عادت إكرام بوعبيد أصغر رئيسة جماعة ترابية بالمغرب، لتكشف عن المعاناة والآثار الجانبية التي لازمتها منذ اعتقالها رفقة رئيس جماعة الفضالات بتهمة الخيانة الزوجية. ورغم أن القضاء برأها من كل التهم التي كانت منسوبة إليها. معاناة وآثار سلبية جعلتها تعيش كوابيس ليلة وفي واضحة النهار. بسبب ما ترسخ لدى البعض ممن سبقوا القضاء وأدانوها بدون أدنى أدلة أو قرائن. كتبت إكرام على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك. فيما يشبه الصرخة أو الانفجار الذي يتولد عن ضغط نفسي وأزمات لم تجد لها سبلا للتخلص منها. قال إكرام إنها تصارع الموت في كل دقيقة وفي كل لحظة. وأنها تتظاهر رغما عن ذلك بأنها بخير. وترسل ابتسامات كاذبة تحاول من خلالها إقناع نفسها الأمارة بالسوء. توحي من خلالها بأن الأمور بخير وأن الحياة سارية وأن كل ما وقع لها ليس إلا سحابة صيف عابرة ستنمحي بمرور الأيام….
وأضافت الضحية التي لم تتمكن من التخلص من نظرات البعض وعداءهم، أنها وفي لحظة من لحظات مصارعتها الموت والظهور بمظهر المرأة الحديدية وبينما كانت تتفقد أوضاع أحد الدواوير التابعة لجماعتها أولاد علي الطوالع بإقليم ابن سليمان، فاجئها طفل صغير لا يتجاوز عمره عشر سنوات. وهو ينظر إليها بنظرات استغرابية وعند محاولتها تحيته صرخ في وجهها وباللغة العامية المتداولة قائلا ” الرئيسة العاهرة ( الق….)”. وكررها عدة مرات ثم هرب تاركا الرئيسة في أكبر صراع خاضته في حياتها مع الموت. قال إن جميع أحاسيسعا تعطلت وكأنها فقدت نعم السمع والبصر وغيرها من النعم، وتمنت لو لم تولد أصلا. تمنت أن تبلعها الأرض وترحمها من العذاب الذي تعيشه يوميا في صمت….
صرخة الرئيسة الشابة لم تنتهي عند هذا الحد، بل إنها بعثت برسائل إلى كل من يسعى وراء سمعتها وكرامتها بلغة اليائس والمحبط.. وقالت : إلى كل من أراد تعرية إكرام بوعبيد وفضحها وتدميرها أقول هنيئا لكم لقد نجحتم في ذلك حتى جعلتموني أجزم أن كل من ينظر إلي وكل من يكلمني يعتبرني مجرد عاهرة دنيئة لدرجة أصبحت معها أرتاح في العزلة وأتفادى الاختلاط بالناس والنظر في وجوهها…
رسالة إكرام خصت بها وكيل محكمة المحمدية ونائبه الأول والثاني ابن منطقة فضالات. حيث قالت : فلتهنئوا إكرام بوعبيد لن تتكلم لمعرفتها بقوتكم وجبروتكم ولستم بحاجة إلى تذكيرها بذلك… كما راسلت جهاز الامن الوطني بالمحمدية وقالت: إلى شرطة المحمدية وبالأخص الشرطيين اللذان عذباني بمختلف أنواع التعذيب النفسي والجسدي أقول لهما شكرا لقد نهضتم بمهنتكم على أحسن وجه وما اتهامي لكما بالذات بتعريضي للتعذيب إلا مجرد إدعاء من عاهرة تحاول النيل من الشرفاء.
الضحية لم تستثن حتى الطبيبة الخبيرة الطبية رئيسة مستشفى مولاي عبد الله بالمحمدية التي قالت عنها إنها فحصتها وآثار التعذيب بادية عليها وعانقتها وبكت بمعيتها لما علمت حسب قولها أن ( المجرمون في حقي هم نفسهم ضباط الشرطة الذين أخذوني إليها، ومع ذلك زورت خبرتها وجعلت من آثار الصفع البادية على وجهي مجرد آثار ” لحب الشباب” وجعلت من الازرقاق الظاهر على مختلف أنواع جسدي مجرد آثار إعتداء قديم قدم الانسانية، أقول لها لقد فهمت سبب بكائك بمعيتي لحظتها بأنه تعاطف منك مع قضيتي ولم أكتشف أنه تأنيب ضميرك إلا عند علمي بالتزوير الذي أمرت بفعله…).
وعادت في رسالتها لتخاطب وكيل الملك بالمحمدية حيث قالت: إلى السيد وكيل محكمة الاستئناف بالدار البيضاء الذي اشتكيت وتظلمت له بما فعله بي ضباط الشرطة طامعة في الانصاف فأرسل إليهم شكايتي هم أنفسهم حتى يبحثوا ويحققوا فيها فأصبح المشتكى بقدره الوكيل محققا أقول له دمت في خدمة شرطتنا الشريفة ولتذهب العاهرات إلى الجحيم ..)
.ولم تنسى في رسالتها المواقع الالكترونية والصحافة التي وصفتها بالسامية والتي قالت عنها إنها : حاكمتني قبل الأوان وجعلت من جلسة محاكمتي وإدانتي يشاهدها الجميع ويقتنع بنتيجتها الكل أقول رسالتكم وصلت والهدف حقق بنجاح لدرجة أصبح فيها طفل قروي ضحيت بمستقبلي من أجله والله يعلم يتيقين بعهارتي ويتلذذ بوصفي بها في وجهي…).
وختمت رسالتها مخاطبة بأفراد اسرتها الصغيرة حيث قالت: إلى والداي وأشقائي وشقيقاتي أقول كم أنا فخورة بكم وكم أنا أعزكم ومن أجلكم أنا مثابرة صابرة فإن ضعفت يوما ما فلا أحتاج أن أذكركم أنكم أغلى ما عرفت في هذه الدنيا لدرجة أعجز عن وصف حبي لكم ولدرجة جعلت الدموع تنهمر من أعيني عند كتابة الأسطر الخاصة بكم.
كما شكرت كل من آزرها في محنتها ولو بكلمة طيبة : أقول لم تعلموا ولن تستطيعوا أن تعلموا بوقع تلك الكلمة علي لقد كرستكم حبكم في قلبي لآبد الآبدين..
وخاطبت مؤسسات البلد: أقول ما الجرم الذي اقترفته في حقكم حتى توصدوا الأبواب في وجهي وفي وجه أية مواطنة كلفتكم بحماية حقوقها، فأنا يوما لم أكن ضدكم، ثقتي فيكم كانت عمياء لدرجة جعلتني ألتجئ إليكم في سرية تامة، اهكذا تطبقون تعليمات ملكنا…أهكذا يأمركم القانون…أهكذا تنظرون للمرأة وللرجل ولكل ضعيف أو قوي إدعى أمامكم ظلما ارتكبه في حقه مسؤولا…اين هي ربط المسؤولية بالمحاسبة…أم أن كل شيء مجرد شعارات…لقد صدقناكم وعلى حين غرة تلفقنا رسالتكم…ومع ذلك لا يسعني إلا أن أقول لكم دامت الديمقراطية شعارنا الخالد، مادام أن الأبواب لم توصد بعد، ومادام أن الأمل لازال قائما…فلتنتظروا خطواتي المستقبلية وكونوا متيقنين أنني لن اتنازل عن حقي مهما كلفني الأمر من ثمن…ومهما زورتم في محاضركم وفي خبراتكم…ومهما تسرتم على مجرميكم…ومهما فعلتم…فلتعلموا أنني سأنتصر عليكم لا محالة….فالحق يعلوا مهما طال الزمن…