقل المدرسي فتتوفر الجماعة على 3 حافلات، اثنتان منا مقتناة من طرف المجلس الإقليمي في إطار اتفاقية شراكة. كما تحدث عن فك العزلة عن مركز الجماعة، وتحسين ظروف السكان، أن هناك اتفاقية شراكة من أجل تمويل وإنجاز مشروع تأهيل المجال الترابي للجماعة. وهي مبرمة بين وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة وعمالة إقليم ابن سليمان والمفتشية الجهوية للسكنى والتعمير والمكتب الوطني للماء والكهرباء والجماعة.بكلفة إجمالية حددت في 21.99 مليون درهم. تبلغ مساهمة صندوق التنمية القروية 10 مليون درهم. حيث تم انطلاق أشغال تهيئة مركز الجماعة، بمشروع تجزئة سكنية (الشطر الأول) من أجل إعادة إيواء ساكنة المركز بكلفة تبلغ 3.4 مليون درهم. وقد بلغت نسبة تقدم الأشغال 25 في المائة . كما تم الإعلان عن الصفقة الخاصة بأشغال الإنارة العمومية وشبكة الهاتف (الشطر الثاني) والتي ساهم فيها المجلس الإقليمي بمبلغ مليون درهم من أجل تقوية البنية التحتية للسوق الأسبوعي(السبت). إذ تم الشروع في تهيئة السوق بمبلغ 0.9 مليون درهم. وقد بلغت نسبة تقدم الأشغال 60 في المائة.كما تم الإعلان عن الصفقة لإنجاز المسلك الرابط بين الطريق الجهوية 403 ومركز الجماعة. على طول 4,5 كلم بمبلغ 1.9 مليون درهم. كما استفادت الجماعة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من مجموعة مشاريع بلغت كلفتها 7.113 مليون درهم
نتمنى ذلك كما جاء في المنشور