يكتري الفنان والكوميدي والشيخ بوشعيب السفاج منزلا ضيقا بغرفتين صغيرتين وشبه مطبخ بحي لابيطا بمدينة المحمدية. عانى لأزيد من ثلاثين سنة، من أجل تربية وتعليم أبنائه الأربعة، وتطبيبهم وتغذيتهم بما تيسر من مداخيل هزيلة ناذرا ما يحصل عليها. السفاج البالغ من العمر 65 سنة، وبعد قضائه أزيد من أربعين سنة في المسرح والكوميديا والتمثيل، خرج خاوي الوفاض، مما جعله يستمر في عمله الذي لا يسمن ولا يغني عن جوع، وفرضت عليه الحياة الأسرية ألا يتمتع بالتقاعد المريح المفروض أن يحصل عليه كل عامل أو موظف بعد تجاوزه سن الستين. قال السفاج أنه تأتي عليه أياما لا يجد مالا يصرفه على الأسرة، وأنه لولى ابنيه (كريم وعصام) وابنتيه (سلوى وأحلام)، الذين يدعمونه بين الفينة والأخرى، لوجد نفسه عاجزا على تدبير شؤون المنزل. علما أن وضعيتهم الإجتماعية جد متوسطة. وأضاف المتحدث أنه يقتات من الفن، ولا يمكن أن يدخر مالا، من أجل تدبير مشروع صغير يدعم به مصروف الأسرة. وأن بطاقة الفنان التي حصل عليها، لا تفيده في شيء. وتمتم في سخرية ممزوجة بالألم ( إلى المغرب راشقة ليه حنا كان نتحركوا وإلى غضبان ما كاين والوا)، في إشارة إلى أن عمل الفنان رهين بالوضع الاجتماعي والاقتصادي والأمني للبلاد. وأن أي سحابة غضب أو حزن أو ضيق تكسو فضاء البلاد، يكون الفنان أول المتأثرين بها ماديا. وتحدث عن جولته رفقة مجموعة من الفنانين بالأقاليم الجنوبية التي دامت شهر ونصف سنتي 1991 و1995، بدعم من وزارة الثقافة، تحت إشراف الأميرة لالة مريم. حيث نظموا حفلات بمخيمات الوحدة والسمارة و بوجدور والعيون الداخلة وكذا المناطق العسكرية. موضحا أنهم تقاضوا تعويضات عن تلك السهرات، لكن ما أحزنه، أن هناك من استفادوا من مأذونيات، ولا التفت إليه رغم فقره وحاجته الملحة إلى الدعم. إلى ذلك أعطى الكوميدي الفضالي مثلا مغربيا على وضعه الاجتماعي، حيث قال (لي جابتوا النملة ملي كاين الشمس كتصرفو في وقت الشتا). وأفاد بحسرة وألم أن أحد أبنائه الذي كان يعول عليه، وصرف عليه كثيرا من أجل دعم الأسرة، لم يوفق في الحفاظ على وظيفته كدركي، بعد أن أصيب بمرض عضال، أرغمه على التخلي عن وظيفته. وأنه سبق أن أتيحت له فرصة الفوز بمأذونية أو غيرها من الإكراميات التي حظي فنانون وفنانات كثر. حين التقى أميرات، والتقى وزير الداخلية حينها دارس البصري. لكنه التزم الصمت. وختم قوله مازحا (باقية لي غير 15 يوم ونموت، بغيت نموت بكرامة وطلبي أن أنتشل أسرتي من الفقر، وأحظى بسكن لائق. ولج المتحدث عالم الفن سنة 1963، حيث استهواه المسرح، فأبدع فيه، قبل أن يرتبط سنة 1983 بزميله محمد مهيول، ويشكلان ثنائيا كوميديا. سطا نجمهما حينها. وتمكنا من المشاركة في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والمهرجانات والسهرات، لكن عائدات تلك الأعمال كانت دون المتوسط، وكانا يقبلان بأجور هزيلة، أملا في أن ينالا مكانتيهما المستحقة داخل الجسم الفني. كما ولج عالم الطفل، وتمكن من فرض أسلوبه المسرحي والهزلي والهادف. لعب عدة أدوار في مسلسلات تلفزيونية (سير حتى تجي، عائلة سي مربوح، … الهاربان، ….)، و أنجز مع زميله مهيول سكتيش الهاربان، باستعمال الأشرطة التقليدية ( الكاسيط)، قبل أن يتم اقتباس الفكرة تلفزيونيا في مسلسل، والمناداة عليهما من أجل تجسيدها إلى جانب ممثلين لآخرين (الخياري، بكر، خاي…)، كما شارك وأخرج عدة مسرحيات ( الحادكة في الميزان، سيدي هدي ، خير وسلام، …)، وقبلها العشرات من المسرحيات في إطار مسرح الهواة. ويحتفظ في دولاب أرشيفه، بمسرحيات خاصة بالأطفال، أنجزها في فترة، لم يكن هناك اهتمام بمسرح الطفل، نذكر منها (عمتي الغولة، العائلة السعيدة، الذئب،الخروف …. )، ونال مجموعة من الجوائز الوطنية بمشاركته في عدة مهرجانات.
الرئيسية / بديل ثقافي / صرخة نجم كوميديا فضالة والمغرب… بوشعيب السفاج : إلى المغرب راشقة ليه كنتحركوا وإلى غضبان ماكاين والوا