يبدو أن داء البلوكاج الذي يدعي عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة العالقة، أنه أصاب مسار تشكيل حكومته، لا أساس له من الصحة. وأن المسرحيات والمشاهد الهزلية وسلسلات الكاميرا الخفية التي ينسجها بين الفينة والأخرى رفقة زعماء الأحزاب السياسية الراغبة في تشكيل الأغلبية، والنيل من كعكة الاستوزار. ليست سوى وسائل لإلهاء الشعب، في انتظار استكمال مخاض تشكيل الحكومة، الذي لا علاقة بالثلاثي (أخنوش، شباط، لشكر) ولا بتلاسنهم وتصريحاتهم… ولكن له علاقة أساسا بالوضع العالمي الجديد والمفاجئ، والذي تولد بعد تمكن المشاغب والمتخصص في جمع وكنز الأموال (الجمهوري دونال ترام)، من انتزاع كرسي الرئاسة بدلا من (الديمقراطية هيلاري كلينتون) محبوبة العرب والإسلاميين. وهو الذي تفنن قبل وخلال حملته الانتخابية الرئاسية في الكيل للعرب والمسلمين..والتهديد بالقصاص والاقتصاص من عدة دول عربية، من أجل عيون والأمريكيين…
المغرب ومعه مجموعة من الدول المغلوب على أمرها، كانت تتوسم نجاح كلينتون الملقبة ب (مدام بريزيدنت) من طرف عشاقها الأمريكيين، بل إن تلك الدول وضعت البرامج و المخططات للانخراط في العهد الأمريكي الدولي الجديد، بالقيادة المفترضة لكلينتون. وذهب بعض المسؤولين بتلك الدول، إلى حد استباق النتائج الانتخابية. وإعلان فوز محبوبتهم على على مارد المصارعين اليونانيين، والثعلب قناص المال والأعمال… اليوم وبعد أن تبخرت أحلام تلك الدول، وخرج إلى الواجهة قيادي أمريكي جديد، لا يتذوق العرب والمسلمين، ولا يفهم غير منطق الخسارة والربح المادي. وتدبير الأموال من أجل رفاهية الأمريكيين وضمان احتياطي لهم من الثروة على حساب باقي الشعوب. ولا يؤمن إلا بالصراع والتنافس الشرس.. أمريكي ترسخ في اعتقاده أن أبناء وبنات العم سام، هم من الجنس السامي المفروض أن تنحني له كل الأجناس، وأن تداوم وتواظب على تقديم الطاعة والولاء له، والتنافس من أجل محاباته بالهدايا والقرابين طمعا في رضاه.
شرطي العالم الجديد هو من يعرقل تشكيل الحكومة. وعبد الإله بن كيران يعرف جيدا أن ترام لن يكون صديق العدالة والتنمية، ولا حليفها. وأن قيادة إسلامية لن تجد لها سكة العبور دوليا.وستجلب للمغرب (صداع الرأس)، ونقم الدول العظمى التي ستصطف في موكب ترام.
قطار التنمية العالمي يقوده الشرطي الجديد، الذي يضع من بين أهدافه كسر شوكة الإسلام والمسلمين.. رئيس الحكومة المعين من طرف الملك محمد السادس وفق ما ينص عليه الدستور المغربي، يعيش مخاضا عسيرا… وهو يعرف أنه لا بديل له سوى الضغط في اتجاه حكومة لا قوة ولا تأثير لحزبه داخلها… وذلك بفرض تشكيل حكومة (بناشي)، مكونة من الإسلامي والشيوعي والاشتراكي والرأسمالي والتكنقراطي والأرنبات وداكشي… ويعرف جيدا أن حتى الحل الدستوري المتمثل في إعادة الانتخابات التشريعية، في حال فشله في مهامه، لن يتم… فيكفينا ما صرفت الدولة من أموال باهضة، وما صرف (تحت الطابلة) من أجل استمالة الناخبين… وحتى أنه يعرف جيدا كذلك أنه لا يمكن سلك أساليب العرف وتجاوز الدستور. بالانسحاب على أساس أن يعهد الملك منصب رئيس الحكومة لشخص ثان من داخل أو خارج حزب المصباح…
عبد الإله بن كيران الذي لم ينهي بعد فرحته بتزعم حزبه نتائج الانتخابات التشريعية. وجد نفسه رئيسا بلا حكومة.. ووجد أن كل الجهود التي بدلها من أجل تشكيل الحكومة لم تسفر عن شيء. وأنه استنفذ قوته. وعوض أن يشكل الحكومة. فقد كبلها، أو كما يقال بالدارجة المغربية (شكلها). يمكن القول أنه تعرض لنفس الإحباط الذي يقع فيه الطالب المغربي. الذي ما إن يتسلم شواهده العليا، حتى يفاجأ بأنها مجرد أوراق لا قيمة لها أمام سوق الشغل والوظيفة…
الخلاصة حول مصير الحكومة المجهول، تأتي من المثل المغربي (طاحت الصومعة علقوا الحجام).. والذي تحولت إلى (طاحت كلينتون علقوا الحكومة).. وخا التعليق فيه وفيه…